الطب المضاد للشيخوخة

الشعور بالرضا والراحة النفسية يؤخر الشيخوخة
تعتبر الشيخوخة فترة انتقالية طبيعية، يمر بها الإنسان سواء أكان رجلاً أم أنثى، ويصاب من جرائها بالعديد من الأمراض المصاحبة لها كالهزل وضعف الحواس وعدم القدرة الكبيرة على التحرك، أو القيام بالعديد من النشاطات.


وبما أن الشيخوخة تعد أحد الأمراض التي يتعرض لها الإنسان، فقد جهد الطب الحديث من أجل إيجاد وابتكار وسائل صحية وطبيعية تعالج بوادرها وتأخرها، فكان هناك ما يسمى بالطب المضاد للشيخوخة الذي يتنبأ بهذا المرض قبل الإصابة به، واتخاذ الإجراءات المناسبة قبل حدوثه، وبالتالي منح الإنسان الذي يتقدم في السن فرصة البقاء في أعلى درجات الحيوية والنشاط الفكري والجسدي والجنسي، والمحافظة على الذاكرة بشكل تام، وعلى كامل الوظائف الذهنية دون أي أمراض مزمنة.

انطلاقاً من ذلك، سلطت «أوان» الضوء على موضوع الطب المضاد للشيخوخة، عبر لقاء مع الدكتور جان بيار نعيم رئيس أطباء أكاديمية الطب المضاد للشيخوخة، وتأخيرها في سويسرا، وهو أيضاً طبيب متقاعد في الأمم المتحدة في جنيف بسويسرا


{ كيف يمكن تعريف الطب المضاد للشيخوخة؟

- نشأ هذا الفرع من الطب في بداية العام 1990 في الولايات المتحدة الأميركية، وهو يضم الآن ما يقرب من 80 ألف طبيب من مختلف الاختصاصات والجنسيات في كل العالم، وأصبح في كل دولة أكاديمية خاصة به، تنظم ممارسة هذا النوع من الطب وتقوم بعمل الأبحاث والدراسات العلمية والطبية وعمل المؤتمرات التي من شأنها أن تمنح الإنسان أرقى نوعية من الحياة دون المرور بأمراض، ومعالجة موضوع الشيخوخة بشكل يمكن الإنسان الذي يتقدم في السن سواء أكان رجلاً أم امرأة، بأن يبقى في أعلى درجات الحيوية والنشاط الفكري والجسدي والجنسي، والمحافظة على الذاكرة بشكل تام وعلى كامل الوظائف الذهنية دون أية أمراض مزمنة، فيطول عمرها بنوعية حياة ممتازة.

{ ما أنواع الطب المضاد للشيخوخة؟

-أولاً: الطب الوقائي الاختصاصي والمضاد للشيخوخة: فعند معاينة الطبيب المختص للشخص الذي يتقدم له، ويكون على درجة عالية من الثقافة والوعي الصحي ويهدف لتأخير الشيخوخة وأمراضها المزمنة وعوارضها في الفترة العمرية ما بين سن 40 إلى 50 سنة، سيقوم الطبيب الاختصاصي بإدراج سلسلة من الفحوصات الخاصة والجديدة وغير الروتينية، من نوع فحص الجينات عبر الخارطة الجينية للشخص من خلال أخذ عينة من لعابه لإجراء الفحوصات المخبرية الدقيقة التي يمكن عبرها التنبؤ بالأمراض المحتمل أن يتعرض لها هذا الشخص مستقبلاً، واتخاذ الخطوات اللازمة العلاجية والوقائية بأسرع وقت ممكن من أجل تجنب الإصابة بمثل هذه الأمراض التي تكون في طريقها إليه، من خلال الجينات والعوامل البيئية الخارجية المحيطة بالشخص.

ثانياً: التنظيف الداخلي من المكونات السامة مثل المعادن الثقيلة (الرصاص - الزئبق - الألمينيوم - الزرنيخ... ألخ)، والديوكسينات الموجودة في الغذاء والبيئة المحيطة بالشخص وغيرها من المواد الكيميائية السامة مثل PCB عبر تنظيف الجسم من هذه السموم الدخلية لكل عضو، مثل الكبد والطحال والمخ والشرايين والقولون.

ثالثاً: تنظيف الشرايين من التكلسات (تصلب جدران الشرايين).

رابعاً: الطب الغذائي الذي يستخدم فيه مضادات الأكسدة وبعض الفيتامينات، حسب النوعية المناسبة والمعادن الخاصة ونوعية النظام الغذائي.

خامساً: الطب الرياضي والنشاط الجسماني.

سادساً: علاج نواقص الهرمونات النسائية والرجالية وهرمونات الغدة الدرقية وغيرها، من خلال إعطاء الهرمونات الطبيعية المضادة للشيخوخة لاستمرار حياة الشباب.

{ ما الفرق بين طب الشيخوخة والطب التقليدي؟

- الطب المضاد للشيخوخة مكمل للطب التقليدي من حيث أن الطب المضاد للشيخوخة يتنبأ بالمرض قبل الإصابة به ويتخذ الإجراءات المناسبة قبل حدوثه، في الوقت الذي يقوم فيه الطب التقليدي العادي بالانتظار لحين الإصابة بالمرض، ثم البدء بمحاولات علاجه، ومن ناحية أخرى فإن الطب المضاد للشيخوخة يعطي نوعية أفضل للحياة خاصة للأشخاص فوق سن الأربعين.

