فحولتك... والبروستاتا

بعد سن الأربعين، ومع تقدم العمر، تنخفض مستويات التستوستيرون في جسم الرجل، وتزيد معه الشكاوى الشائعة عند كبار السن، كالتهاب أو تضخم البروستاتا، ولكن نتيجة لنمط الحياة الخاطئ، أصبحت مشاكل البروستاتا والضعف الجنسي غير مرتبط بعمر الشيخوخة، بل أصبحت تصيب الشباب أيضاً، والبروستاتا غدة صغيرة الحجم ذات نسيج إسفنجي.
وتبقى صغيرة الحجم حتى سن البلوغ، إلا أنها تستمر في النمو حتى سن الشيخوخة.
للبروستاتا دور مهم في خصوبة الرجال، ولا تؤثر بشكل مباشر على هذه القدرة الجنسية، وتتعرض البروستاتا لأشكال متعددة من الإصابات تصنف تبعا للسبب ودرجة الالتهاب، ولا تحدث معظم الأمراض التي تصيب غدة البروستاتا إلا بعد فترة البلوغ للذكور، ومن أهم الأمراض التي تصيبها الالتهاب والتضخم، علماً أن ليس كل تضخم في البروستاتا يعني الإصابة بالسرطان.
ولمزيد من التفاصيل عن البروستاتا كان الحوار التالي مع استشاري الأمراض الجلدية التناسلية د.أسامة نور الدين:

{ ما هي البروستاتا؟
- البروستاتا غدة صغيرة الحجم ذات نسيج إسفنجي، وتتكون البروستاتا من ألياف عضلية، ويوجد بها العديد من الحويصلات التي لها قنوات دقيقة تتجمع وتفتح بمجرى البول الخلفي... ولأن مجرى البول يخترقها فيتأثر الجهاز البولي بشكل مباشر بتضخم البروستاتا الذي يصيب المسنين. وتعتمد هذه الغدة في نموها الطبيعي وتطور خلاياها إلى أن تصل إلى مرحلة البلوغ اعتماد كليا على وجود الهرمونات الذكرية (التستوستيرون)، حيث تكون البروستاتا صغيرة جدا عند الولادة وتبقى صغيرة حتى مرحلة المراهقة، وعند بلوغ الحلم ترتفع مستويات التستوستيرون وتبدأ البروستاتا في النمو، ولكن بعد سن الأربعين تنخفض مستويات التستوستيرون في الجسم، ولكن رغم ذلك فإن البروستاتا تستمر في النمو حتى سن الشيخوخة.
{ هل للبروستاتا علاقة بخصوبة الرجال؟
- تلعب البروستاتا دوراً مهماً في خصوبة الرجال حيث تفرز غدة البروستاتا سائلاً شفاف اللون يسمى البلازما المنوية ويمثل تقريبا ثلث السائل الذي تسبح فيه الحيوانات المنوية ويحتوي على كمية من الأملاح الطبيعية مثل الصوديوم والبوتاسيوم والفوسفات وكذلك على بعض الأنزيمات ويوجد في هذا السائل مادة الزنك الذي يصنع ويفرز من غدة البروستاتا فقط، وتعتبر مادة الزنك ضرورية للحيوانات المنوية، كما يحتوي الإفراز على بعض المركبات التي تساعد على مقاومة الجراثيم والقضاء عليها والتي تساعد على الوقاية من التهابات البول الجرثومية، كما تعمل على زيادة مقاومة البروستاتا ضد الالتهابات. يساعد هذا السائل على تغذية الحيوانات المنوية للرجل وإمدادها بالطاقة التي تساعدها على الحركة للوصول إلى مكان تواجد البويضة في رحم المرأة، حيث تنشط غدة البروستاتا نشاطا كبيرا أثناء الجماع ويندفع إليها الدم عن طريق أوردتها الكثيرة المتشعبة وتقوم بإفراز هذا السائل الذي يضاف إلى السائل المنوي الذي تفرزه الخصيتان والحويصلة المنوية ليختلطا مع بعض، وعندما تقترب عملية الجماع من نهايتها تنقبض عضلات البروستاتا والحويصلة المنوية لتضغط على القنوات والغدد الصغيرة داخل البروستاتا فتعصرها وينتج عن ذلك انسكاب السائل المنوي في مجرى البول الخلفي حتى يستقر في مهبل المرأة وقت الإنزال. كما تحيط بالبروستاتا شبكة من الأوردة تسمي العنقود البروستاتي الذي له أهمية خاصة في دفع الدم إلى العضو التناسلي أثناء الانتصاب.
