في إسرائيل... العرب واليهود يتعلمون في صف واحد ويحلمون بتغيير العالم
في أول تجربة تعليمية من نوعها، تجمع اليهود والعرب، يتشارك 14طالبا من المرحلة الثانوية في صف دراسي واحد، يدرس باللغتين العربية والعبرية، ويحلمون بتوحيد عالم تمزقه الصراعات.
الطالب الإسرائيلي من أصل عربي يزن خلف يطمح إلى أن يكون طيارا يخترق أجواء العالم، لكنه قبل ذلك يحلم بتوحيد هذا العالم، وهو لايزال في الأول الثانوي. وبالطبع لا يريد يزن إشعال ثورة عالمية، لكنه يخوض تجربته التعليمية التي يمكن أن تؤثر على إسرائيل بقوة. وهو واحد من 14طالبا بدأوا هذه السنة تدشين أول مدرسة ثانوية تدرس اللغتين العربية والعبرية. وبذلك تكون هذه التجربة تطورا كبيرا في بلد يسود الفصل بين الشعبين معظم مدارسه.
ويأمل المعنيون بهذه التجربة أن تكون الشرارة التي تمهد لإعادة التفكير بالتعليم في إسرائيل. وأن تساهم في خلق أكبر قدر من التفاهم بين طرفي الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، وتسهم في خلق نموذج العيش الذي ينتظرهم ذات يوم.
يقول ليور أفيمان وهو مدير المدرسة التي يشرف عليها مركز «يدا بيد من أجل تعليم يهودي ـ عربي» في القدس «هناك بعض المشككين.. لكن يجب أن تنجح التجربة.. وبالنسبة لي هذا تحد كبير.. علينا أن نثبت أن العرب واليهود قادرون على التعلم والعيش معا».
أحد أولياء الأمور اليهود يرى أن طفليه، اللذين يتعلمان في هذه المدارس ، كونا صورة عن العرق البشري وليس العرق اليهودي أو القصة اليهودية فقط. أما رجاء مصالحة، التي يتعلم أطفالها الأربعة في إحدى هذه المدارس، فترى أنها تمنحهم حسا قويا بالهوية وتساعدهم على الإحساس بالفخر لأنهم عرب يشكلون أقلية في إسرائيل.
أما أمين خلف، والد يزن وأحد مؤسسي المركز، فيرى أن بالإمكان السير قدما في هذا العمل بعدما تم التغلب على مشكلات كبيرة، بينها نقص المال وعدم وجود مكاتب.
وكانت هذه التجربة بدأت في العام 1997، والآن يدير المركز أربع مدارس ثنائية اللغة والثقافة ويقدم خدماته لـ900 طالب. وفي كل مدرسة هناك مدير يهودي وآخر عربي، ولكل صف مدرس يهودي وآخر عربي. ويجري تعليم الطلاب باللغتين العربية والعبرية، كما يتعلمون الثقافتين، ويحيون المناسبات اليهودية والإسلامية والمسيحية.
لكن هذه المدرسة تواجه كثيرا من العقبات، وعلى رأسها عدم الحصول على موافقة وزارة التربية لأسباب إجرائية كما يقول المسؤولون في الوزارة ما يحرمها من التمويل الحكومي، ويجعل وصول طلابها إلى الجامعة صعبا.
وما يزيد الأمر تعقيدا أن جميع الطلاب من العرب الإسرائيليين ما عدا واحدا نصف يهودي. لكن المركز متفائل بقدرته على تجاوز هذه العقبات، وخصوصا أنه تجاوز ما يشبهها في السابق، كما يقول المسؤولون فيه.
يقول زيفي بيكرمان، البروفسور في الجامعة العبرية، إن طلاب المدارس ثنائية اللغة أكثر فهما من غيرهم للمجتمع الإسرائيلي وأقلياته، وللصراع الإسرائيلي-العربي. ويضيف «العلاقات والتقدير والتصورات عند هؤلاء الطلاب تجاه بعضهم بعضا أفضل مما هو سائد في المجتمع العادي».
لكنه يقول إن الدراسات تشير إلى عدم انتقال الآراء السائدة إلى خارج هذه المدارس بالضرورة. وفوق ذلك لا يمكن لهذه المدارس أن تنفصل عن السياق الاجتماعي ـ السياسي المحيط بها. إلا أن استمرارها في أجواء الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي اندلعت في العام 2000 يعد نجاحا بحد ذاته. وفي هذه الأثناء، يستمر مركز «يداً بيد» في البحث عن طلاب لمدارسه التي يفخر أن مدرسته في القدس تضم 256 طالبا عربيا و205 يهوديا مع طلاب آخرين.
ويفخر المركز بأن أطفال مدارسه يتكلمون اللغتين، ويلعبون معا من دون اعتبار للانتماء، ويزور بعضهم بعضا في البيوت. يقول أحد المدراء السابقين في هذه المدارس «نحن نعلم الطرفين كلتا روايتي الصراع... ونعلمهم أن يتعاطفوا مع آلام الآخر وأن من حق الاثنين أن يكونا هنا».
