حذر خبراء ومتخصصون ماليون من مغبة التداول العشوائي، الذي يقع فيه المتداولون الجدد في أسواق العملات الأجنبية، الذي بات يعرف باسم الفوركس، إضافة إلى استخدام منصات جديدة تطلقها الشركات من دون التسجيل تحت مظلة هيئة أو جهة رسمية مما يعرض أموالهم لضياع والنهب.. وأشاروا في حديث لـ»المدينة» أن نحو 40% من المتداولين السعوديين في سوق الفوركس يحققون خسائر فيه بسبب جاهلهم بأدوات العمل في سوق العملات، مما يفقدهم أمولا كثيرة، خاصة إذا ما علمنا أن مستوى تداول الفوركس في السعودية يقدره بنحو 5 مليارات دولار.
وشدد خبير أسواق التداول في جامعة الفيصل الدكتور صديق البلوشى على ضرورة أن يبحث المستثمر أو المتداول على تراخيص الشركة، الذي يتعامل معها خاصة من خلال مواقع الجهات المالية ذات العلقة لدولة، الذي يوجد به مقر شركة التداول في الفوركس الرئيس، وفي حالات كان مقر الشركة في أوربا أو في أمريكا لابد أن يتم الاتصال به والاستفسارعن تاريخه ومقارنته بمعلومات الموجودة في موقعها، كما لابد من التأكد من وجود تراخيص شركة التداول في موقع الهئيات الدولية للفوركس وخاصة الأمريكية cftc والبريطانية fsa .
ويضيف البلوشي أنه شخصيا يعرف مستثمر سعودي خسر 500 ألف دولار لأنه لم يعرف الإنجليزية، حيث انساق وراء دعاية شركة بريطانية وهمية إغراءاته بأرباح خرافية وأرسلت له عقد باسم شركة حقيقة معروفة في بريطانيا أي أنها انتحلت اسم شركة كبيرة.
ويقدر البلوشي حجم التداول العالمي اليومي في سوق العملات «الفوركس» 5 تريليونات دولار، مما يعني أن 3 أيام تداول في سوق الفوركس توازي حجم اقتصاد الولايات المتحدة، الاقتصاد الأكبر في العالم. أما مستوى التداول الفوركس في السعودية فيقدره بنحو 5 مليارات دولار في الفترة من عام 2010 إلى عام 2013
ويرى البلوشي أن هناك حاجة في المرحلة المقبلة للتوعية بطبيعة عمل سوق العملات ومنتجاته على مستوى المستثمرين والمتداولين مشيرا الى أن تعلم الأساسيات يتطلب بعض الوقت والممارسة لمعرفة كيفية التنبؤ بتقلبات قيم العملات في مجال تداول الفوركس.
أما المديرالتنفيذي لإحدى كبرى شركات التداول والاستثمار في أسواق الفوركس في الخليج والسعودية زياد محلم فيرى أن هناك بالفعل عددا كبيرا من المستثمرين الخسائرين نتجية ضعف التوعية، رغم أن الفوركس يملك من المزايا عن غيره من الاستثمارات، مايجعله المفضل للكثيرين.. فهو سهل الدخول وسهل الخروج، حيث يمكن للمستثمرين الدخول إلى السوق بمبالغ بسيطة لاتتجاوز 500 دولار، كما يمكنك البيع فيه بسهولة، ويمكن للمستثمر أن يحصل على مايسمى برافعة المالية، حيث إن هذا الأسلوب غير متوفر في معظم الاستثمارات الأخرى.
ويحذر المحلم من التسهل والاستهتار عند الاستثمار في الفوركس، لأنه يتميز بتحرك الأسعار هبوطا وارتفاعا بسرعة كبيرة خلال فترة التداول، مما يخلق فرصا ومخاطر أيضا.. ويفضل المحلم حصول المستثمر على دورات عن الفوركس قبل الاستثمار حتى لا يقع ضحية لنصب، مشيرا إلى أن أي مستثمر في بدايته لهذاالسوق لابد أن لايستخدم أكثر من 2% من رأس ماله حتى يتمكن ويملك الخبرة الكافية بإدارة المخاطرأثناء التداول إلى جانب التمكن من التحليل الفني.
وفي سياق متصل يشرح (حسين.ف) كيف وقع ضحية لأحد مكاتب وشركات الفوركس في المملكة، والتي انتقلت أغلبه إلى دبي، موضحًا انه استثمر مايقارب 350 ألف ريال لمكتب يعمل فيه 6 أشخاص ويديره مواطن بموجب عقد تم عمل صيغته عن أحد مكاتب المحاماة وكان يأتيه كل شهر إيميل من هذا الشخص يوضح فيه نسبة الأرباح، والذي لم يحصل عليه إلى الآن وكانت تتدرج الأرباح الشهرية بين 12- 25% من راس المال بحسب الإيميل المرسل إلى أن انتقل هذا المكتب إلى دبي بدعوى سهولة المعاملات المالية هناك عن السعودية، وتم القبض على صاحبه بسبب شكوى مستثمرين آخرين وانتقلت القضية إلى المحاكم في دبي.