مع اعلان السعودية اكتشافها لمزرعة مصابة بمرض انفلونزا الطيور في منطقة عسير، وما استوجب إعدام الطيور بداخلها، والاسئلة التي تطرح حول مخاطر هذه الانفلونزا على البشر. وما اقتراب شهر رمضان، تزداد المخاوف من تفشي الأمراض، فهل الصيام يسهم في إصابة الشخص بمرض انفلونزا الطيور؟
د.أحمد الشطي استشاري طب عام لا ير ى علاقة مباشرة بين الصوم وإمكانية الإصابة أو الاستعداد للإصابة بإنفلونزا الخنازير، ولكن طقوس شهر رمضان فيها مجال واسع لخطورة يجب الانتباه جيداً لها. فالصيام بحدذاته جُنّة ووقاية من كثير من الأمراض.
الشطي يحذر من العادات الاجتماعية التي يمارسها الناس في شهر الصوم؛ اللقاءات في الديوانيات، والتهنئة برمضان بطريقة القبل والمصافحات.. وغيرها.. تهيئ أنسب الفرص لانتقال الفيروس من مصاب به إلى شخص سليم، وربما إلى عدد غير محدد من الأشخاص. ولا يختلف الأمر كثيراً في نظره في حالة صلاة الجماعة والتراويح والقيام في المساجد التي تعتبر أماكن مغلقة، حيث يسهل انتقال العدوى وانتشارها.
وهذا ما يؤكده د.باسل الصباح إخصائي الأذن والأنف والحنجرة، فالصيام برأيه لا يترك آثاراً ضارة بالجهاز التنفسي، ولا يجعله أقل مناعة تجاه الأمراض، إن لم يكن العكس صحيحاً. ولكن د.الصباح يذكّر بتوصيات منظمة الصحة العالمية بضرورة استعمال القناع الواقي للمصاب وللشخص السليم الذي يعاني ضعفا في المناعة؛ مثل مرضى الكلى، والمرضى الذين يتناولون علاجات تضعف المناعة، وبلزوم غسل اليدين مراراً وتكراراً. ولدى سؤالنا عن حقيقة خطورة جهاز البصمة لتسجيل دوام الموظفين في انتشار الوباء، نفى الدكتور باسل الصباح أن يسبّب جهاز البصمة دون غيره هذا الخطر، لأن التعامل اليومي للإنسان مرات عديدة مع الأشياء والأدوات جميعها في المنزل ومكان العمل لا يختلف عن تعامله لمرتين يومياً مع جهاز البصمة، وهذا لا يعني أيضاً أن إمكانية العدوى من الجهاز وغيره من الأشياء غير أكيدة.
بدوره يقول البروفيسور محمد الدماطي إخصائي الأذن والأنف والحنجرة إنه لا علاقة للصوم بحد ذاته بزيادة احتمال الإصابة بوباء إنفلونزا الخنازير، لكنه يستدرك قائلاً: «الخطورة قائمة على الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة، كالحوامل والأطفال صغار السن، والمسنين والمرضى، بسبب طقوس شهر رمضان الاجتماعية والدينية التي تتميز بالتجمعات الكبيرة». البروفيسور الدماطي ينصح بتجنّب الأماكن المغلقة، حتى لو لزم الأمر إقامة الصلوات في الأماكن المفتوحة، ويوجه المصلين لحمل سجادات صلاتهم إلى المساجد، وإلى ضرورة غسل اليدين، والحصول على وقت نوم كافٍ، والإكثار من تناول السوائل بعد الإفطار.
ويوجه الدماطي من يستشعر أعراضاً مثيرة للريبة؛ إسهال، قيء، مغص، حرارة.. بلزوم الإسراع في الابتعاد عن الأماكن المغلقة وتجمعات الناس ووضع القناع الواقي ومراجعة الطبيب فوراً، حرصاً على سلامته وأهل بيته والآخرين.