أزمة التوتر حاربيها ببعض الخطوات البسيطة
أيهما يؤثر سلباً في صحة الإنسان أكثر من الآخر، هل هو التوتر الذي يصيبه جراء فقدان وظيفة، أو التوتر الذي يحدثه منزل يسوده الفوضى، أم خلاف وخصام مع صديق، أو اكتشاف عدم القدرة على الاعتماد على صديق وقت الضيق؟
إذا كان ما يسبب ذلك التوتر هو المنزل غير المرتب الذي تسوده الضوضاء والقذارة، والصديق غير الثقة، فلك الحق كل الحق في مشاعرك هذه، فكثيرون منا لا يهتمون كثيراً بالأشياء البسيطة، حيث يعتبرونها جزءا طبيعيا من منغصات الحياة، إلا أنها في الحقيقة أسباب قوية لتوترات ضارة محتملة،
بعض الناس يتأثرون أكثر من غيرهم من المنغصات البسيطة التي نواجهها يومياً، فتتضرر صحتهم على المدى الطويل أكثر من تعرضهم لأزمات كبيرة مثل وفاة أحد أفراد الأسرة، أو التعرض لحادث سير. ويؤكد د.جيمس إرليش أستاذ مساعد الغدد الصماء بجامعة كلورادوا، أن السبب وراء ذلك يعود إلى أن الغرض الوحيد من إفراز هرمون التوتر هو تسهيل نوائب الحياة علينا، وتعزيز قدرتنا على تحملها، والمضي قدماً، وفي عصرنا هذا يعيش معظم الناس في حالة مزاجية متوترة طوال الوقت، فيفرز في أجسادهم باستمرار استرويدز مثل الادرينالين والكوتيزول، ما يؤدي مباشرة إلى أمراض مثل داء السكري وأمراض القلب والاكتئاب والسرطان، وبطريقة غير مباشرة يؤدي إلى عادات غير صحية، مثل قلة ساعات النوم أو الشراهة. وبدلاً من استصغار هذه المنغصات اليومية «البسيطة»، لابد من مواجهتها وتغييرها، ومحاولة استعادة حالة الهدوء. وفيما يلي عشرة مثيرات للتوتر تؤثر مباشرة في حياتكم.
1) مواعيد كاذبة:
صديقة أو زميلة أو مرؤوسة تجيب على طلبك، بأن تذهبا إلى السينما، أو تشتركا في مشروع، أو تمارسا رياضة المشي معا بالإيجاب، ثم تلغي الموعد في آخر لحظة، أو تأتي متأخرة، ما يرفع معدلات التوتر لديك.
{ مضاد التوتر:
في المرة القادمة حين تطلبين من مثل هؤلاء أن يفعلن شيئا، قدمي لهن الاختيارات وركزي على أن الرفض أحد هذه الخيارات، والهدف من ذلك ألا تثيري فيهم نعرة دفاعية عن أنفسهن، ولكن لكي توضحي ما لن تقبليه منهن، مثل أن تأتي صديقتك متأخرة إلى السينما، لأن مثل هذا السلوك يدفعك الى الجنون، قولي لها ذلك، ثم دعي لها اختيار الموعد الذي يلائمها دون أن يجلعها متأخرة.
2) معاملة وقحة
من البائعة:
عادة ما نتعامل مع مثل هذا النوع من السلوك على أنه هجوم شخصي، ما يجعلنا في حالة مزاجية، إما بالدفاع عن أنفسنا بالهجوم المضاد، أو بالتجاهل والهروب.
{ مضاد التوتر:
تعامل مع هذا السلوك بلطف، ولكن بكل حزم واسأل البائعة إن كنت قد ضايقتها بأي طريقة، وبالتالي ستعتذر عن سلوكها معك، أو ستشرح ما يضايقها مثل تلقيها معاملة سيئة من الزبون الذي سبقك إليها.
3) منزل تسوده الفوضى:
أثبتت الأبحاث أن مخ الرجال لا يهتم كثيراً بالتفاصيل، مثلما تفعل النساء، أي أنهم لا يلاحظون أو يشعرون بأن المنزل تسوده الفوضى، أما الأطفال فلا يهمهم هذا الأمر كثيراً، لذا فإن رغبة المرأة في النظام ليست من أولوياتهم.
