الساعة المائية والأدوات الجراحية أعظم اختراعات المسلمين

ليس هناك شيء يُسمى العلم الإسلامي، لأن العلم يُعتبر أكثر الأنشطة البشرية كونيةً، لكن الوسيلة لتسهيل الابتكارات العلمية كانت دائماً تمليها الثقافة والإرادة السياسية والثراء الاقتصادي.. على أي حال، بدأ العديد من الغربيين يكتشفون أنه خلال العصور التي كانت تعتبرها أوروبا مظلمة، تم التوصل إلى اختراعات علمية مذهلة في العالم الإسلامي. فقد قام علماء عباقرة في كل من بغداد والقاهرة ودمشق وقرطبة بدراسة الأبحاث التي خلفها علماء سابقون في كلٍّ من مصر القديمة وبلاد الرافدين وبلاد فارس واليونان والهند والصين، مطوِّرين ما بات يُعرف بالعلم «الحديث». فظهرت علوم جديدة، مثل الجبر وعلم المثلثات والكيمياء، فضلاً عن حدوث تطورات هائلة في مجال الطب والفلك والهندسة والزراعة. وقد حلت النصوص العربية محل اليونانية باعتبارها المصدر الأول للعلوم والحكمة، فساهمت في بلورة الثورة العلمية التي شهدها عصر النهضة في أوروبا. وقد لعب العلماء المسلمون دوراً كبيراً في القرون الوسطى في إضفاء صبغة كونية على العلم، بوصفه اللغة المشتركة لجميع البشر. معرض «الألف اختراع واختراع» المُقام في المتحف العلمي في لندن يروي لنا بعض قصص هذا العصر المنسي. وفيما يلي أهم ستة اختراعات معروضة:
1. ساعة الفيل: نسخة طبق الأصل عن الساعة المائية التي اختُرعت في القرن الثالث عشر، والتي تُعتبر أحد أبرز العجائب الهندسية في القرون الوسطى. تجسد هذه الساعة، التي تم ابتكارها من قبل الجزري ( واسمه الحقيقي بديع الزمان أبو العز بن إسماعيل الرزاز)، مفهوم تعدد الثقافات، حيث نجد فيها الفيل الهندي والتنين الصيني وآلية الماء الإغريقية وأبو الهول المصري وروبوتات خشبية بالزي العربي التقليدي.
2. الحجرة المظلمة: يُعتبر ابن الهيثم أعظم علماء القرون الوسطى على الإطلاق، حيث يُعتبر أول من قدَّم شرحاً صحيحاً لآلية البصر. فقد استخدم «الحجرة المظلمة»، وهي اختراع صيني، لإظهار كيف يسير الضوء بخطوط مستقيمة من الجسم ليشكل صورة معكوسة على شبكية العين.
3. خريطة العالم للإدريسي: نسخة طبق الأصل عن خريطة العالم التي وضعها مصمم الخرائط الأندلسي الشهير الإدريسي (1100 - 1166)، والتي اعتُبرت أفضل وأشمل خريطة للعالم في القرون الوسطى. وقد استُخدمت هذه الخريطة من قبل الرحالة والمسافرين على مرّ القرون، حيث كانت تحتوي على أوصاف دقيقة للشمال المسيحي والعالم الإسلامي وأفريقيا والشرق الأدنى.
4. «الحيل» للأخوة بنو موسى: هؤلاء الإخوة الثلاثة كانوا من أشهر الرياضيين والمهندسين الذين عاشوا خلال القرن التاسع في بغداد. ويُعتبر كتابهم، الذي يحمل اسم «الحيل»، من أهم الكتب لاحتوائه على اختراعات وألغاز وحيل سحرية عديدة، إلى جانب ما نسميه اليوم
بـ «الدمى التنفيذية».
5. الأدوات الجراحية للزهراوي: تشكيلة من الأدوات الغريبة والمذهلة التي تقدم لنا صورة عن نوع الأدوات التي كان يستخدمها الزهراوي، أشهر جراحي القرن العاشر. لقد تركت أعمال الزهراوي أثراً كبيراً في أوروبا، كما أن العديد من أدواته الجراحية لاتزال تُستخدم في وقتنا الحالي. من أشهر اختراعاته الحقنة والملقط والخطاف والإبرة ومنشار العظام ومبضع إزالة الحصاة.
6. جهاز الطيران لابن فرناس: كان عباس بن فرناس من أهم مخترعي القرن التاسع، حيث يُعتبر بمثابة دافنشي العالم الإسلامي. ونظراً لمكانته المرموقة، فإن بعض الطوابع البريدية العربية لاتزال تحمل صوره، كما سميت إحدى الفوهات القمرية باسمه، وهي تُعرف بفوهة ابن فرناس القمرية. كان عمره 65 عاماً عندما حاول الطيران للمرة الأولى، حيث صمَّم جهازاً بدائياً للطيران، ثم تعلَّق به وانطلق في الهواء من حافة أحد الجبال. وتقول بعض الروايات إنه بقي محلقاً في الهواء لبضع دقائق قبل أن يسقط ما أدى إلى تعرضه لإصابة في الظهر.

No comments

Powered by Blogger.