معتقدات ارجنتينية.. انهم يرحلون لكنهم قد يعودون

تقول الحكاية ، عندما اعاد ارفيو زوجته من عالم تحت الارض ، قيل له لاتنظر اليها من جديد مهما حصل لكنه في نهاية الامر لم يستطع مقاومة صوتها وهي تنادي اسمه (اورفيو اورفيو اورفيو) فاستدار وفقدها بالتالي الى الابد.

تذكر انهم يرحلون ولكن من الممكن ان يعودو ، هنا تكمن حقيقة العمل الفلمي للكاتب و المخرج (كرستوفر هامبتون) ، فيض من التصورات والخواطرالتي تجسد بلغة الصورة واقع الحياة المدنية المليئة بالدم والقسوة اثناء حكم العسكر للارجنتين في منتصف السبعينات من القرن الماضي ، عبر مزج مدروس للاحداث لتقديم علاقات متشنجة ، متقاربة ومتباعدة تحتاج ممن يخوضها مشاهدا مزيدا من التبصر والادراك لفهم المعاناة والاحساس بالم تلك اللحظات تماشيا مع اداء تمثلي لا اقول متميزا الا انه قد عبر

انه نموذج يبين التبجح الدكتاتوري الذي يسطر على نفوس البشر من جهة ونموذج فلمي من جهة اخرى يقترب الى حد قريب مع افلام شبيهة مثل (سلفادور) للمخرج اوليفر ستون وفلم (حقول القتل ) وفلم( تحت النار) للمخرج روجر سبوتسود والذي تجري احداثه في نيكاراكوا





معتقدات ارجنتينية فلم يكاد ان يكون واحدا من الاعمال الروائية التي تظهر الواقع السياسي العنيف الذي شهدته الارجنتين وما وصلت اليه ذروة تلك الفئة الحاكمة بقتل اكثر من ثلاثتن الفا خلال اربعة اعوام ومما لاشك فيه فان تقديم مثل هكذا عمل انما ليعبر عن كل المظلومين وان يمحي بصدق لحظة من لحظات الامهم عبر فضحه لتلك الممارسات التي انهكت الناس وحطمت افئدة الامهات

تدور احداث الفلم حول المخرج المسرحي المهتم بمسرح الطفل كارلوس الذي يؤدي دوره ( انتونيو باندرياس) والذي تختفي زوجته الصحفية في احد الايام بدون اي سبب يذكر سوى لانها كتبت مقالة طالبت فيه الحكومة الكشف عن مصير مجموعة من الطلاب والذين اختفو لمجرد انهم قد تظاهرو مطالبين بتقليل اجرة الباص الحكومي ، لكن كارلوس لم يكن يعلم ان اختفاء زوجته سوف يمنحه مقدرة ذاتية في الاستبصار لمعرفة الركان الحقيقة في واقع السلطة الاثيم مما يفتح له بابا جديدا يطلع من خلاله على كم الماساة وحجم الالم الذي تحمله نفوس ابناء المجتمع الى ان يصل امره الى السلطات التي لاتكتفي بزوجته بل تقدم على اعتقال ابنته التي تتعرض بدورها الى شتى انواع التعذيب ولتقتل اخيرا مع مجموعة من النساء في احدى المناطق النائية بعيدا ، صورة قاتمة تلك التي يقدمها الفلم والتي تنتهي بهروب الزوجة من معتقلها وان تلتقي به بفضل تلك الحالة الاستبصارية التي المت به



تلك هي الخيوط الاساسية التي يسير عليها فلم معتقدات ارجنتينية للكاتب والمخرج (كرستوفر هامبتون) والذي يستمد تفاصيله الموضوعية من الحقائق والوثائق التاريخية عندما يمزج صانع العمل الوثيقة الصورة بعالم الفلم الافتراضي ليخلق جدولا ينساق معه المتلقي في عالم الحدث ، على الرغم من بعض الارباكات التنفيذية التي اخلت بالبناء الدرامي للحدث كحديقة المنزل وتجمع قارئ الغيب وعدم استعلام الشرطة عن ذلك التجمع في وقت حظر فية التجمع مما اخرج المتلقي من مسار الارتباط بالحدث واثار تساؤلات لايمكن ان يتجاوزها صانع عمل توفرت له الامكانات المادية والبشرية لتقديم فلم يجب ان يكون متكامل كحد ادنى وخصوصا انه يبحث في مرحلة تاريخية . ولكن ومما يجدر به القول فانه كفلم يستحق المشاهدة

No comments

Powered by Blogger.