مسلمو الهند.. اندماج في المجتمع وسوق العمل


البحث عن مستوى معيشي أفضل يدفعهم إلى العاصمة

قبل 15 سنة، هاجر محمد نوشاد إلى العاصمة الهندية نيودلهي، ومع ذلك لا يبدو أنه حصل على التحسن الذي كان يأمل تحقيقه. فهو يحصل على 43 دولارا في الشهر لقاء عمله، وعليه أن يرسل نصفها لوالدته التي بقيت في ولاية بيهار الفقيرة. لذلك يقول نوشاد إن طموحه الوحيد الحصول على أجر أفضل.


نوشاد يشكل عمليا عينة من 160 مليون مسلم هندي. وهؤلاء الذين يعيشون على الأغلب في الولايات الشمالية والشرقية مثل اوتار براديش وبيهار والبنغال الغربية، يعدون الأكثر فقرا في الهند والأقل تعليما. وحسب تقرير للحكومة الهندية صدر في 2006، فإن حالة المسلمين الهنود تعتبر على درجة من السوء تعادل حالة «المنبوذين» الهندوس سابقا. وهو ما يشكل خيبة أمل لعدد من الهندوس الذين كانوا اعتنقوا الإسلام للتخلص من الحالة البائسة التي كانوا فيها.

ولمعالجة هذه المشكلة، تم تشكيل لجنة حكومية أصدرت تقريرا في ديسمبر (كانون الأول) الماضي تطلب فيه أن يستفيد المسلمون من خطة كانت مخصصة للمنبوذين الهندوس. وهذه الخطة تخصص 10% من وظائف القطاع العام للمسلمين، و5% للأقليات الدينية الأخرى التي يشكل المسيحيون معظمها. وتقول اللجنة إن هذه الرعاية لن تكون على أساس ديني لأن الدستور يحول دون ذلك، وإنما لأن هذه الأقليات الدينية الهندية فقيرة بالأصل. وتطالب اللجنة أيضا بأن يحصل الفقراء المسلمون على المزايا الوظيفية التي يحصل عليها الفقراء الهندوس.

هذه مسألة في غاية الأهمية لحزب المؤتمر الذي يقود حكومة الهند المركزية.. فالمسلمون الذين يشكلون 20% من أعداد الناخبين في حوالي مائة دائرة من أصل 543 دائرة انتخابية يشكلون مصدر دعم انتخابي تقليدي مهم لحزب المؤتمر. وحين خسر هذا الحزب دعم المسلمين في انتخابات التسعينيات عانى من تراجع كبير في تلك الفترة. إلا أن عودتهم للوقوف إلى جانبه في انتخابات السنة الماضية أعاد الأمل باستعادته للسيطرة التي كان يتمتع بها في السابق.

لكن حزب المؤتمر يخشى أن يتهم بمحاباة المسلمين ما قد يعطي مفعولا عكسيا يستغله الحزب الهندوسي القومي المنافس له، أي حزب بهاراتيا جانات. ولذلك يخشى حزب المؤتمر السير في هذا الاتجاه. وكانت ولاية أندرا براديش الوحيدة، التي يحكمها حزب المؤتمر منفردا، قد أعطت المسلمين حصة محددة من الوظائف، إلا أن المحكمة العليا رفضت هذا الإجراء. وهناك أحزاب أخرى تميل إلى إعطاء المسلمين حصصا محددة من الوظائف الحكومية. الحزب الشيوعي الذي يحكم البنغال الغربية وعد الشهر الماضي بتخصيص 10% من الوظائف الحكومية للمسلمين، وهناك أحزاب أخرى تعد بحصة أقل.

حتى في حالة تخصيص حصة للمسلمين لا يتوقع أن تكون كافية لتغيير أوضاعهم. فقد سبق للمنبوذين الهندوس أن استفادوا من هذا الإجراء على مدى ستة عقود. ومع ذلك ظلت أحوال غالبيتهم متدنية. مثل هذه القضية تستدعي معالجة أوسع تتضمن مدارس أفضل وفرص عمل أوسع للمسلمين وعامة فقراء الهند.

No comments

Powered by Blogger.