{ ما العوامل التي تساعد على تسريع ظهور عوامل الشيخوخة؟

- نوعية الجينات الموروثة من الأهل.

- منهج الحياة الذي يعيشه الإنسان، سواء كان صحياً أو غير صحي (التدخين يقلص الحياة ويعرض الناس للأمراض، وشرب الكحوليات، إذ لها تأثير مؤكسد ضار جداً).

- الوجبات السريعة بأنواعها.

- العوامل البيئية الخارجية (تأثير التعرض لأشعة الشمس المباشرة - تلوث الماء والهواء والغذاء - مبيدات الحشرات والمعادن الثقيلة والديوكسينات وتلوث المدن ونوعية ماء الشرب... إلخ).

- التأكسد السريع داخل الجسم (عوامل داخلية وخارجية).

- تدهور مستوى الهرمونات عبر التقدم في العمر عند الرجل والمرأة بعد سن الخمسين.

-الالتهابات الداخلية لدى الإنسان والتي تتصاعد بعد عمر الأربعين.

{ ما العوامل التي تساعد على تأخير بوادر الشيخوخة؟

- تجنب العوامل السابق ذكرها بإشراف طبيب متخصص في مكافحة الشيخوخة.

{ متى يجب أن تظهر أعراض وبوادر الشيخوخة في الأحوال الطبيعية، وما هذه الأعراض؟

- هناك أعراض داخلية وأخرى خارجية، ومن العوارض الداخلية الالتهابات المتكررة والمتعددة وظهور الأمراض الدالة على تدهور بالصحة وتراكم المؤكسدات الداخلية التي ستؤذي الجينات والـ DNA وتعرضها للضرر الذي ينتج عنه أمراض مثل السرطان والقلب والسكري وارتفاع ضغط الدم والروماتيزم والضعف الجنسي.

ومن العوارض الخارجية؛ تجاعيد الجلد وانكماشه وظهور التجاعيد في الوجه والشيب والهزال والضعف الجسدي وضعف العضلات، مما يستلزم استخدام وسائل مساندة للتحرك والمشي وهشاشة العظام.

{ هل يوحي الشكل الخارجي الشبابي لأي شخص على الرغم من كبر سنه بأن أعضاءه الداخلية أيضاً شابة وبصحة جيدة؟

- يمكن القول هنا نعم ولا.. نعم من حيث إن البشرة الخارجية هي مرآة لوضع التأكسد الداخلي بشكل عام، والوجه يبين نوعية الرطوبة بالجلد ويعطي فكرة عن وضعية التمثيل الغذائي والحالة الهرمونية للشخص، فمثلاً الرجل إذا كانت هرموناته الذكورية مرتفعة يكون له مكونات جلدية وعضلية شبابية، وحين تكون منخفضة تبدو عليه ملامح الوهن العضلي وتجاعيد الوجه نتيجة لنقص هرمون التيستوستيرون.

وينطبق الأمر ذاته على النساء ومستوى هرمون الإستروجين لدى المرأة الذي يؤشر انخفاضه إلى احتمال تعرضها للكلف والتجاعيد في الوجه.

وكذلك الأمر بالنسبة للغدة الدرقية وهرموناتها، فإذا كانت أعلى من المعدل تعطي مظهراً هزيلاً للجسم وشعراً خفيفاً وأظافر سيئة والعكس صحيح، فلو قلّت الهرمونات عن المعدل في حال إصابة الغدة الدرقية بالكسل يبدو الشخص سميناً وخالياً من الحيوية ومتعباً وشاحب الوجه ومصفراً.

{ بالنسبة الأشخاص الذين فاتهم القطار ودخلوا بالفعل في مراحل الشيخوخة وأمراضها، هل يمكن تقديم يد المساعدة لهم؟

- طبعاً يمكن لأي شخص في أي مرحلة عمرية طلب المساعدة من الطبيب الاختصاصي بمكافحة الشيخوخة في كل مرحلة من مراحل حياته، بما فيها آخر مراحل حياته، ليساعده على تحمل وتخفيف معاناته في تلك المرحلة دون الإصابة بالأمراض الفتاكة والقاتلة وتخفيف أعراضها.

{ نصائح تقدمها لمكافحة الشيخوخة وتأخير ظهورها؟

- اتباع منهج حياة سليم وصحي، وذلك بعدم التدخين والتعرض للمدخنين والغذاء الصحي قدر الإمكان، على أن يكون عضوياً خالياً من السموم والمبيدات والسماد الكيماوي، وشرب ماء من نوعية جيدة وبكميات كافية، وتجنب المشروبات الغازية والوجبات السريعة والكحوليات، والنوم 8 ساعات متصلة يومياً وممارسة الرياضة البدنية بالمشي لمدة 35 دقيقة يومياً أو الركوب على دراجة هوائية والسباحة.

- اللجوء لنصائح طبيب اختصاصي في مكافحة الشيخوخة والاستماع لنصائحه لأخذ بروتوكول معين يفصل بدقة حسب حالة كل شخص وعمره وجنسه يفصل له بدقة.

- تفادي أشعة الشمس المباشرة قدر الإمكان وتلوث الهواء والماء والغذاء.

- العيش بفلسفة حياتية بطريقة إيجابية، مثل الفلسفة اليابانية (ZEN) المضادة لتوتر الأعصاب والضغط النفسي.

No comments

Powered by Blogger.