تسلق الجبال.. سيّد هوايات المغامرات

إبراهيم أبوالنور
البعض يصفهم بـ «المجانين»، وآخرون يصفونهم بـ«العاطلين»، والمنصفون يقدرون عشقهم لهذه الهواية الخطِرة.. أما هؤلاء المغامرون فلا يلتفتون كثيرا لما يُقال، فكل ما يعنيهم هو أن يمضوا قُدما في ممارسة هوايتهم التي يُجمعون على أنهم يشعرون معها بشيء مختلف، إنهم متسلقو الجبال الذين وجدوا في استكشاف الطبيعة ضالتهم وعشقهم لكل ما هو صعب وغريب.



وترتبط هذه الرياضة بشغف ارتقاء المرتفعات، وحب المغامرة التي تصل لحد المخاطرة، وعشق الطبيعة وقد بدأت تقريبا في العام 1854، وتم تسلق قمة إيفرست الأعلى في العالم بارتفاع 8848 مترا لأول مرة في العام 1953، عندما قام «إدموند بيرسيفال هيالري» و«تتزيج نورجاي» بتسلقها بقيادة «هنري سيسيل جون هانت».

محبو هذا النوع من المغامرات لابد أن يتصفوا بسمات خاصة كالقوة واللياقة البدنية العالية، والقدرة على تحمل المواجهات الصعبة، وسرعة البديهة فضلا عن خفة الحركة واستطاعة حفظ التوازن، وبعد كل ذلك تأتي ضرورة معرفة تقنيات التسلق وأدواتها وكيفية استخدام تلك الأدوات، وهي تتنوع بين ملابس خاصة بحسب الظروف الجوية، وحذاء خاص بالتسلق، وحبال تتسم بالطول وخفة الوزن إلى جانب المتانة وحلقات معدنية وكرابينة (بندقية صغيرة) ومطرقة خاصة وبعض أدوات أخرى للإسعافات الأولية، وهذه الأدوات في تطور مستمر فهي لابد أن تتسم بالقوة مع خفة الوزن لكي يسهل على المتسلق حملها معه. وهناك نوعان من التسلق، أولهما: «التسلق الكلاسيكي» بمعنى أن يتم تسلق الجبل عبر ممراته المتعرجة، والتي يعرفها الأدلاء الذين يرافقون المغامرين في رحلاتهم، وصولا إلى القمّة المنشودة، أما النوع الآخر من التسلق فهو «التسلق الوعر» وهو أن يقوم المتسلق بارتقاء الجبل من خلال التمسك بالصخور بيديه وقدميه بعد أخد الاحتياطات الازمة، إذ أن هذ النوع من التسلق أكثر إجهادا وأشد خطورة.

والغاية لأي متسلق هي صعود قمة إيفرست، أما الغاية الأسمى فهي تنفيذ برنامج «القمم السبع» (The seven summits) حيث يقوم المتسلق بصعود القمة الأعلى في كل قارة.

ومن الطقوس التي يقوم بها المتسلق بعد إتمام المهمة والصعود إلى القمة هي نصب علم وطنه وإلتقاط الصور إلى جانبه، إضافة إلى إلتقاط الصور مع شركائه في الرحلة حيث تمثل هذه الصور ذكريات طيبة لهم بعد ذلك.

No comments

Powered by Blogger.