الجزيرة الساحرة «بوكيت » في تايلند
منذ زمن بعيد عُرفت جزيرة بوكيت، التي تشبه شكل الدمعة، بشواطئها الجميلة ونواديها الليلية المُبهرة. لكن الكثير من الناس لم يعرفوا مكانها على الخريطة قبل كارثة تسونامي 3004. على أي حال، تعافت الجزيرة من تلك الكارثة بسرعة كبيرة، وعادت لتؤكد نفسها على أنها المنتجع السياحي رقم واحد في جنوبي تايلند، وذلك بفضل فنادقها الراقية ومطاعمها المحترمة، فضلاً عن حركة الفن المزدهرة فيها.
الفردوس المفقود
نالت مدينة كامالا الساحلية نصيبها من كارثة تسونامي، لكنها عادت من جديد إلى الحياة بأكواخها الجديدة التي تزيِّن سفوح الهضاب إلى جانب باراتها المشاطئة للبحر. أفضل شيء يمكننا فعله في هذا المكان ونحن نتمشى على طول الشاطئ الرملي الواسع الذي يتخذ شكلاً مائلاً شبيهاً بالهلال ونغمر أصابع أرجلنا بالمياه الصافية، هو تناول «الروتي التايلندي»، وهو عبارة عن فطيرة مملوءة بالبيض والفاكهة ومغطاة بالحليب المركَّز.
بوذا الكبير يراقبنا
كل من يبحث عن الصفاء الروحي والسكينة يستطيع العثور عليهما على قمة جبل ناغاكيرد، حيث يوجد تمثال بوذا الكبير ذي اللون الأبيض والمغطى بالرخام اليشمي، الذي يصل ارتفاعه إلى 147 قدماً. صحيحٌ أن العمل فيه لم ينتهِ بعد، لكنه يتمتع بإطلالة بهية، حيث يمكن لزواره التمتع بمنظر بحر أندمان الرائع.
مدينة بوكيت
ليست المطاعم الساحلية لهذه المدينة أجمل من مطاعمها الداخلية، التي تمتد الكراسي والطاولات البلاستيكية فيها حتى تصل إلى الشارع. وهي تتميز عن المطاعم الساحلية باحتوائها على الكثير من الأطباق التايلندية والصينية الشهية، مثل سلطة الببايا وفطائر اللحم المشوي وكرات السمك المشوية.
أكثر من مجرد عنف
الرياضة الشعبية في تايلند تتميز بقسوتها، حيث يقوم المقاتلون بضرب بعضهم بعضاً باستخدام الأيدي والأرجل والمرافق والرُّكب. المكان الأنسب لمشاهدة مثل هذه الرياضة هو «ستاد سويت»، لكن الفقرات التمهيدية، بما تحتوي عليه من رقصات وموسيقى تقليدية، تذكِّرنا بأن هذا الحدث لا يحتوي فقط على مشاهد العنف. تبدأ منازلات ليلة الجمعة عادةً بالمواجهات بين أطفال
لا تتجاوز أعمارهم الـ10 سنوات، وبعد ذلك بساعة تبدأ المنازلات بين الكبار. كما يحتوي هذا الستاد على ركن خاص لتدريب كل من يطمحون
لأن يصبحوا مقاتلين.
في كل مكان من تايلند توجد شركات متخصِّصة بالرحلات على ظهور الفيلة، التي تتولى أخذ السياح في نزهات وسط الأنهار الصغيرة وبساتين أشجار المطاط. ليس هذا فحسب، بل في منتصف الرحلة يتنحى قائد الفيل عن مكانه، الذي يكون فوق الرأس عادةً، ليتيح للسائح فرصة التمتع بالركوب فوق هذا المكان المرتفع.
وعلى أطراف مدينة بوكيت توجد محمية «خاو فرا تايو»، التي تشرف على مشروع إعادة تأهيل قرود الرباح. وفي هذه المحمية لا يستمتع الزائر بالمنظر الرائع للقرود وهي تؤدي حركاتها البهلوانية وحسب، بل هناك أيضاً غابة مطرية تحتوي على شلالات «بانغ باي»، حيث بإمكان الزوار أن يجربوا الغوص في الجدول الموجود في الأسفل.
قرية الفن
تشتهر قرية روائي الهادئة، التي تقع عند الرأس الجنوبي لجزيرة بوكيت، بمراسمها وصالاتها الفنية الكثيرة، التي تُعتبر قبلةً لمحبي فن الرسم. ويُعتبر سومراك مانيماي، الذي يعرض أعماله عادةً في «الصالة الحمراء» الشهيرة، من أشهر فناني هذه القرية.
كما هناك الكثير من صالونات المساج غير المُكلفة في هذه الجزيرة.
ويشتهر المساج التايلندي التقليدي في أنه يدمج بين الضغط بواسطة اليدين (بدلاً من استخدام الإبر الصينية) وتمارين اليوغا التي تهدف لتدليك الأطراف.
العثور على الفردوس
يستطيع السائح السير لوحده لمسافة عدة أميال على الرمال الذهبية العذراء، باتجاه شاطئ ماي خاو، الذي يمثِّل جزءاً من منتزه سيرينات الوطني الواقع على ساحل بوكيت الشمالي الغربي.
بين المياه الدافئة والرزقاء، التي تبدو للناظر وكأنها تتصل بالأفق، والخلفية المكونة من غابات مليئة بأشجار النخيل، ثمة متسع من الرمال الناعمة، التي تصلح كمكان للتمدد والنوم لعدة ساعات.