دراسات تؤكد: الموبايل«قنبلة» في يدك!


أصبح الهاتف الجوال «الموبايل» ضرورة من ضرورات الحياة، لا غنى عنه للجميع، سواء كانوا كباراً أو صغاراً، فالكل يحرص على حمل الجوال معه في أي مكان، بل والأخطر من ذلك أنه أصبح بديلاً من المنبه الذي يستيقظ عليه الناس، فكثير منا يقوم بضبط منبه الجوال ويضعه تحت الوسادة، أو بالقرب من رأسه ليسمعه حينما يرن جرس التنبيه في موعد الاستيقاظ.


إلا أن الدراسات العلمية أثبتت خطورة كل هذه الاستخدامات للهاتف الجوال، وجعلته بمثابة قنبلة يحملها الإنسان معه أينما ذهب، بينما تكاد هذه القنبلة تنفجر في أية لحظة مسببة له أخطر الأمراض.

وبما أن الجوال أصبح في يد حوالي 900 مليون مواطن في العالم بما يمثل 15% من عدد سكان العالم كله، وبما أنه أصبح في يد الأطفال فكان لابد من التنبيه لمخاطره.

منذ ظهور الهواتف الجوالة في العالم في بداية التسعينيات من القرن الماضي، أولاها العلماء اهتماماً خاصاً، إذ تركزت دراساتهم على خطورة الموجات الكهرومغناطيسية المستخدمة في الهواتف الجوالة، وخطورة شبكات المحمول المُنشأة في الأماكن السكنية، وصدرت تحذيرات كثيرة أسفرت عنها الدراسات المختلفة توصي بعدم الإفراط في استخدام المحمول، وفي عالمنا العربي أصبح الجوال ضرورة للجميع بما في ذلك الأطفال، فالكل يلهث وراء التقنية الحديثة، ويسعى إلى تقليد الغرب في استخدام التكنولوجيا التي أثبتت الدراسات أن ضررها أكثر من نفعها، فمنذ أيام عدة أطلق مدير معهد بحوث السرطان التابع لجامعة بيسبورج الدكتور رونالد هيربرمان صيحة تحذير لمستخدمي المحمول في العالم، مؤكداً أن الدراسات أكدت خطورة استخدام الهواتف المحمولة على الصحة العامة، وأنها أحد أهم مسببات السرطان.

أضاف أن الأطفال ينبغي ألا يستخدموا الهواتف المحمولة إلا في حالات الضرورة، وأن الكبار عليهم أن يحاولوا إبعاد الهواتف المحمولة عن رؤوسهم وتبديل استخدام المحمول على الأذنين.

من ناحية أخرى حذرت دراسة لمؤسسة كليفلاند كلينك الأميركية من الإفراط في استخدام المحمول إذ إن هذا يؤدي إلى العقم، إذ إن كثرة استخدام الجوال تؤدي إلى تدمير الحيوانات المنوية، إذ أثبتت الدراسات انخفاص سرعة الحيوانات المنوية بشدة لدى الأشخاص الذين يستخدمون الهواتف الجوالة كثيراً مقارنة بالأشخاص الذين يستخدمونها بشكل معتدل.

وأشارت الدراسة إلى أن هذا التأثير ينتج عن الإشعاع الصادر من الهاتف، إذ إن هذا الإشعاع له تأثير شديد الضرر على الحامض النووي الذي يؤثر بدوره في خلايا الخصيتين التي تنتج هرمون التيستوستيرون أو الأنابيب التي تنتج فيها الحيوانات المنوية.

دراسات مصرية

على الجانب العربي أكد خبير الأمم المتحدة للأمان النووي الأستاذ بكلية العلوم في جامعة القاهرة الدكتور فاضل محمد أن هناك عديداً من الدراسات العالمية أُجريت على المحمول ومخاطره حاز بها الدارسون درجات الماجيستير والدكتوراه كلها أكدت مخاطر الإفراط في استخدام المحمول إذ إنه يؤدي إلى إصابة الإنسان بأخطر الأمراض مثل السرطان.

وأضاف الدكتور فاضل أنه أجرى دراسة أثبت فيها أن استخدام الهاتف الجوال يؤثر في الغدة النخامية التي تبعد عن الأذن بحوالي 5 سم فقط، وهي غدة تقع في المخ وهي الغدة المسيطرة على جميع غدد الجسم، وأثبتت الدراسة أنه كلما طال وقت استخدام المحمول تأثرت هذه الغدة، وأرسلت إشارات خاطئة لباقي غدد الجسم التي يرتبك أداؤها مما يسبب إصابة الإنسان بأمراض كثيرة مثل السكري والكبد والفشل الكلوي.

ينصح الدكتور فاضل بألا تزيد مدة استخدام المحمول عن نصف دقيقة فقط حتى لا يتأثر أداء الغدة النخامية، خصوصاً أن تأثير الموجات الكهرومغناطيسية الناتجة عن المحمول يمتد إلى ما يقرب من 40 كم، وبما أن الغدة النخامية لا تبعد عن الأذن سوى 5 سم فقط فتأثرها بهذه الموجات يكون أكبر وأخطر.

وأضاف خبير الأمم المتحدة للأمان النووي أن دراسة أخرى أكدت أن الإفراط في استخدام الهاتف الجوال يؤدي إلى الشيخوخة المبكرة، إذ أثبتت الدراسات التي أُجريت على مستخدمي الهواتف الجوالة أنهم معرضون أكثر من غيرهم لأمراض الشيخوخة المبكرة، إذ إن حمل التلفون ملاصقاً للجسد يؤثر في الخلايا ويؤدي إلى موتها، ولا يستطيع الجسم تعويض كل الخلايا التي تموت خصوصاً مع الاستخدام المتواصل للتلفون وحمله ملاصقاً للجسد باستمرار.

