قد يكون من المناسب على كل من يريد التعرف على مباهج وجمال الحياة في ميامي أن يعرج على مدينة نابولي التي تشكل جزءا من خليج صغير يضمن لها الهدوء الذي يميزها عن المدن الكبرى وازدحامها وصخبها. فبقدر ما تشكل هذه المدينة مقصدا للسياح الذين يستهدفون هدوءها وخصوصيتها، تشكل في الوقت ذاته لأبنائها شكلا من الهروب بعيدا عن المناخ الشمالي المزعج، الذي كثيرا ما تصل آثاره إلى المدينة. ومن هنا لا يتوقع أن يستغرب زائر هذه المدينة رؤية الوجوه ذاتها في المدينة التي خلقت إيقاعها الخاص بها، ولا تبدو حريصة على تغييره أو زيادة سرعته.
ومن هنا قد يكون مألوفا أن يحافظ سكانها على نمط معين من السلوك والأعراف التي تشمل حتى التعامل مع الزمن والمطاعم ومختلف جوانب الحياة. ومن ذلك، على سبيل المثال، تعاملهم مع ما يسمونه «كوكتيل الغروب» بشيء من القدسية. فمع الغروب يتوجه الناس إلى عدد من المطاعم المنتشرة على الشاطئ لتناول شراب الفواكه المسكر، وأنواعا أخرى من المأكولات والمشروبات التي يحرص السكان أن يحافظوا على طقوس التعامل معها. وفي الفترة الأخيرة بدأت هذه المطاعم تحظى بثناء واحترام أهم المجلات الأميركية نظرا لحرصها على تقديم المكونات العضوية ذات المنشأ المحلي الصرف على أيدي طباخين يعملون على خلق خصوصية متميزة للنكهات المتعددة التي تمثل مدينتهم مع الاستفادة من تجارب الشعوب ومطابخها. وقد تميز عدد من مطاعم المدينة بتقديم أطباق متميزة، مثل مطعم سي سولت وغامبو ليمبو وريتز كارلتون.
وعلى الرغم من عدم اهتمام المدينة بالحياة الليلية، كما في المدن الأخرى، هناك الكثير من النوادي والبارات التي توفر قاعات الديسكو والرقص حتى الصباح.
حتى لمن لا يقصدون أن يكون التعرف على الحياة الفنية في المدينة جزءا من جولتهم هناك، سيجدون في متحف نابولي للفنون ما يجمع التعرف بالماضي إلى الاستمتاع بالفن من خلال المجموعة الدائمة التي تضم مختارات من الحداثة الأميركية والحداثة المكسيكية، وفيها أعمال لأسماء لامعة من البلدين. ومن المألوف في هذا المتحف أن يقوم المعمرون من أبناء المدينة بتوجيه ونصح الزوار بمشاهدة ما يعتقدون أنه الأجدر بالمشاهدة. ولعل أبرز ما يلفت الانتباه في ذاك المتحف تلك الثريات الزجاجية العملاقة والمنحوتات ذات المجسات المتدلية للفنان المحلي دالي شيولي.
شاطئ من ذهب
حين تصبح حرارة الشمس قوية، يلجأ أبناء المدينة إلى الطرف الشمالي من الشاطئ مبتعدين عن الازدحام الذي يتشكل عند الشارع الخامس. ففي الشمال عند الشارع الثامن عشر، يوجد الكثير من الفنادق والشقق الفاخرة للتأجير، إضافة إلى أماكن فسيحة تضمن لمن يريدون الخصوصية أن يستمتعوا بأفضل الأوقات.
وقت للتسوق
وسط المدينة يجتذب المتسوقين، وخصوصا النساء نظرا لوجود بعض من أفضل محلات الملابس والإكسسوارات النسائية، إضافة إلى مجموعات من الأزياء العالمية الحديثة ومحلات الملابس الرجالية. وهناك محلات متخصصة ببيع التذكارات التي من بينها ما يقدمه فنانون محليون يجيدون رسم مناظر جميلة من المنطقة على الأصداف المأخوذة من المكان ذاته.
ولمن يريدون التعرف على معالم الحياة النباتية في تلك المدينة والمنطقة المحيطة بها، قد يكون من المغري زيارة الحدائق النباتية التي أعيد افتتاحها في نوفمبر (تشرين الأول) الماضي والتي تقدم مختلف النباتات الاستوائية. وقد ألحقت بها أقسام خاصة بالنباتات البرازيلية ونباتات منطقة الكاريبي.