الكافيهات تتحول إلى جلسات سمر ومقاعد للدراسة والعمل

انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة ارتياد الناس الكافيهات والمقاهي التي بدأت تملأ كل مكان ف
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة ارتياد الناس الكافيهات والمقاهي التي بدأت تملأ كل مكان في الديرة. ولعل أبرز روادها هم الشباب، الذين يعتبرون الأكثر ترددا عليها ومن كلا الجنسين. وتتخذ شريحة من الشباب هذه المقاهي مكانا لقضاء أوقات طويلة في الجلوس مع الأصدقاء، بينما يجدها آخرون موقعا مناسبا للدراسة والعمل.

الكافيهات، التي اتخذت من الطابع والهوية الغربية بمختلف مسمياتها شكلا ومضمونا، استطاعت أن تغير الصورة التقليدية عن الجلوس في المقاهي، بعد أن بدأت بتقديم المشروبات والأطعمة المختلفة بجو ينسجم مع رغبات الشباب.

«أوان» استطلعت آراء الشباب حول سر ارتيادهم المتواصل لهذه الكافيهات وجلوسهم فيها لساعات طويلة.

يقول أحمد السعيد: «هي ظاهرة انتشرت بصورة سريعة وغريبة في الوقت نفسه، ولعل من أسبابها وجود الفراغ الذي يعاني من الشباب وعدم توافر أماكن للتسلية، مما يجعلهم يتجهون إلى الكافيهات والمقاهي، بالنسبة لي أجد أن الكافيه يعطيني فرصة جيدة للتواصل والالتقاء مع الأصدقاء خاصة أن جميع أنواع الراحة متوافرة وكذلك الخدمات التي تقدمها هذه الكافيهات».

ويرى أحمد أن السفر ساهم بشكل كبير في دفع الشباب للتوجه إلى الكافيهات معللا ذلك: «ربما اعتدنا -نحن الشباب- من خلال السفر أن نجلس بالكافيهات بالدول التي نزورها للاستراحة والحديث وغيرها من الأمور، فانطبع لدينا إحساس بنوع من التغيير من خلال زيارة الكافيهات في بلدنا، لكن أعتقد أن جو المكان مناسب ومحبب للشباب خاصة أنه يتمتع بالهدوء وبرودة المكان والموسيقى الهادئة، وهذه كلها عوامل تجذبني وتجذب الكثيرين غيري من الشباب، فنتخذ من الكافيه مكانا للراحة والاستجمام».

بينما، يرى سعود العازمي أن الكافيه يعتبر مكانا لتسكع الشباب «الفاضي» ومكانا للمعاكسات فقط. «هناك الكثير من الشباب، الذين لا يجدون ما يقومون به، لذا فتجدهم يتجهون للكافيه من أجل قضاء وقت الفراغ وممارسة هوايتهم المريضة بالتحرش والمعاكسات، وهذا الأمر مرفوض من مجتمعنا، ولكن ماذا عسانا نفعل مادام شبابنا ليس لديهم هواية يشغلون فيها أنفسهم كالنوادي الرياضية والشبابية المناسبة». لكنه يستدرك بالقول: «لا أود أن أعمم، فهناك من يأتي ويجلس باحترام من أجل تغيير جو العمل والروتين اليومي، لكن لابد من ذكر بعض التصرفات الطائشة التي يقوم بها بعض غير المبالين».

في المقابل تختلف نظرة حسين الأستاذ في موضوع توجه الشباب إلى الكافيهات لقضاء أوقات فراغهم، فيقول: «إن الكافيهات أصبحت ملاذا للشباب والعائلات معا، أصبح الكافيه اليوم موقعا للتجمع والتواصل سواء مع الأهل أو الأصدقاء، وهذا شيء جميل، وأرى أن الشباب ليسوا وحدهم من يتجهون له بل حتى العائلات».

ويضيف: «إن هذا الأمر يحسب بإيجابية لظهور الكافيهات في الكويت، لأن الأهالي مشغولون طوال الأسبوع وبعطلة نهاية الأسبوع يذهبون هناك لتغيير الروتين، ومشاهدة أناس جدد».

