محللون: السعودية تطمئن سوق النفط

قال محللون مختصون في شؤون النفط إن التطمينات السعودية لسوق النفط قد خففت من مخاوف "كورونا" في الطلب على النفط، في حين سجل النفط مكاسب جديدة في الأسعار يوم أمس بسبب انخفاض المخاوف من الطلب بسبب تباطؤ كبير في انتشار كورونا فيروس في الصين والعالم. أدى ذلك إلى رفع حالة التفاؤل والثقة في السوق، على مقربة من السيطرة الكاملة على المرض واحتواء آثاره المدمرة على الاقتصاد العالمي.

تلقت أسعار النفط دعما من تجدد القلق بشأن العرض واحتمال حدوث المزيد من الانقطاعات والاضطرابات في ليبيا وفنزويلا بسبب تصاعد الصراع السياسي في البلدين، في المقابل، في حين أعد المنتجون في "أوبك" وخارجها في أقل من اثنتين أسابيع لمناقشة في فيينا حول تمديد تخفيضات الإنتاج للعام بأكمله مع إمكانية اعتماد تخفيضات أعمق في الربع الثاني إذا دعمت روسيا هذا الإجراء،  مما سيسهم إلى حد كبير في الحد من المعروض العالمي من النفط.

محللون: السعودية تطمئن سوق النفط

وقال لـ "الاقتصادية"، محللو النفط،  إن المملكة العربية السعودية أعطت تطمينات جيدة للسوق، وأن المخاوف من آثار فيروس كورونا قد خفت، عندما أكد الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير الطاقة،  أن الوباء سيكون له " تأثير محدود للغاية "على الطلب على النفط. مثمنا ومقدرا عاليا الجهود التي تبذلها الصين بالتعاون مع بقية العالم للحد من الآثار الاقتصادية السلبية لانتشار الفيروس.


في هذا السياق، يقول أندريه جروس، مدير قطاع آسيا في شركة "MMAS" الألمانية، إن ظروف السوق تميل إلى التحسن مع المخاوف المتناقصة من تأثير فيروس كورونا في ضوء تباطؤ انتشار الوباء في مقابل تحويل الانتباه إلى المخاوف بشأن استقرار العرض في إطار العقوبات. حول إيران وفنزويلا وصعوبات استعادة الإنتاج الليبي،  ما يشي باحتمال تجدد الانقطاع وتقلص العرض، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى انتعاش الأسعار.

السعودية تدعم استقرار سوق النفط

وأشار جروس إلى التأكيدات السعودية التي تدعم استقرار السوق على نطاق واسع، كما أنها تدعم تعميق التخفيضات في الإنتاج خلال الاجتماع الوزاري المقبل لدول "أوبك" وخارجها من أجل استيعاب وفرة المعروض والحد من استمرار البناء المزيد من المخزونات الفائضة.مشيرًا إلى أن الأمر قد يعتمد على مزيد من التنسيق مع روسيا، والتي هي إلى حد بعيد أقل رغبة في تعميق مستوى التخفيضات الحالية.

من جانبه، قال فيتوريو موسازي، مدير العلاقات الدولية في شركة الطاقة الإيطالية "سنام"، إن الفترة الماضية كانت مضطربة في السوق مع بداية انتشار فيروس كورونا، مضيفًا أن جميع الأطراف المختصة تتطلع إلى تثمر الجهود الدولية الحالية وتامل أن تؤتي هذه الجهود ثمارها في احتواء الأزمة وتقليل الخسائر المتتالية التي تهدد النمو الاقتصادي.

اجتماع المنتجين للنفط الشهر المقبل ماذا سيحمل؟

وأشار موسازي إلى أن استعادة الأسعار تعد مؤشرا جيدا على نجاح هذه الجهود في الحد من خسائر الفيروس، خاصة وأن خسائر استهلاك النفط بسبب الوباء كانت شديدة خلال الأسابيع الماضية، وظهرت بوضوح في نشاط المصافي الصينية. التي تقلصت بشدة لتلبية الطلب الضعيف حيث تعاملت المصافي مع كميات من النفط الخام بنسبة 25 في المئة أقل مما كانت عليه في العام الماضي، مما أدى إلى انخفاض الاستهلاك العالمي خلال الربع الحالي لأول مرة منذ أكثر من عقد، حيث إن الفيروس انخفاض السفر والنشاط الاقتصادي في الصين.

