سارة براون.. الصورة المُعاصِرة لزوجة الزعيم السياسي

عندما وصف رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون الأنباء التي تردّدت حول إقدام صحيفة «نيوز أوف ذا وورلد» على التنصّت على المكالمات الهاتفية، بأنها «قضية خطيرة جداً»، أثناء المؤتمر الصحافي الذي عقده في إيطاليا على هامش قمة الثمانية للدول الصناعية الكبرى في العالم، منتصف شهر يوليو (تمّوز)2008، لم يَدُرْ بخلده أن التي أشرفت على تحرير مجلة «فابيولوس» -أي «ما يَصعب تصديقُه»- التي تصدرها الصحيفة نهاية كل أسبوع، كانت عقيلته، سارة.

وبينما كان الجدال على أشدّه بين الحكومة الساعية إلى تحقيق مكاسب سياسية من وراء هذه القضية، ومجلس النواب الذي استدعى المسؤول عن الصحيفة للمثول أمام المشرّعين لاستجوابه، كان رئيس تحرير الجريدة، كولين مايلر، يكتب أنه «يشعر بالفخر والاعتزاز»، للعلاقة التي تربطه بمقرّ رئاسة الوزراء، وبالجهود التي بذلتها السيدة براون، لإصدار ذلك العدد الفريد، ومقابلتها مع شخصية الغلاف جولز أوليفر، زوجة نجم برنامج المطبخ التلفزيوني، الشيف جامي، للحديث معها حول خبرتها في مجال الخصوبة والحمل.

خطوة سارة براون هذه تندرج ضمن سلسلة لا تنتهي من النشاطات، بدءاً بحفل خيري ظهرت فيه تحت مظلة واحدة مع عارضة الأزياء نعومي كامبل، ومروراً بحضورها مع كامبل والنجمة الشهيرة باريس هيلتون حفل عشاء تكريمياً لعقيلات الزعماء الأفارقة في مؤتمر قمة دولي عن الصحة استضافته مدينة لوس أنجيليس الأميركية، ومروراً بمسيرة للمِثليين في لندن، بالإضافة إلى ظهورها إلى جانب زوجها في إيطاليا، وإطلاع المدوّنين على أنشطتها من خلال مدوّنة «سارة براون في قمة الثمانية»، على موقع رئاسة الوزارة البريطانية Number10.gov.uk.

يومها بثّت السيدة براون صورة عن زيارتها للبابا في الفاتيكان قبل أن تتوجّه إلى بلدة لاكويلا التي ضربها زلزال، ثم لتتجوّل بين الأماكن التاريخية الإيطالية ولتتناول وجبة غداء «خضراء». وعَبْرَ موقع «تويتر» للرسائل القصيرة SarahBrown10 تجمّعَ لدى السيدة براون رصيدٌ من 380 ألف مُتابع، تشجّعهم على الالتزام بقضايا إنسانية، مثل حملة «مليون أمّ» الخيرية التي أطلقتها من أجل الحدّ من وفيات الأطفال.

ليست سارة براون بامرأة مُنفتحة بطبعها، لكنها سيدة علاقات عامة بامتياز، فقد شاركت في تأسيس المركز المتخصّص «هوبسباوم ماكولاي»، قبل أن يتعاقد معها آلن باركر لشغل وظيفة رئيسية في القسم الفني من امبراطوريته العالمية، حيث قارن بعض الزملاء بينها وبين الشخصية الانسحابية -والعدوانية أحياناً- لشيري بلير (زوجة رئيس الوزراء البريطاني السابق، توني بلير)، لكنهم دُهشوا بالطريقة التي تمكنت بها من رسم شخصية متميّزة خاصة بها من خلال الاعتماد على الإعلام الحديث كوسيلة اتصال.

واليوم، يصف المراقبون السيدة سارة بأنها النصف الآخر لزوجها غوردون، الذي تقول عنه إنه أذكى وأنبل رئيس وزراء بريطاني منذ الحرب العالمية الثانية.

No comments

Powered by Blogger.