ويذكر أنه كانت في السابق المقاهي مقتصرة على الشباب والرجال فقط، حيث تقدم لهم مشروبات تقليدية وشيشة وغيرها من الخدمات، أما اليوم فنرى أنها تطورت وتنوعت حتى أصبح من بين روادها الشابات والعلائلات.

ويشير إلى أنه معتاد على الذهاب إلى الكافيهات التي توجد على البحر، مرتين في الأسبوع على الأقل سواء مع الأصدقاء أو الأهل، لكنه يفضل الذهاب مع الأصدقاء لأنه من محبي الإنترنت. «الكافيه الذي يقدم خدمة الإنترنت هو المكان المناسب لي».

أما سارة المرزوق، فتعلق على تعلّق الشباب بالكافيه قائلة: «الكافيه ليس مكانا للتسكع فقط كما يعتقد البعض، وإنما هو ملاذ للشباب لقضاء وقت فراغهم، فأحيانا نشعر بالملل ولا يوجد شيء نعمله فنذهب إلى الكافيه من أجل لقاء الأصدقاء وتبادل الأحاديث معهم».

وتضيف: كما أن ما تقدمه هذه الكافيهات من مشروبات له دور في جذبنا، خاصة أن معظم الطلبة يجدون فيها الملاذ المناسب في الفترات القصيرة «البريك»، حيث يتناولون الوجبات السريعة والخفيفة أو المشروبات الساخنة».

ولاتختلف سلمى الأنصاري عن رأي ساره، فتقول: «إن الكليات لا توفر أماكن باردة تقينا من حرارة الصيف لنجتمع فيها مع الصديقات في أوقات الفراغ من الدراسة أو حتى لتبادل الأحاديث، لذا نضطر إلى الذهاب إلى الكافيه، وأحيانا أخرى نقضي معظم أوقاتنا هناك، خاصة أن أغلب الكافيهات زودت بخدمات الإنترنت، فأصبحت هذه الخدمة مجانية أو بسعر رمزي، فمنها نستطيع أن نقوم بعمل بحوثنا من خلال استخدامنا لأجهزة اللابتوب».

وتضيف أنها فرصة مناسبة للدراسة بأجواء منعشة، حيث الموسيقى الهادئة والمشروبات المنعشة التي تكون تحت الطلب.

فيما ترى حصة الجيعان أن هذه الكافيهات هي تقليد غربي بحت، وبالتحديد للثقافة الأميركية، إذ يحرص كثير من الشباب على ارتياد هذه المقاهي من أجل التشبه بالحياة الأميركية. «أعتقد أن الشباب، نتيجة لمتابعتهم للأفلام الأميركية وتطبعهم بحياة الأميركيين والغرب عموما، يرتادون هذه الأماكن».

وتضيف «كما لا ننسى أن وجود الجاليات الأجنبية وسفر الكويتيين للخارج أمران آخران جعل الشباب يعتاد الذهاب إلى هذه النوعية من الكافيهات». مشيرة إلى أنه في السابق لم تكن هناك كافيهات منتشرة بهذه الكثافة. «لا ننسى أن الانفتاح ساهم أيضا بجعل الكافيه مكانا للقاء الشبان بالشابات، في المقابل لا ننكر أن هناك من يذهب للكافيه من أجل المعاكسة لأن الفتيات ترتاد هذه المواقع بشكل كبير، خاصة الفتيات اللاتي يفضلن هذه الكافيهات للجلوس وتبادل الحديث مع صديقاتهن».

وأخيرا يقول عبد اللطيف العمر، إن الكافيه ليست مكانا للأكل فقط، فعلى الرغم من كوني عاشقا للكافيه من أجل «الفوربتشينو» أو «التشيز كيك»، إلا أنني لا أنكر بأن الكافيه خصوصا في عطلة نهاية الأسبوع هي مكان مكتظ بالفتيات، فتكون فرصة لي ولغيري من الشباب «للقز» وتبادل آخر مقاطع البلوتوث!