طلال سعود
من جديد تلتهب الحرارة، ويقترب موعد العطلة الدارسية، ومعه أوان الارتحال إلى الخارج للسياحة والاصطياف.. إنه موسم التهافت على مكاتب السفر التي تتسابق في تقديم العروض الترويجية، فبعضها يستحدث وجهات جديدة والبعض الآخر يقدم تخفيضات مغرية على الأسعار، وهناك مكاتب تنظم عروضا شاملة (باكيج) لاستقطاب أكبر عدد ممكن من المسافرين.
«أوان» استطلعت آراء عدد من مديري هذه المكاتب حول استعداداتهم لموسم الصيف وعن العروض التي سيقدمونها للمسافرين. وما توقعاتهم فيما إذا كان هناك ارتفاع ملحوظ في أسعار التذاكر، وما أكثر الوجهات المتوقعة إقبالا عربيا وعالميا.
كما ألتقت عدداً من الباحثين عن مثل هذه العروض.
يقول عبدالله الفيلكاوي مدير شركة سفريات رمسيس: إن موسم السفر في الصيف مختلف عن المواسم الأخرى حيث سيشهد هذا الموسم استحداثا لوجهات سفر جديدة مثل أستراليا وأميركا وتركيا، إضافة إلى الوجهات السياحية المعروفة، موضحا أن نسبة الحجوزات في هذه الفترة من العام مرتفعة بنسبة أعلى من العام الماضي، كما أن هذا الموسم يشهد نسبة إقبال مرتفعة قد تصل إلى 40 % مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، والشيء الملاحظ في بداية هذا الموسم هو ازدياد نسبة الحجوزات المبكرة التي تسبق تاريخ السفر والتي ارتفعت بشكل ملحوظ عن العام الماضي وخاصة من قبل المقيمين.
تأمين كامل للمسافرين!
ويضيف الفيلكاوي: نحن كإدارة شركة سفريات نهتم بالتنسيق مع الجهات الخارجية المختلفة التي نتعامل معها من أجل توفير كل ما يرضي متطلبات المسافرين، ويحقق كل طموحاتهم ابتداء من تأمين مقاعد كافية في الطائرات المتوجهة الى الدول التي يقصدونها، وصولا إلى توفير حجوزات في الفنادق التي تقدم أفضل وأرقى الخدمات وتناسب تطلعات المسافرين وأذواقهم.
وحول أسعار تذاكر السفر في هذا الموسم لا يتوقع الفيلكاوي أن تنخفض أسعار التذاكر خلال هذا الموسم وذلك لزيادة الطلب على السفر في الوقت الذي لايزال فيه عدد الطائرات قليلا؛ الأمر الذي جعل نسبة الطلب مرتفعة جدا عن نسبة العرض.
القاهرة في المرتبة الأولى!
أما علي الجنديل مدير شركة سفريات الجنديل فتحدث عن أهم الاستعدادات لموسم الصيف ويقول: لقد أعددنا خطة منظمة، وخاصة للموسم المقبل ابتداء من توفير العدد الكافي من الموظفين الذي سيقدمون الخدمات إلى المسافرين على مدار الساعة مرورا بتوفير موظفين محترفين ومدربين من أجل تقديم كافة الخدمات والحجوزات عبر الهاتف «خدمة عملاء» انتهاء بزيادة ساعات.
وعن أكثر الوجهات إقبالا في هذا الموسم يكشف أن القاهرة تحتل المرتبة الأولى في الوجهات السياحية العربية، في حين تحتل لندن المرتبة الأولى في الوجهات الأوروبية، أما ماليزيا فهي أولى وجهات الشرق الاقصى، وتعتبر جميع الوجهات السابقة من الوجهات الدائمة لأغلب المواطنين والمقيمين وذلك لأن عنصر المغامرة لدى أغلب الاشخاص قد انخفض مقارنة بالسنوات السابقة، حيث إن نسبة المسافرين الذين يفضلون الذهاب في رحلات سياحية للاطلاع على ثقافات الدول الأخرى لا تتجاوز الـ 7 % بينما الجزء الأكبر يفضل الذهاب الى مكان ذهب اليه مسبقا، ولكننا نعمل دائما على توفير جميع متطلبات المسافرين من أجل تلبية رغباتهم وإرضائهم عن طريق تأمين العروض المناسبة لعملائنا.
