رمال الأردن.. لوحة داخل قارورة

وادي رام، السياحة في وادي رام، السياحة في الأردن، الأردن رمال، وادي عربة، البتراء، اجمل مناطق في الأردن، أسرار البتراء، البتراء من عجائب الدنيا السبع

حرفة تقليدية تنتظر السياح
حبيبات رمل ملونة ودقيقة ذات تشكيلات متداخلة، تعكس لوحة داخل قارورة زجاجية متعددة الأشكال والتصاميم والأحجام، سلك ومدك ومحقان. هذه هي أدوات الحرفي الذي يتفنن في صناعة زجاجات الرمال الملونة كتذكار، وتحفة جميلة، تشكلها أيدي صناع حرفيين، دأبوا على مثل هذه الصناعات.
يتخذ هؤلاء الفنانون الحرفيون من جنبات الطرق في الأماكن السياحية في عدة دول موقعا لهم، يفترشون المكان بطاولة تمتلئ بالقوارير الزجاجية بأحجام وأشكال متنوعة مع معداتهم البسيطة.
الأردن إحدى الدول التي تتخذ من هذه الحرفة فنا خاصا، يستقطب إعجاب الزوار ممن يتابعون دقة العمل.
يعود تاريخ المهنة إلى العشرينيات من القرن الماضي، وانطلقت من البتراء وجرش ومادبا حتى وصلت إلى كافة المدن الأردنية. يستغرق تعلم المهنة عاما تقريبا، حسب مهارة الفنان، وإن كان البدء بها مبكرا أفضل، حيث الإتقان والإبداع في التركيبات، من خلال ملء قارورة الزجاج بالرمال. يعود مصدر الرمال إلى جرش والبتراء والعقبة ووادي رم، لأن تربتها ملونة، مثل اللون البرتقالي والوردي، أما الرمل الأزرق فيصبغ بلون اصطناعي، ما يعني وجود نوعين من الرمال ذات الألوان الطبيعية، وتجلب من الصحراء والأماكن الجبلية، ويقدر أنواعها بحوالي عشرة ألوان طبيعية، والنوع الثاني من الرمال المصبوغة بمواد أخرى لاستخراج ألوان جديدة ومبتكرة.
تتميز زجاجات الرمل الملون بأشكالها ورسوماتها الدقيقة المستوحاة من الطبيعة، وتبدو الرمال بشكل محايد، كل لون محدد من حيث حيز المساحة في القارورة، ما يثير لدىك تساؤلا، حيث لا تمتزج وتختلط الرمال الملونة بعضها ببعض.
وتبدو متراصة بدقة متناهية في طبقات مكونة مناظر مختلفة للصحراء والجبال والسماء والشمس وغيرها من الرسومات..
أهم ما يستخدمه الحرفي في عمله، الرمال والزجاج والمحقان والمدك لرص الرمال، وكذلك يستخدم سلكا لكتابة الأسماء وتشكيل الرمال في الزجاجة من الداخل، كما أن من مميزات الحرفة تعلم صانعها الصبر لما يتطلب العمل من دقة. يتفنن هؤلاء بمزج الألوان وتشكيلها، ولعل مزيجها يعكس ذوق صانعها الذي يستغرق ما بين 5-10 دقائق للانتهاء من العمل.
بعض السياح يطلبون رسمة أو شكلا معينا أو كتابة اسم وسنة الميلاد، أو وضع صورته كتذكار لمن يهدونه، أو الاحتفاظ بها في ديكور المنزل، أو المكتب، وأحيانا تستخدم براويز بدلا عن القارورة، ولصق الرمل على البرواز بالغراء، لتبدو لوحة فنية بشكل ثان.
تنتشر هذه الحرفة الفنية في بلاد الشام والمغرب وتونس والسودان ودول أوروبية، وتتفاوت أسعارها تبعا لحجم القارورة وتشكيلتها الفنية.