فيروس الحصبة الألمانية يخترق جهاز الطفل العصبي.. فاحذروه

إصابة الأطفال بمرض الحصبة الألمانية يثير المخاوف بين الأطباء الذين يحذرون من تداعيات هذا المرض لجهة انتشاره بسرعة قياسية بين الصغار نظراً للعدوى السريعة التي تنتج عنه.

ويرى الأطباء أن الحصبة الألمانية تختلف عن المتعارف عليها إذ أن لها انعكاسات خطيرة قد تؤدي إلى اختلال عقلي عند الصغار وتأثيرات على المخ والجهاز العصبي، وعلى الأهل في هذه الحالة الإسراع إلى معالجة أطفالهم قبل استفحال المرض في الجسم، وبالتالي قبل انتشاره بين أفراد الأسرة، كما أنه يشكل خطراً على المرأة الحامل لأن الجنين سيكون معرضاً للتشوه الخلقي.

وينصح الأطباء بعزل الأطفال المصابين تجنباً للعدوى، ويأملون من الأهل عدم التردد في نقل أطفالهم إلى الطبيب المختص بعد أن تظهر بوادر الطفح الجلدي، المصاحبة لعوارض تشبه الأنفلونزا، ولا شك أن الكبار أيضاً يتأثرون بمضاعفات كثيرة لأنها تؤثر على المفاصل والجهاز المناعي وتصيب الجسم بالوهن والخمول الشديدين.

فهل صحيح أن الحصبة الألمانية خطيرة إلى هذا الحد؟.. لمعرفة كل المخاطر التي قد تنجم عن هذا الوباء كان لـ «أوان» إطلالة لمعرفة المضاعفات والأسباب وكيفية العلاج وذلك في سياق الحوارات الخاصة مع نخبة من الأطباء.

- الدكتور كمال عبدالإله يقول: الحصبة الألمانية مرض معد يصيب الأطفال والشباب من سن خمس سنوات وحتى سن 20 سنة وتنتشر غالبا في فصلي الشتاء والربيع.. وتعتبر الحصبة الألمانية عدوى شديدة الخطورة لأنها تنتشر بين الأطفال بسرعة شديدة وأن احتمالات انتقال العدوى تبدأ منذ ظهور الأعراض الأولى وتستمر حتى ظهور الطفح الجلدي بخمسة أيام، لذلك يجب على الآباء والأمهات أن يحترزوا منه ويسارعوا إلى عرض الطفل المصاب على الطبيب.

وعن أعراض المرض يقول: إنها تشبه أعراض البرد والإنفلونزا متمثلة في وجود رشح بالأنف، وارتفاع في درجة حرارة الجسم، والعطس.. ووهن في الجسم ووجود التهابات بالعين.. وكذلك ظهور بعض القرح في الفم وإن تزايد الإصابة يرجع إلى سوء التغذية والتلوث الشديد الذي يتعرض له الأطفال والأطعمة التي تُباع أمام المدارس والتي تحمل الكثير من الأمراض.

- أما المتخصصة في طب الأطفال الدكتورة فاتن عبدالفتاح فتقول: مرض الحصبة الألمانية يعد مرضاً فيروسياً مصحوباً بارتفاع درجة حرارة الجسم ويكون هناك طفح جلدي بسيط يحدث بعد فترة من وجود أعراض المرض لكن الطفح الجلدي يوضح أعراض هذا المرض.

وأضافت تكمن خطورة المرض عند إصابة السيدات الحوامل خصوصاً في الشهور الأولى من الحمل وهذا يزيد من احتمالات تشوه الجنين وتقل خطورة تعرض الجنين للتشوه في حال إصابة الأم في الشهور الأخيرة من الحمل، ومن الصعوبة في البداية اكتشاف مرض الحصبة الألمانية لأن أعراضه تتشابه مع أعراض البرد والتهاب الحلق، لكن أهم الأعراض تتمثل في الإصابة بطفح الجلد وعندها لابد من عزل المريض تحسباً من انتقال العدوى ويجب إعطاء المريض بعض الأدوية التي تخفض الحرارة.

وأكدت د.عبد الفتاح أن مرض الحصبة الألمانية يختلف عن العادية التي تنتشر بين الأطفال من سن سنتين إلى خمس سنوات، وتعرض الطفل لها هي عدوى خطيرة للغاية لكن مواجهتها سهلة في حال القيام ببعض الإجراءات الوقائية مثل سرعة عرض الطفل على الطبيب مع إعطائه بعض الأدوية التي تساعد في الحد من خطورة المرض.

ولفتت إلى أن خطورة المرض هي عندما يكون الطفل المصاب مريضاً بنقص المناعة وسوء التغذية لأن المرض في مثل هذه الحالة يتحكم في جسمه وبالتالي تقل قدرة المقاومة للتغلب على المرض نظراً لنقص المناعة، كما أن هناك خطورة أخرى للحصبة الألمانية إذا ما تعرضت المرأة الحامل لهذا المرض فعدا عن أنه قد يؤدي إلى تشوه الجنين، أيضاً هناك احتمالات في ولادة طفل يظل مصدراً للعدوى مع ارتفاع احتمالات الإصابة بالصفراء وتضخم الكبد،

ورأت أنه في حال إصابة الأم الحامل فإن الطبيب يقرر إما التخلص من الجنين أو إكماله بعد إعطائها تطعيماً جاهزاً وهو يختلف عن التطعيم الذي يُعطى للأطفال، لذلك يجب على الحامل إجراء تحاليل الفيروس في بداية الحمل للتأكد من قدرتها على إكمال الحمل كما أن التطعيم ضد الحصبة الألمانية يجب أن يُعطى قبل مرور عام على سن الطفل وتحديداً من سن تسعة أشهر لأن المرض نادراً ما يصيب الأطفال ممن هم دون هذه السن.

كريات الدم

- أما أستاذ طب الأطفال الدكتورة آمال البشلاوي فتقول: إن العديد من الإحصائيات التي أجريت عن انتشار مرض الحصبة الألمانية لدى الأطفال أكدت أن السبب الرئيس في ذلك يرجع إلى سوء التغذية وتناول أغذية تؤثر على الجهاز المناعي للجسم وتضعف مقاومته للمرض.

واعتبرت أن هناك دراسة أكدت أن 60 % من الأطفال لا يتناولون وجبات غذائية متكاملة العناصر كذلك من الأسباب المباشرة للإصابة بالحصبة الألمانية تناول أطعمة بها مكسبات طعم ولون وُضعت في الغذاء للتغطية على بعض العيوب، وعند تناول تلك المواد تؤدي إلى تكسير كريات الدم الحمراء وتجعل الجسم في حالة وهن شديد، لذلك إن كل الحالات التي تُعرض علينا نوصي أولياء الأمور بالتركيز على التغذية السليمة ومنع الطفل من تناول الأطعمة التي تُباع في الشارع لأنها تحمل الكثير من السموم.

No comments

Powered by Blogger.