عروضنا تناسب جميع المسافرين!
استحداث وجهات سفر جديدة!
ويضيف «الجنديل»: «قمنا بالعمل على تنظيم رحلات إضافية لمواكبة ارتفاع الطلب على السفر الذي ينشط خلال موسم الصيف، كذلك تم الاتفاق بيننا وبين عدد من شركات الطيران من أجل توفير رحلات إضافية خاصة بالنسبة للجهات الدائمة، لافتا إلى ان عروض المكتب مستمرة على مدار السنة واننا نسعى لتقديم كل ما هو جديد ومميز في هذه العروض والتسهيلات»، وحول الموسم الحالي يضيف «قمنا باستحداث عدد من الوجهات الجديدة لمواكبة الطلب المتزايد على السفر وخاصة بالنسبة للوجهات الجديدة والتي كانت تركيا وأستراليا على رأسها، وعملنا على توفير كل ما يطمح إليه المسافر في تلك الوجهات بالإضافة إلى توفير النصائح والمعلومات التي يحتاجونها من أجل خدمة وراحة المسافر والحفاظ على السمعة الجيدة التي يتميز بها مكتبنا».
ارتفاع نسبة الحجوزات المبكرة
ويؤكد «الجنديل» أن أسعار التذاكر ثابتة لا تغيير فيها ولكن الذي يزيد هو أسعار الضرائب وذلك للعديد من الأسباب أهمها أن أسعار بترول الطائرات يشهد ارتفاعا مستمرا، أما سعر التذكرة فيبقى ثابتا ولكن الذي يزيد هو الضريبة الواجب دفعها من ضمن مبلغ التذكرة، حيث يشهد هذا الموسم ارتفاعا في نسبة الإقبال على السفر مقارنة بالسنة السابقة حيث زاد الاقبال بنسبة كبيرة وخاصة على المحطات التي تم استحداثها، إضافة الى ارتفاع نسبة الحجوزات المبكرة التي تسبق تاريخ السفر والتي يكون الإقبال عليها من قبل المقيمين خاصة أنهم يعلمون تاريخ سفرهم.
خطط مدروسة ومنسقة جيدا!
ويشير «الجنديل» إلى أن هذا الموسم سوف يشهد إقبالا كبيرا على الحجوزات وخاصة على الحجز المبكر الذي ارتفع بصورة لم يشهد لها مثيلا فيما لو قارناها بنسب السنوات السابقة، سواء من قبل المواطنين أو المقيمين، حيث أعددنا خططا منسقة، ومدروسة لاستقبال موسم الصيف وتم التنسيق بيننا وبين شركات الطيران ومكاتبنا في الخارج، من أجل إعداد رحلات سياحية منظمة، وتأمين فنادق من كافة الدرجات والتي تقدم أحسن الخدمات وأفضلها للمسافرين.
أغلب الوجهات
وينوه «الجنديل» هناك العديد من الوجهات التي زاد الطلب عليها خلال هذه السنة ولكن تبقى الجهات المعروفة هي الأكثر طلبا وتحديدا القاهرة وماليزيا وسنغافورة وأميركا وسويسرا، ونحن نسعى إلى توفير رحلات الى أغلب الوجهات ومن دون استثناء وذلك من أجل تلبية جميع المتطلبات، لافتا إلى أن شعارهم كمكتب سفر هو توفير الخدمة المناسبة للعملاء «وهي أساس عملنا لأننا نحرص على راحة العميل واحتضاننا الدائم له بتوفير أفضل العروض وأنسب الأسعار التي تناسب جميع المستويات والأذواق من أجل المحافظة على الثقة المتبادلة بيننا وبين عملائنا».