عن «كريستيان ساينس مونيتور»
الطالب الإسرائيلي من أصل عربي يزن خلف يطمح إلى أن يكون طيارا يخترق أجواء العالم، لكنه قبل ذلك يحلم بتوحيد هذا العالم، وهو لايزال في الأول الثانوي. وبالطبع لا يريد يزن إشعال ثورة عالمية، لكنه يخوض تجربته التعليمية التي يمكن أن تؤثر على إسرائيل بقوة. وهو واحد من 14طالبا بدأوا هذه السنة تدشين أول مدرسة ثانوية تدرس اللغتين العربية والعبرية. وبذلك تكون هذه التجربة تطورا كبيرا في بلد يسود الفصل بين الشعبين معظم مدارسه.
ويأمل المعنيون بهذه التجربة أن تكون الشرارة التي تمهد لإعادة التفكير بالتعليم في إسرائيل. وأن تساهم في خلق أكبر قدر من التفاهم بين طرفي الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، وتسهم في خلق نموذج العيش الذي ينتظرهم ذات يوم.
يقول ليور أفيمان وهو مدير المدرسة التي يشرف عليها مركز «يدا بيد من أجل تعليم يهودي ـ عربي» في القدس «هناك بعض المشككين.. لكن يجب أن تنجح التجربة.. وبالنسبة لي هذا تحد كبير.. علينا أن نثبت أن العرب واليهود قادرون على التعلم والعيش معا».
أحد أولياء الأمور اليهود يرى أن طفليه، اللذين يتعلمان في هذه المدارس ، كونا صورة عن العرق البشري وليس العرق اليهودي أو القصة اليهودية فقط. أما رجاء مصالحة، التي يتعلم أطفالها الأربعة في إحدى هذه المدارس، فترى أنها تمنحهم حسا قويا بالهوية وتساعدهم على الإحساس بالفخر لأنهم عرب يشكلون أقلية في إسرائيل.
أما أمين خلف، والد يزن وأحد مؤسسي المركز، فيرى أن بالإمكان السير قدما في هذا العمل بعدما تم التغلب على مشكلات كبيرة، بينها نقص المال وعدم وجود مكاتب.
وكانت هذه التجربة بدأت في العام 1997، والآن يدير المركز أربع مدارس ثنائية اللغة والثقافة ويقدم خدماته لـ900 طالب. وفي كل مدرسة هناك مدير يهودي وآخر عربي، ولكل صف مدرس يهودي وآخر عربي. ويجري تعليم الطلاب باللغتين العربية والعبرية، كما يتعلمون الثقافتين، ويحيون المناسبات اليهودية والإسلامية والمسيحية.
لكن هذه المدرسة تواجه كثيرا من العقبات، وعلى رأسها عدم الحصول على موافقة وزارة التربية لأسباب إجرائية كما يقول المسؤولون في الوزارة ما يحرمها من التمويل الحكومي، ويجعل وصول طلابها إلى الجامعة صعبا.
وما يزيد الأمر تعقيدا أن جميع الطلاب من العرب الإسرائيليين ما عدا واحدا نصف يهودي. لكن المركز متفائل بقدرته على تجاوز هذه العقبات، وخصوصا أنه تجاوز ما يشبهها في السابق، كما يقول المسؤولون فيه.
يقول زيفي بيكرمان، البروفسور في الجامعة العبرية، إن طلاب المدارس ثنائية اللغة أكثر فهما من غيرهم للمجتمع الإسرائيلي وأقلياته، وللصراع الإسرائيلي-العربي. ويضيف «العلاقات والتقدير والتصورات عند هؤلاء الطلاب تجاه بعضهم بعضا أفضل مما هو سائد في المجتمع العادي».
لكنه يقول إن الدراسات تشير إلى عدم انتقال الآراء السائدة إلى خارج هذه المدارس بالضرورة. وفوق ذلك لا يمكن لهذه المدارس أن تنفصل عن السياق الاجتماعي ـ السياسي المحيط بها. إلا أن استمرارها في أجواء الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي اندلعت في العام 2000 يعد نجاحا بحد ذاته. وفي هذه الأثناء، يستمر مركز «يداً بيد» في البحث عن طلاب لمدارسه التي يفخر أن مدرسته في القدس تضم 256 طالبا عربيا و205 يهوديا مع طلاب آخرين.
ويفخر المركز بأن أطفال مدارسه يتكلمون اللغتين، ويلعبون معا من دون اعتبار للانتماء، ويزور بعضهم بعضا في البيوت. يقول أحد المدراء السابقين في هذه المدارس «نحن نعلم الطرفين كلتا روايتي الصراع... ونعلمهم أن يتعاطفوا مع آلام الآخر وأن من حق الاثنين أن يكونا هنا».
عن «كريستيان ساينس مونيتور»
Post a Comment