{ هل كل رجل معرض للإصابة بالبروستاتا؟ من هم الأكثر عرضة للإصابة؟
- لا، بالطبع ليس كل رجل معرض للإصابة بالبروستاتا ولكن غالبا ما تصيب التهابات البروستاتا صغار السن من الشباب، وقد تحدث نتيجة احتقان البروستاتا لعدم أو قلة الممارسة الجنسية، أو حدوث التهاب بواسطة بكتيريا مكتسبة من مكان غير نظيف أو من الممارسة الجنسية مع شخص مريض، بينما يتعرض كبار السن للإصابة بتضخم البروستاتا.
{ متى وكيف يصاب الشخص بالبروستاتا؟
- تتعرض البروستاتا لأشكال متعددة من الإصابات تصنف تبعا للسبب أو درجة الالتهاب ولا تحدث معظم الأمراض التي تصيب غدة البروستاتا إلا بعد فترة البلوغ للذكور، وذلك نتيجة للتهيج الجنسي الشديد لدى المراهقين والذي يمكن أن يؤدي إلى نشاط غدة البروستاتا نتيجة لزيادة إفرازات وزيادة تدفق الدورة الدموية في المنطقة التناسلية عن المعدل الطبيعي مع كل إثارة جنسية وعدم وجود تفريغ مستمر لأنها تحت التأثير المباشر للهرمونات الذكرية الموجودة بالدم، كما يكون ذلك واضحا لدى الأشخاص الذين تضطرهم ظروف عملهم للسفر بعيدا عن زوجاتهم، وكذلك بالنسبة للعزاب الذين يمارسون العادة السرية ولهذا يكون المصاب بالاحتقان أكثر عرضة للإصابة بالتهابات البروستاتا. يعتبر التهاب البروستاتا شائعا في الشباب في العشرينات والثلاثينات من العمر مع بدء الحياة الجنسية، وقد يكون سبب عدوى البروستاتا نتيجة اتصال جنسي سابق أو نتيجة لوصول جرثومة للبروستاتا من أماكن أخرى (كالجيوب الأنفية أو الشعب الهوائية أو التهاب الحلق المزمن أو القولون المزمن) عن طريق الدم أو عن طريق الإحليل أو عن طريق الجهاز الليمفاوي. هذا وبالإضافة إلى العدوى البكتيرية فهناك عدة عوامل قد تساعد على الالتهاب منها التعرض للبرد والإصابة بمرض السكر ووجود ضيق في مجرى البول.
{ وماذا عن سرطان البروستاتا؟
- سرطان البروستاتا يحدث نتيجة تحور لخلايا البروستاتا سواء في الشكل أو الوظيفة، ويظهر غالباً في كبار السن، حيث تم تشخيص أكثر من 70 % من الحالات فوق سن 65 سنة. وهو سرطان بطيء النمو ويستطيع المريض أن يعيش سنوات عديدة بعد إصابته به ولا توجد علاقة بين سرطان البروستاتا وتضخم البروستاتا الحميد فهما مرضان مختلفان تماماً، وينشآن في جزأين مختلفين في غدة البروستاتا، وقد يتواجدان معاً، أي يكون المريض مصاباً بالتضخم الحميد ومعه سرطان البروستاتا.
{ ما أعراض الإصابة بالتهاب وتضخم البروستاتا؟
- يمكن أن تقسم الأعراض إلى قسمين هي:
- أعراض خاصة بالتهابات وتهيج غدة البروستاتا والجهاز التناسلي مثل الصعوبة في التبول ووجود آلام وحرارة بمجرى البول أثناء التبول وأثناء نزول السائل المنوي عند القذف أو وجود آلام بمنطقة العانة أو الخصية أو قد يشعر بعض المرضى بآلام في المنطقة السفلى من العمود الفقري كما يشعر بعض المرضى بآلام واحتقان عام في منطقة الحوض مع نزول دم مع المني أو نزيف آخر البول وغالبا ما تستمر هذه الآلام على مدار اليوم ولكن قد تزداد وتخف من آن إلى آخر.