كما التقت «أوان» عددا من المواطنين، الذين تباينت آراؤهم وأكدوا على أن مكاتب السفر لديها مصداقية في عروضها، وإذا كان حديث مسؤوليها لمجرد الاستهلاك فإن هذا سينعكس سلبا على سمعتها.
يقول عادل الصادق «موظف حكومي» أنا لم أتعرض لأي عملية غش في الرحلات التي قمت بها من قبل، وعادة أسافر بالبر، ولكن سافرت بالطائرة عدة مرات من خلال مكاتب السفر، وكانت العروض التي قدموها لنا مماثلة تماما لما هو على أرض الواقع، وفي بعض الأحيان أفضل مما يقول لك مكتب السفريات، ومن الممكن أن يكون المكتب الذي تعاملت معه مختلفا عن غيره، ولكنني أعتقد أنه ليس من مصلحة أي مكتب أن يقدم عروضا كاذبة أو وهمية لأنه سيفقد زبائنه في هذه الحالة.
ويضيف صادق لا بد أن تتنبه مكاتب السفر من الوقوع في أي خطأ في هذا المجال، لأنها ستلحق الإساءة بسمعتها فإن مثل هذه الأخطاء قد تؤدي إلى نتائج سيئة جدا على المسافر، وخصوصا إذا كان برفقة عائلته، لأن الهدف الأساسي الذي تسعى إليه أي عائلة هو قضاء إجازة هادئة وآمنة وممتعة للتخلص من ضغط العمل والترويح عن أنفسهم، ولكن في حال حدوث أي خطأ فستتحول رحلة الاستجمام إلى معاناة، وقد يكون هناك بعض الأخطار التي قد تتعرض لها العائلات في حال تأخر موعد ما، أو عدم إيجاد حجز في فندق ما، وبالتالي فإن الحرص هو من أهم الأمور التي يجب أن تتسم بها مكاتب السياحة والسفر، وألا تركز على الربح فقط بل يجب أن تضع راحة المسافر وأمنه وسلامته في مقدمة أولوياتها قبل أي شيء آخر.
إعلام الزبائن بأدق التفاصيل
اما علي الشمري «موظف حكومي» فيقول: إن مسألة المصداقية في العرض يؤثر مباشرة على سمعة مكاتب السفر، وبالتالي ليس من مصلحتها أن تقدم عروضا كاذبة، وأضاف ليس من مصلحة أي مكتب سفريات أن يتلاعب بسمعته من خلال تقديم عروض سفر كاذبة، لأنه في النهاية سيكون الخاسر الوحيد، وغالبا ما يحكم المسافرون على أي مكتب أو وكالة سفر من خلال تجربته معها، فإذا كانت هذه التجربة إيجابية سيعاودون السفر مرة أخرى من خلال هذا المكتب، أما في حال وجود أي خطأ فإن المسافرين سيغيرون المكتب، وبالتالي ستتكون سمعة سيئة عن خدماته في السوق، الأمر الذي سيؤثر سلبا بكل تأكيد على عمله.
