البرونزاج الغربي.. موضة شباب

بدور الدمخي
في كل عام وتحديدا في عطلة الصيف، ينقل لنا العالم بدوله المختلفة أحدث صرعاته عبر طائرات البوينج 747 إلى الكويت، فكلما رجعت مجموعة من المسافرين إلى الكويت دخلت الموديلات من قصات شعر وملابس وألوان إلى عالم الشباب المتجدد، ومما لاشك فيه أن معظم توجهات الشباب وتطلعاتهم متوجهة نحو الغرب.

وفي تلك البلاد موضة سنوية، تتجه هذا العام نحو اللون البرونزي، إذ هم يستجدون فيها الشمس طلبا للاستمتاع والحصول على البشرة الذهبية، التي تعد هناك من علامات جمال المرأة والرجل على حد سواء.

في الكويت انتشر وبشكل واسع التشمس في الأماكن العامة ودهن الجسم بالحناء ثم التشمس على البحر وتحت أشعة الشمس، أو التوجه إلى معاهد التجميل المتخصصة، حيث تقوم نخبة من المتخصصين بعرض جسد الفتاة أو الشاب لأشعة تقارب أشعة الشمس لطلاء أجسادهم باللون البرونزي المحمر، فيقوم الشاب بالاستلقاء في جهاز أشبه بالصندوق، سقفه منبع تلك الإشعاعات والتي تعطي البشرة لونا أغمق من لونها الأصلي بقليل، ومع استمرار الجلسات يحدد الشاب درجة السمرة التي يود الحفاظ عليها، والبعض الآخر يتجه للطريقة الأسرع والأسهل وهي صبغ الجسد بألوان البرونز المتوافرة بالسوق، ويقوم الشاب بذلك في المناسبات وخاصة في فصل الصيف.

يقول أحمد الصفار:

«لا أرى أنه من المناسب أن يتقلد الشباب بالغرب في تلك الموضات الغريبة، حيث إنها وإن كنت لا أشجع «البرونزاج»، إلا أنها تناسب الفتاة بصورة أكبر، والشاب الكويتي يتميز بالبشرة الداكنة أساسا وإن اختلفت العروق والأنساب، فالشاب الكويتي أبيض البشرة يتميز ببياضه الجذاب، ولو قام بعملية التسمير تلك لأفسد بشرته وجعل منظره غير لائق. أما الفتاة فهذه حريتها الشخصية وقد ترى نفسها جميلة بتلك البشرة أو زوجها مثلا فلا مانع في تلك الحالة،

بينما يرى عبد الرحمن الفيلكاوي «أنها مسألة أذواق وحريات شخصية، فقد تجد الفتاة نفسها في لون متميز وجديد، وبالنسبة لبعض الشباب فهم يقومون بإخفاء بعض العيوب الجلدية ومنهم من تعرض لحوادث أسفرت عن خدوش وكدمات استمرت معهم على مدى سنين طويلة، فحين يقوم الشاب بتسمير بشرته فهو قد يخفي بعض الآثار من البقع الغامقة من على جلده، والبعض يراها «ستايل» ولا يتنافى مع الدين أو يعارض العادات والتقاليد، فهي مجرد عملية تشمس لا أكثر ولا أقل، والشمس مفيدة للجلد فقد تضفي تلك العملية منظرا جماليا وتكسب بشرة الشاب صحة ونضارة.

أما عبد الكريم الصفران، فيعارض تلك الفكرة تماما، ويقول: «لقد خلق الله الإنسان في أحسن تقويم، ويجب أن يقنع الشاب أو الشابة في خلق الرحمن، فلمَ العبث في الجلد وتشويهه، فقد تضفي البشرة البرونزية منظرا سيئا على الشاب، والتعرض الشديد للشمس يعرض الشاب لضربة الشمس أو قد يضر جلده فتنشأ بعض الآثار الجانبية لتلك العملية، سواء بتعرض الشاب للشمس مباشرة أو للأجهزة المختصة. «شخصيا لا أثق في تلك التجارب وأنا قانع بلوني من دون أدنى تغيير».

في حين ينصح رائد الخبيزي الشباب قائلا: «عندما يقوم الشاب بتعريض جسده للشمس فهو يقوم بقتل البكتيريا الضارة والعالقة خصوصا عندما يقوم بالاستلقاء في ماء البحر المالح، وبتلك الطريقة يكون قد أكسب بشرته نضارة وحيوية ولونا مميزا، وبالنسبة لجنس المتشمس فمن الطبيعي أن الفتيات هن الفئة الغالبة فالشابات سباقات في عالم الموضة».

No comments

Powered by Blogger.