{ مضاد التوتر:
لا تدعي الآخرين على راحتهم، بل اعقدي اجتماعا عائليا، وعبري عما يضايقك، ثم اضبطي مؤقت المطبخ كل يوم ولمدة خمس إلى عشر دقائق، لفترة جمع، على أن يقوم كل فرد من أفراد الأسرة بجمع أشيائه الخاصة المبعثرة في الأماكن العامة في البيت، وإذا كان هناك طفل صغير ضمن أفراد الأسرة اجعلي هذه الفترة ممتعة له بأن تقدمي له مكافأة بعد أن ينتهي من عمله.
4) اضغط واحد لخدمة العملاء:
التعامل عبر التلفون مع أي نوع من أنواع الموظفين أو مع الخدمات الآلية لبعض الشركات، قد تصيب كثيرين بالتوتر، بل بالجنون «يهمنا استقبال مكالمتك، موظفونا لازالوا مشغولين بالرد على عملاء آخرين....»، وقد تستغرق ساعة حتى تصل إلى الشخص المطلوب!!
{ مضاد التوتر:
لا يوجد إلا الصبر والاحتساب.
5) لحظات من الهدوء .. أرجوكم
لا عجب أننا لا نستطيع التخلص من التوتر فمن المستحيل أن نعيش لحظات من الهدوء نختلي بأنفسنا، كي نستعيد شحن الطاقة الذاتية، ومن المعروف أن الطاقة الذاتية للإنسان تسري إلى المكان الذي يركز فيه ذهنه، وبالتالي فن قليل من الوحدة قد يرد هذه الطاقة الى ذواتنا.
{مضاد التوتر:
الاستحمام تحت الدش يتيح لنا فترة نختلي فيها الى أنفسنا، فلسنا بحاجة إلى وقت طويل للاستماع بهذه الوحدة، كي نصفي أذهاننا، كما أن الضوضاء التي يحدثها صوت الماء يعمل كحاجز، بل إنه أيضا حين يصطدم بأجسادنا ويسري فوقها يكون له وظائف علاجية نفسية، أي أن فترة الاستحمام في فترة الوحدة المثالية طالما أننا لا نستعيد أحداث اليوم، أو تسمح لأفراد الأسرة بإزعاجنا أثناء هذه العملية بأي طريقة من الطرق.
6) مشاكل مع الزوج
يقولون كثيرا أن الأضداد تتلاقى، وهذا حقيقي، فعادة ما نبحث نحن النساء عمن يتحلى بصفات تنقصنا، وعلى اي حال، فإن سر نجاح العلاقات لا يكمن في تشابه الصفات الشخصية، ولكن بأن تكون ردود أفعالهم تجاه القضايا العظمى واحدة بعد عدة سنوات من الزواج، عادة ما ننظر الى أبعد من نقاط التشابه بيننا، ونركز على القضايا الشخصية التي تصبح في معظم الزيجات سببا في التوتر.
وما كان سببا في انجذابنا الى الطرف الآخر أصبح الآن سببا رئيسيا في إثارة الضيق والقلق.
{ مضاد التوتر:
هل ما يضايقك مسألة شخصية؟ أم إنه ينتهك قيمك التي تتمسكين بها كثيرا؟ إذا كان ذلك يؤثر في نقاط ضعفك، فحاولي النظر إليها بهدوء ولطف أكثر، كالنظر إلى ميزاته الغريبة في شخصيته، فإذا كان ممن يطلقون النكات بلا توقف، فأجعليه يقدم في برنامج المواهب الكوميدية.
7) زحمة أعمال خانقة
حتى ولو تقبلتي القيام بكل هذه الأنشطة اليومية وكانت لديك الطاقة اللازمة لإنجازها فهل أيامك مشحونة بالمشاغل، لدرجة أن تدفعك «الزغطة» الى الانفعال الجسماني والنفسي؟ كل إنسان بحاجة الى فسحة حتى لا تتحول توافه الأمور لديه الى مصائب عظمى، لأن بدء اليوم بالجري هنا وهناك لإنجاز ما يمكن إنجازه قد يثير مشاعر التوتر التي تبقى مع الإنسان طوال اليوم.
