لا شك أننا ندرك أن الأدب بشكل عام له أثر في حياة الأفراد الكبار، وإننا على يقين أكثر بأن الأدب الموجه للطفل، والذي ينبثق من إطار ثقافة الطفل، يعد بالنسبة للطفل نفسه نواة تشكيل لشخصيته وخريطة توضح لنا ذهنيته وخطوط تفكيره في المستقبل، وفي نفس السياق فنحن نتفق جميعا آباءً ومربين أن عملية القراءة والاطلاع والأدب هي أضلاع أساسية في مثلث ثقافة الطفل، المتشابكة أصلا مع آلية التربية، قياسا على ما نلمسه من أثر الثقافة في التربية ودورها في صناعة جيل منتج وفعال لمستقبل المجتمعات.
يقول بياجيه عن هدف التربية: «إن الهدف الأساسي من التربية هو خلق رجال قادرين على صنع أشياء جديدة، ولا يقومون فقط بتكرار ما صنعته الأجيال السابقة، رجال مبدعين، مبتكرين، ومكتشفين».
وما ذكره بياجيه عن تربية رجال مبدعين في المستقبل، يؤكد لنا أننا بحاجة إلى أدب مبتكر يتماشى مع أساليب التربية الهادفة للدفع نحو الإبداع، وأدب الطفل الذي نحتاجه اليوم هو ما يعلم أطفالنا التفكير الإبداعي، ويجعل من مخيلتهم أرضا خصبة ومتجددة تتفاعل مع التطور الحياتي الحاصل والثورة التكنولوجية التي تحيط بالطفل، يتخلى عن رداء نقل التراث وحكايات الشعوب القديمة التي لن تصل بالطفل إلى بر الإبداع في التفكير الذي نرجوه من الأدب.
وعلى ذات النهج يذكر لنا الدكتور عبدالله حسن آل منصور في مقدمة كتابه «أساسيات أدب الطفل» الحاصل على جائزة أدب الطفل في دولة قطر الشقيقة مؤخرا، والذي يبحث فيه عن أصول فن أدب الطفل ويقدم نماذج مختارة للأدب الجيد، مدعما حقيقة تغير مفهوم أدب الطفل في عصرنا الحالي، حيث يفصل لنا أن عملية الأدب في السابق بدءا من «الحكاية، النشيد، الأغنية والمعلومة»، هدفها لم يخرج عن عباءة المتعة والتسلية ونقل التراث للجيل الجديد، ولكن ذلك الهدف أصبح شيئا من الماضي وأن الهدف الأساسي في وقتنا الحالي أقرب إلى أن يحمل في جعبته أهدافا عدة على رأسها تعويد الطفل أسلوب التفكير العلمي.
وهنا يتوضح لنا مدى تفاقم مهمة توفير أدب علمي إبداعي مواز للهدف الذي نرجوه، وهو ليس بالأمر اليسير، لأننا وإن بحثنا نجد أن معظم ما كتب في أدب الطفل مبني على أساليب تفكير قديمة غير علمية و معظمها لم يستوعب دور أدب الطفل في تكوين «العقلية الإبداعية»، وهذا الأمر يعود طبعا إلى أن مصدر الأدب كان من قبل الأم أو الجدة أو الجد وغيرهم من أفراد الأسرة التي تحيط بالطفل وفحوى ما يقدمونه لأطفالهم هو خلاصة تجارب وخبرات شخصية أو تراث منقول من جيل إلى جيل بعيد كل البعد عن الأساسيات العلمية والتطورات الحاصلة في حياة الأجيال.
يقول بياجيه عن هدف التربية: «إن الهدف الأساسي من التربية هو خلق رجال قادرين على صنع أشياء جديدة، ولا يقومون فقط بتكرار ما صنعته الأجيال السابقة، رجال مبدعين، مبتكرين، ومكتشفين».
وما ذكره بياجيه عن تربية رجال مبدعين في المستقبل، يؤكد لنا أننا بحاجة إلى أدب مبتكر يتماشى مع أساليب التربية الهادفة للدفع نحو الإبداع، وأدب الطفل الذي نحتاجه اليوم هو ما يعلم أطفالنا التفكير الإبداعي، ويجعل من مخيلتهم أرضا خصبة ومتجددة تتفاعل مع التطور الحياتي الحاصل والثورة التكنولوجية التي تحيط بالطفل، يتخلى عن رداء نقل التراث وحكايات الشعوب القديمة التي لن تصل بالطفل إلى بر الإبداع في التفكير الذي نرجوه من الأدب.
وعلى ذات النهج يذكر لنا الدكتور عبدالله حسن آل منصور في مقدمة كتابه «أساسيات أدب الطفل» الحاصل على جائزة أدب الطفل في دولة قطر الشقيقة مؤخرا، والذي يبحث فيه عن أصول فن أدب الطفل ويقدم نماذج مختارة للأدب الجيد، مدعما حقيقة تغير مفهوم أدب الطفل في عصرنا الحالي، حيث يفصل لنا أن عملية الأدب في السابق بدءا من «الحكاية، النشيد، الأغنية والمعلومة»، هدفها لم يخرج عن عباءة المتعة والتسلية ونقل التراث للجيل الجديد، ولكن ذلك الهدف أصبح شيئا من الماضي وأن الهدف الأساسي في وقتنا الحالي أقرب إلى أن يحمل في جعبته أهدافا عدة على رأسها تعويد الطفل أسلوب التفكير العلمي.
وهنا يتوضح لنا مدى تفاقم مهمة توفير أدب علمي إبداعي مواز للهدف الذي نرجوه، وهو ليس بالأمر اليسير، لأننا وإن بحثنا نجد أن معظم ما كتب في أدب الطفل مبني على أساليب تفكير قديمة غير علمية و معظمها لم يستوعب دور أدب الطفل في تكوين «العقلية الإبداعية»، وهذا الأمر يعود طبعا إلى أن مصدر الأدب كان من قبل الأم أو الجدة أو الجد وغيرهم من أفراد الأسرة التي تحيط بالطفل وفحوى ما يقدمونه لأطفالهم هو خلاصة تجارب وخبرات شخصية أو تراث منقول من جيل إلى جيل بعيد كل البعد عن الأساسيات العلمية والتطورات الحاصلة في حياة الأجيال.