وينصح بضرورة الحرص على أن يظل التليفون بعيداً عن الجسد بحوالي 30 سم إلى 40 سم على الأقل، وعند النوم يجب وضعه بعيداً عن الرأس والأفضل أن يتم وضعه في مكان بعيد جداً عن النائم، وإذا لزم الأمر استخدامه كمنبه فيجب أن يكون بعيداً عن رأس الإنسان بمسافة لا تقل عن 50 سم نظراً لتأثيراته الضارة على خلايا المخ التي لا يمكن تعويضها.

يطالب الدكتور فاضل بعدم الإفراط في الحديث في الجوال، وأن يتم الحديث فيه من خلال الـ speaker وليس السماعة لأن السماعة بها مغناطيس وهو أخطر من الموجات الكهرومغناطيسية على مخ الإنسان.

الاعتدال واجب

يلتقط أستاذ المخ والأعصاب ورئيس الاتحاد العالمي لأطباء المخ والأعصاب سابقاً الدكتور سيد الجندي أطراف الحديث مشيراً إلى أن الدراسات العلمية – وإن كانت نتائجها غير جازمة حتى الآن- أكدت أن هناك مخاطر عديدة قد يتعرض لها الإنسان من جراء الإفراط في استخدام الهاتف الجوال، لذلك يجب أن ينتبه الإنسان إلى هذه التحذيرات ويأخذها مأخذ الجد، ويعتدل في استخدام هذه التقنية الحديثة، إذ أثبتت الدراسات أن معدل الإصابة بالأورام تزيد بمعدل أربع مرات لدى مستخدمي المحمول عن غيرهم، كذلك فإن عملية الإصلاح الطبيعي التي تقوم بها الخلايا لإصلاح ما حدث من كسور أثناء استخدام المحمول تصبح من الصعوبة إذا زاد استخدام المحمول، إذ إن كثرة تعرض الخلايا للموجات الكهرومغناطيسية الناتجة عن الجوال تؤدي إلى تكسّر نواة الخلية المعروفة بـ DNA وأن تكرارالاستخدام يجعل هذه الخلايا عاجزة عن إصلاح نفسها وبالتالي يصاب الإنسان بالشيخوخة المبكرة، وإذا حدث هذا التلف في خلايا المخ فقد يصاب الإنسان بأمراض خطيرة مثل الزهايمر وتلف الأعصاب إضافة إلى تأثيرها الضار المؤدي إلى الإصابة بالأورام السرطانية. لذلك ينصح الدكتور سيد الجندي بعدم الإفراط في استخدام المحمول وألا تزيد مدة المكالمة على دقيقة واحدة فقط. إذا إن طول فترة التعرض للموجات الكهرومغناطيسية يؤدي إلى تحفيز بروتينات التوتر التي يحركها أحد الجينات الموجودة في الجسم، مما قد يؤدي إلى الإصابة بالأمراض الخطيرة مثل سرطان المخ.

الجوال والأطفال

وأكد أستاذ طب الأطفال دكتور أحمد السعيد يونس أن وجود المحمول في يد الأطفال يعد كارثة بكل المقاييس، فخلايا مخ الطفل تنمو بسرعة، وتعرضها للموجات المغناطيسية المنبعثة من الجوال يؤدي إلى تعرضه لتشوهات خطيرة، إضافة إلى عدم قدرة المخ على تعويض الخلايا التي تتلف وبالتالي تحدث أضرار جسيمة في مخ الطفل مما يؤدي إلى إصابته بأخطر الأمراض.

وأضاف أن استخدام الأطفال للهاتف الجوال يؤدي إلى إصابة الطفل بهشاشة العظام، وهو أحد أمراض الشيخوخة المبكرة، إذ أكدت الدراسات أن الجوال يؤدي إلى ترسيب الكالسيوم في العظام وبالتالي لا يستفيد منه جسم الطفل، لذلك ينصح الدكتور يونس بعدم استخدام الأطفال للجوال سواء في اللعب أو في الأحاديث، وإذ اضطرت الأم إلى أن يستخدم طفلها الجوال، فعليها أن يتم هذا من خلال الـ speaker.

المحمول والحمل

على الرغم من تضارب نتائج الدراسات العالمية التي أجريت في شأن تأثير المحمول على الصحة، إذ تتدخل كبرى شركات الجوال في العالم لإنتاج دراسات تؤكد خطأ نتائج الدراسات السابقة وتشير إلى عدم تأثر صحة الإنسان بالجوال ومحطات التقوية الخاصة به إلا أن منظمة الصحة العالمية أكدت في تقاريرها أننا في حاجة إلى المزيد من الأبحاث قبل القول بأن الهاتف الجوال لا يسبب أضراراً صحية، ومع ذلك فإن استشاري أمراض النساء والتوليد الدكتور خالد سويدان أكد ضرورة ألا تستخدم الأم الحامل الهاتف الجوال أثناء الحمل، لأن هناك عدداً كبيراً من الدراسات أكدت خطورته على الجنين إذ إنه يؤدي إلى تشوهات الأجنة.

وأضاف إذا كان من المعروف أن الأشعة العادية تؤثر في الجنين فما بالنا بالأشعة والموجات الكهرومغناطيسية التي تنبعث من هذا الجهاز، وهي موجات ذات ترددات عالية مما قد يعرّض الجنين لاحتمالات كبيرة للتشوهات ومن هنا يُنصح بعدم استخدام المحمول أثناء الحمل لخطورته على الجنين.

No comments

Powered by Blogger.