- أعراض خاصة بانسداد وعدم تدفق البول بصفة طبيعية وسلسة مثل ضعف شديد في اندفاع البول أو صعوبة في بدء عملية التبول أو عدم القدرة على إنهاء البول بصورة سريعة أو وجود تقطير للبول لفترة طويلة بعد إفراغ المثانة.
ومن الجدير بالذكر أن أكثر من 80% من التهابات البروستاتا يصاحبها التهاب الحويصلة المنوية، مما قد يؤثر في عدد ونشاط الحيوانات المنوية، وقد يكون سببا لبعض حالات العقم عند الرجال.
أما أعراض تضخم غدة البروستاتا فيمكن أن نقسمها إلى أربع مراحل تبدأ بالشعور برغبة متزايدة في التبول، تتبعها رغبة مفاجئة واضطرارية بالتبول قد يصاحبها حرقان في البول، ثم الاضطرار إلى التبول عدة مرات، قد يعقبه ضعف في تيار البول وخروجه على هيئة رذاذ، وتنقيط البول لفترة طويلة بعد التبول، وعدم تفريغ المثانة كليا أو احتباس البول وعدم القدرة على التبول.
{ ما علاقة البروستاتا بالضعف الجنسي؟
- بشكل عام لا تؤثر أمراض البروستاتا على القدرة الجنسية ولكن قد يؤدي التهاب البروستاتا إلى تغير في السائل المنوي مما يؤدي للشعور بحرارة أثناء العلاقة الجنسية وقد يكون هناك ألم شديد مصاحب لعملية الانتصاب، مما يؤدي إلى تراجع الانتصاب بسبب وجود هذا الألم الحاد. إن بعض المرضى قد يعانون من القذف السريع مع عدم الإحساس بأي لذة جنسية مما يؤدي بدوره إلى فشل العلاقة الجنسية والتأثير على درجة الاستمتاع عند الزوج والزوجة على حد سواء، كما أن العلاج بالعقاقير الهرمونية، من الممكن أن يحد كثيرا من الرغبة الجنسية.
{ كيف يتم علاج البروستاتا؟
- العلاج الناجح يبدأ بمعرفة السبب الحقيقي للالتهاب وهو يعتمد بالدرجة الأولى على المضادات الحيوية ومضادات الالتهاب ويجب أن ننبه إلى أن علاج البروستاتا يستمر لفترة لا تقل عن 3 أسابيع. ويجب أن يكون المضاد الحيوي مشتملاً على خصائص فعالة.
ولعلاج التضخم نوعان من الأدوية.. أدوية تسبب انكماشاً حاداً للبروستاتا ولكنها غير فعالة بدرجة كافية، وتوجد مجموعة أخرى من الأدوية أكثر فاعلية، وهى أدوية مضادة للانقباضات العصبية وتسبب ارتخاء في العضلات إلى حد كبير، فتسهل نزول البول، وتقلل من إثارة المثانة.
{ ومتى يتم اللجوء إلى الجراحة؟
- عندما يفشل العلاج الطبي وعندما يحدث احتباس بولي ولو مرة واحدة ومع استمرار كرات الدم الحمراء بالبول وتكرار الالتهابات الميكروبية تصبح الحلول الجراحية أمرا لا بد منه ويعطي نتائج ممتازة وفورية. وهناك طرق أخرى للعلاج فإذا كان تضخم البروستاتا قليلا فيمكن تبخيرها بواسطة الليزر الذي يحدث درجة حرارة عالية تمتص بواسطة مادة الهيموغلوبين الحمراء في كريات الدم الموجودة في الأوعية الدموية داخل الأنسجة، وبالتالي التخلص من الأنسجة المتضخمة مع إغلاق الأوعية الدموية في الوقت نفسه، مما يؤدي إلى استئصال البروستاتا بأمان من دون فقدان الدم ومن دون التأثير في الصمام المتحكم بالبول، كما أنها لا تؤثر في الحالة الجنسية سلبا ولا تحدث ارتجاعا في السائل المنوي عند المريض.

No comments

Powered by Blogger.