ويضيف الشمري أنه من واجب مكتب السفريات تقديم كل المعلومات اللازمة للمسافرين بكل التفاصيل، فهذا هو عملهم الأساسي، وهم يتقاضون لقاء ذلك نسبة من ثمن التذاكر التي يبيعونها، وبالتالي فإن على مكاتب السفريات أن تضع زبائنها في صورة كل الأحداث التي سيتعرضون لها خلال سفرهم، بالإضافة إلى كل الإجراءات المتعلقة بدخول المطار في البلد الذي يسافرون إليه، ومن ثم
الأمور المتعلقة بالتنقل والسكن والترفيه، وبرامج الرحلة، وكل هذه القضايا يجب أن يعرفها المسافر بشكل دقيق حتى لا يتعرض لأي مشكلة خلال تواجده في الخارج، خصوصا إذا كان برفقة عائلته، لأن ذلك غير مقبول أبدا، وبالطبع فإن مكتب السفريات يجب أن يتحمل المسؤولية الكاملة في حال تعرض المسافرين لأي خطأ أو صعوبات خلال الرحلة، كما أنهم يجب أن يتابعوا المسافر من لحظة مغادرته إلى لحظة وصوله حتى لا يكون هناك أي عقبات أمامه، ومحاولة حل أي مشكلة تعترضه بشكل سريع وبما يوفر الجهد والمال على الزبون وتجنيبه العقبات والمصاعب حتى تنقضي إجازته كما هو مطلوب.
وتابع «الشمري» إن أي خطأ أو تغيير في موضوع العروض، يجب أن يحاسب المسؤول عنه، لأنه موضوع حساس وهام، ولا يجب أن يتجنب أو ينسى، أو يتهاون فيه، لأن السائح مهما كان يعرف البلد الذي يزوره يبقى غريبا فيه، ويمكن أن يتعرض لعمليات ابتزاز أو احتيال خلال إجازته.
تعويض الزبائن
ويقول عادل صبر «موظف في القطاع الخاص» في معظم الأحيان لا تختلف العروض التي تتحدث عنها مكاتب السفر عما هي عليه على أرض الواقع، حيث تحرص هذه المكاتب على تقديم الصورة كماهي للمسافرين، ولكن بعض المكاتب الأخرى التي ليس لديها المصداقية مع المسافرين، تقدم العروض بشكل مبهم، ومن دون أن تشرح لهم بالتفصيل ما الذي يمكن أن يمروا به أثناء سفرهم، وبالتالي فإن أغلب هذه المكاتب تخسر زبائنها. ويضيف «صبر» لا بد أن يتحمل مكتب السفريات كل المسؤولية عن الزبون الذي يبيعه تذاكر أو عروض سفر، ففي حال حصل شيء سلبي لهم أو لم يجدوا ما تم الاتفاق عليه، فلا بد أن يتم التعويض على الزبون بأي شكل من الأشكال، ولكن أغلب ما يحدث هو أن هذه الشركات تتناسى الزبون الذي يتعرض لمشكلة، وتكتفي بالاعتذار له أو إنها لا تعتذر أصلا وتتنكر للخطأ الذي حصل على اعتبار أن المسافر هو المسؤول بالدرجة الأولى، كونه لم يفهم العرض بشكل صحيح، ولكن وحسب رأيي فإن مكاتب السفريات تتحمل المسؤولية الأكبر، ولا يجب أن تضع اللوم على الزبون بل على العكس يجب أن تقدم له كل الشرح المطلوب، بالإضافة إلى تفاصيل الرحلة بشكل واضح ومكتوب، حتى لا يقع في متاعب أثناء السفر.
ضمان وتأكيد
يقول مدير سفريات الجنديل إن هذا الموسم شهد إقبالا كبيرا على الحجز المبكر بفترات طويلة قبل موعد السفر، وذلك من أجل تأمين مقاعد سفرهم وضمان تأكيدها، كما تشهد نسبة الإقبال على السفر في هذا الموسم ازديادا بمعدل 10-15% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، موضحا أنه أضيفت وجهات سياحية جديدة استعدادا للموسم الحالي ومن أهمها أستراليا، «حيث إننا لاحظنا أن هناك إقبالا كبيرا على هذه الوجهة، كما نعمل في مكتبنا على تأمين جميع احتياجات المسافرين من سكن ونقل وإقامة وتقديم العروض التي تناسب جميع المسافرين، إضافة إلى توفير مقاعد كافية للركاب على متن أرقى الخطوط الجوية».