{ مضاد التوتر:
قسمي المشاعل إلى فئات: هل توجد أنشطة يومية يمكنك إلغاؤها من جدولك كليا أو تقليلها مثل العمل الاجتماعي التطوعي، أو اشتراكك في نادي السينما، أو الأنشطة المدرسية للأبناء.
تقليل الأنشطة يعني مزيدا من الأوقات الهادئة، كما يمكنك استغلال هذا الوقت كي يصبح جزءا من مهامك اليومية، فإذا صادفتك أزمة مرورية فلن تتأخري عن موعدك مع طبيب الأسنان.
8) من تلك المرأة بالمرآة؟
هل تنظرين في المرآة فتتعجبين من تلك المرأة التي تجمع شعرها للوراء، انتظارا للحظة المناسبة لترتيبه، ولا تضع مكياجا أو تضع القليل، وترتدي ملابس تؤدي الغرض منها، ولا تؤدي اي وظيفة تجميلية جاذبة؟ في حين أن الأولاد لديهم آخر صيحات الملابس، وهل تذهبين ركضا إلى البيت حتى تعدي طعام الغداء، حتى يلحق زوجك بموعد ذهابه الى الجيمانزيوم؟ المرآة تذكرك إذاً بأنك تهتمين بالجميع، ولا تهتمين بنفسك.
واعلمي أن طريقة معاملتك لنفسك تنعكس على طريقة معاملة الآخرين لك.
{ مضاد التوتر:
اذهبي إلى الصالون واستثمري وقتك ومالك في إنجاز قصة شعر جديدة، وخمس دقائق أخرى لوضع المكياج، واشتري لنفسك بعض المجوهرات الجديدة، وحتى لو اقتصر الأمر على بعض البودرة وأحمر الخدود والماسكرا وأحمر الشفاه، فسوف تتحسن حالتك المزاجية. عقد جميل أو حلق مثير سوف يرفع من حالتك المعنوية.
9) لا أحد يسمعني
قد يتذكر الأبناء كل ما يتعلق ببرامجهم المفضلة على التلفزيون، أو عن لعبة البلاي ستيشن، ولكنهم لن يتذكروا أنك طلبت منهم العودة الى البيت مباشرة بعد الانتهاء من المدرسة، وقد يذهب زوجك الى الجمعية لشراء الحليب ثم يعود بالعصير بدلا منه، فيتبادر إلى ذهنك بينك وبين نفسك أنك كنت تتحدثين للحائط، وهذا سبب رئيسي من أسباب التوتر.
{مضاد التوتر:
إذا أردت أن يستمع إليك زوجك وأبناؤك في موضوع هام جدا، قولي لهم «سوف أتحدث إليكم لمدة ثلاث دقائق، وأريد منكم بعض التركيز»، وحافظي على وعدك لهن فلابد أن تكون الرسالة قصيرة وبسيطة ومباشرة، وبالتالي أخبريهم أنك ستمنحيهم كل الاهتمام والتركيز حين يرغبون في التحدث إليك.
10) تخفيض الوزن
أنت تريدين أن تخفضي من وزنك، لذا فأنت تقللين من عدد السعرات التي تتناولينها، وقد تتركين وجبة أو وجبتين، ومن الطبيعي أن يدخل جسمك في حالة من حالات الجوع، وتجدي أنك قد غرقت من مشاعر عدم الارتياح والصداع والإرهاق، ولك أن تبقي على هذه الحالة أو تفرطي في تناول الطعام، ما يؤثر سلبا في برنامجك الغذائي.
{ مضاد التوتر:
انسي عملية عد السعرات، وركزي بدلا من ذلك على اختيار نوعيات صحية من الطعام، فإذا كان نظامك الغذائي غنيا بالخضراوات والفواكه والحبوب والبقول، فلا داعي لمراقبة ما تأكلين، لأن هذه الأطعمة غنية بمحتواها المائي والألياف. ومن ثم ستشعرك بالشبع، ولن تتملكك رغبات مفاجئة بالإفراط في الأكل، أو لتناول أطعمة غير صحية، وبالتالي سيقل التوتر المرتبط بزيادة الوزن ولوم الذات.