بيت الزبير يجسد فناً معمارياً وقيمة تاريخية

بيت الزبير بوصفه الحالي أحد أجمل وأشمل المتاحف في سلطنة عُمان، بما احتواه من قطع أثرية نادرة من كل أنحاء السلطنة, البيت عبارة عن مجموعة منازل مختصة بالآثار القديمة التي تعتبر من حيث الجودة والشمولية، من أفضل ما تم الحصول عليه في أنحاء السلطنة.


يقع بيت الزبير في مدينة مسقط القديمة، وقد افتتح متحفا في فبراير 1998، بينما يعود تاريخه منزلا عائليا خاصا إلى العام 1914, بناه الزبير بن علي الهوتي، أحد قدامى أعيان عمان القديمة، وهو من البيوت التي اشتهرت باستضافة الفعاليات الثقافية والأدبية والسياسية في تاريخ عمان القديمة.

كان بيت الزبير سابقاً، مكاناً لاجتماع السياسيين والشعراء والعلماء، واشتهر في زمن السلطان تيمور بن سعيد بن فيصل، ولعب دوراً مهماً في تاريخ مسقط، وتمت إعادة بنائه تحت رعاية مستشار السلطان قابوس لشؤون التخطيط الاقتصادي، على أساس فن العمارة التقليدي، ولكن بلمسة معمارية حديثة.

عناصر معمارية

يتكون بيت الزبير من مجموعة من المباني المشيدة بالحجارة وتصميمات سعف النخيل, وهي تعد نموذجاً للأنواع التقليدية المختلفة للمنازل العمانية، وهذه المباني هي بيت «الباغ»، وهي كلمة معروفة في الثقافة العمانية باسم الحديقة المتنوعة الثمار، وبيت «العود»، وبيت «الدلايل»، إضافة إلى حديقة خارجية تصور جانبا من الحياة العمانية التقليدية, وتتوسط بيت «الدلايل» بئر عميقة، لكنها مغطىاة بلوح زجاجي سميك، وهو نسخة للبيت العماني القديم الذي يتوسطه بئر الماء.

يجسد بيت «الدلايل» الحياة العمانية في الفترة من 1920 حتى 1970، ويضم مجموعة من الأواني، والسرير العماني القديم، ويصور كيفية تهوية المنزل العماني القديم، وكيفية إنارته ليلا بالاعتماد على لمبة صغيرة تضاء بالزيت أو الجاز، ويضاء نهارا عن طريق النافذة الصغيرة الموجودة أعلى الحائط قرب السقف,كما يضم جلسة عمانية تقليدية نسائية، وأخرى رجالية، إضافة إلى كثير من المجسمات التاريخية.

العناصر الداخلية

الدخول الى بيت الزبير يتم عبر باب خشبي يتميز بنقوشه الرائعة، وصممت القاعة الدائرية على نمط الحصن التقليدي, وتسمح القبة الجميلة ذات الزجاج الملون والنوافذ المزخرفة لشعاع الضوء الملون لينعكس على ارضية الرخام ذي اللون الكريمي، وأماكن الجلوس.

أخذ تصميم أماكن عرض القطع الأثرية مباشرة من فن العمارة العماني التقليدي في الوقت الذي خضعت الإضاءة وعرض المفردات للأسلوب الحديث, ويحتوي كل مكان عرض على معلومات تصف القطع المعروضة فيه فيمثل بذلك مصدراً دائماً ومستمراً للدراسة.

يضم مبنى بيت «الباغ» أقساما تشمل قسم الخناجر والأسلحة العمانية التقليدية الموروثة والمهداة التي يعود تاريخها إلى عدة قرون مثل «الخنجر السعيدي» المشهور وغيره, وقسم للملابس والحلي النسائية لمختلف سكان المناطق العمانية, وقسم خاص بالملابس الرجالية، وتضم «الدشداشة العمانية» التي يرتديها الرجل العماني خلال يومه، و«البشت»، و»الشال»، وهي ضمن ملابس المناسبات الرسمية والخاصة, أما مبنى «العود» فيضم أثاثا وخرائط قديمة وصورا فوتوغرافية وصورا بالأقمار الصناعية وعملات نقدية وأختاما وأدوات موسيقية ومستندات وكتبا, وتعكس الأزياء الرجالية التي لا يزال بعضها موجوداً حتى اليوم، تقاليد أهل عمان.