من جانبه، يعتقد المحلل الروسي سيرجي فاكلينكو أن اجتماع المنتجين الشهر المقبل سيواجه تحديات بما في ذلك الوضع المتقلب للسوق ومستوى الأسعار المتقلب، بالإضافة إلى الحاجة إلى الحفاظ على الوحدة والاتساق في برامج عمل المنتجين في "أوبك" وخارجها،  وأشار إلى أن تحالف "أوبك +" قد نجح في السابق في الأزمات السابقة، وأنهم قادرون على تكرار نجاحهم من خلال الحلول الوسط والحفاظ على الإجماع في قراراتهم المقبلة.

وأشار فاكلينكو إلى أن تمديد فترة خفض الإنتاج إلى مستوياته الحالية أصبح ضرورة ملحة في ظل الوضع الحالي للسوق العالمية، وفي ظل توقعات استمرار وفرة الإمدادات، في مقابل انكماش نسبي في مستويات عالمية الطلب على النفط بسبب أزمة الفيروس والركود والتباطؤ الاقتصادي.

مشاكل امداد النفط تعود للواجهة

بدورها، تعتقد Golmira Raziva، كبيرة الباحثين في مركز الطاقة الإستراتيجي في أذربيجان، أن مشاكل الإمداد عادت للسيطرة على السوق وتدعم ارتفاع الأسعار مرة أخرى، لا سيما مع تهديد العقوبات الأمريكية المفروضة على شركة "Rosneft" للتجارة "لضرب قدرة فنزويلا على تصدير النفط. مشيرة إلى أن الإدارة الأمريكية تستهدف حاليا الشركة الروسية بقوة، والتي تعد حاليا المصدر الرئيسي للخام الفنزويلي.

وتضيف Golmira أن Rosneft Trading Company، وهي أكبر منتج للنفط في روسيا، تسيطر على حوالي نصف صادرات البلاد الموجهة إلى أسواق أمريكا اللاتينية، مشيرة إلى أن المصافي أصبحت أكثر ترددًا في شراء النفط الفنزويلي،  ومن المتوقع أيضًا أن ينخفض ​​إنتاج النفط الفنزويلي إلى حوالي 600 ألف برميل يوميًا بنهاية العام من 850 ألف برميل في يناير.

على مستوى تداول السوق، واصلت أسعار النفط ارتفاعاتها يوم أمس، مع تحول تركيز السوق نحو تعطل الإمدادات، في حين تراجعت مخاوف الطلب بعد انخفاض في عدد حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا في الفاشية.

لا يوجد أي مؤشر على حل للصراع في ليبيا الذي أدى إلى إغلاق موانئها وحقولها النفطية، في حين أن العقوبات الأمريكية على وحدة لشركة النفط الحكومية العملاقة روسنفت، قد تخفض بشكل أكبر إمدادات النفط الخام من فنزويلا، مما يجدد المخاوف بشأن امدادات النفط العالمية.

عقود خام برنت الآجلة

وبحسب "رويترز"، ارتفعت عقود خام برنت الآجلة 14 سنتًا، أي ما يعادل 0.2 في المائة إلى 59.26 دولارًا للبرميل، بعد ارتفاعها إلى 59.71 دولارًا في وقت سابق من الجلسة. ارتفع الخام العالمي القياسي 2.4 في المائة في اليوم السابق، ويستمر في الارتفاع لليوم الثامن على التوالي.

كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 38 سنتًا، أو 0.7 في المائة، إلى 53.67 دولارًا للبرميل، وارتفع غرب تكساس في ستة من الجلسات السبع الماضية التي بدأت في 11 فبراير.

وقال ستيفن اينيس كبير محللي السوق في شركة اكسي كورب "تساعد اضطرابات الامدادات في التخفيف من تأثير الفيروس لكن من السابق لاوانه الاعتقاد بأننا تجاوزنا أشد التداعيات الاقتصادية خطورة."

No comments

Powered by Blogger.