تطبيقات الويب تقول وداعاً للكمبيوترات المركزية
تساؤلات عديدة تطرح اليوم في عالم البرامج والتطبيقات اليومية، إلا أن أهمها ما يتعلق بالبنية المعتمدة على المتصفحات Browser Based Applications إن كانت هي الأفضل أم لا. بالنسبة للمستخدمين في قطاع الأعمال هناك عدة مشاكل واضحة في استخدام التطبيقات المعتمدة على الويب،
تتلخص بالتوافر Availability ، الدعم Support، الأمن Security، والدمج Integration . اختناقات الشبكة أو أعمال الصيانة أو عدم توافر الخدمة Outage أمور من شأنها أن تجعل حتى أكثر التطبيقات المعتمدة على الويب ثباتاً غير متوافرة.
بالنسبة للمستهلك قد يكون هذا غير ملائم أو مزعجاً بعض الشيء، أما بالنسبة لقطاع الأعمال فإن هذه المشاكل تكلف المال فعلياً، ولا يمكن القبول بها، كما أن غياب الدعم الفني الهاتفي أيضاً أمر غير مقبول في قطاع الأعمال, حيث إن معظم التطبيقات المعتمدة على الويب تستخدم نظام دعم فني يعتمد على الويب أيضاً، إما من خلال المنتديات Forums أو قاعدة المعارف Knowledge Base أو من خلال الدعم على الموقع نفسه، وفي كل الأحوال ذلك يعني زمناً ضائعاً باهظ التكلفة بينما تنتظر الشركات حلاً لمشاكلها.
إحدى النواحي الأكثر أهمية في قطاع الأعمال هي الأمن Security، بحكم بنيتها الأساسية تقوم التطبيقات المعتمدة على الويب بإرسال واستقبال البيانات الخاصة بها من خلال شبكة الإنترنت المفتوحة.
ورغم التحديثات ورزم التعديلات المستمرة فإن متصفحات الإنترنت تبقى عرضة للاختراق ولو بشكل نسبي، واحتمال أن تتعرض معلومات حساسة للاعتراض أو أن ترسل إلى الشخص الخطأ يزداد بشكل طبيعي عندما يتم تخزين هذه الملفات ولو مؤقتاً على مواقع إنترنت بعيدة مقارنةً بالمخاطر المحدودة لتخزينها على القرص الصلب الخاص بالمستخدم أو على الشبكة المحلية.
حلول معقولة
إحدى الثغرات الأمنية الأخرى التي تعاني منها التطبيقات المعتمدة على الويب هي مدى اعتمادية الشركات المقدمة لمثل هذه الخدمات، من المسلم به أن وجود عدد كبير من الشركات المتنافسة التي تقدم نفس الخدمات إلى الزبائن يعني أن بعض هذه الشركات عاجلاً أم آجلاً سيتعرض للإفلاس والاختفاء مما يعرض الزبائن المتعاملين معها إلى خطر خسارة تطبيقاتهم، وأية ملفات محفوظة لدى الشركة التي اختفت. حتى لو بقيت الشركة موجودة وخدماتها قائمة فلا شيء يضمن لك أن الشركة ستستمر في تقديم الخدمات ذاتها بذات الكلفة التي اتخذت على أساسها قرار الاستفادة من خدمات الشركة، حيث يمكن وبمنتهى السهولة أن تنتقل الخدمات التي تقدمها شركة ما من نموذج مجاني يعتمد على الإعلان في أرباحه إلى نموذج قائم على الاشتراك والدفع، كما يمكن للشركات التي تجنبت التعامل معها لأنها تعتمد على نظام الاشتراك مدفوع الثمن أن تخفض أسعار خدماتها بشكل كبير جداً، بحيث تصبح خياراً أفضل بكثير من خيارك الأصلي، وفي كل الأحوال فإن تلك الشركات غير ملزمة بتسهيل عملية انتقالك من خدماتها إلى خدمات شركة أخرى.
لذا فإن أحد الحلول الأكثر قبولاً اليوم للتطبيقات التي تعتمد نظام AJAX في قطاع الأعمال هو أن تقوم الشركات بتحميل هذا النوع من البرمجيات على الشبكة الداخلية الخاصة بها بدلاً من أن تعتمد التطبيقات المحملة على شبكة الإنترنت، وبالفعل فإن هذه الطريقة تؤمن مزجاً يكاد يكون مثالياً بين مزايا الأمن والاعتمادية التي تقدمها البرامج التقليدية ومزايا انخفاض التكلفة وسهولة الوصول التي تقدمها تطبيقات الويب. لهذا السبب نجد أن تطبيقات كثيرة من تلك التي كانت معتمدة على الويب بدأت الآن تحاول شق طريقها في هذا الاتجاه، حيث نجد على سبيل المثال لا الحصر أن رزمة ThinkFree باتت متوافرة بنسخة تعرف بـالنسخة الخاصة بالمخدمات Server Edition التي تنصب على المخدم الخاص بالشبكة المحلية، ويمكن لأي جهاز على هذه الشبكة الاستفادة من تطبيقاتها عن بعد.
لكن الجهات الأكثر أهمية في هذا القطاع على الأرجح Adobe و Microsoft. حيث إن مشروع Adobe المعروف باسم Apollo والذي من المتوقع أن يتم إصداره لاحقاً هذا العام يسمح للمطورين ببرمجة التطبيقات باستخدام AJAX أو Flash ومن ثم تطبيقها إما على الكمبيوتر بشكل تقليدي أو على الويب.
Microsoft تنافس في هذا المجال بقوة أيضاً، إذ إن منصتها المعروفة بـ Windows Presentation Foundation والتي تعرف اختصاراً بـ WPF إضافةً إلى مؤثر WPF Everywhere والذي يعرف اختصاراً بـ WPF/E Plugin يأخذان خطاً مماثلاً تماماً، فهما يزودان المطورين بمجموعة أدوات تستطيع بناء تطبيقات خاصة بالكمبيوترات Desktop Applications، أو تطبيقات خاصة بالويب أو تطبيقات هجينة بين النوعين.
وبينما تقوم التطبيقات المحملة على الإنترنت Online Applications بإزالة الحواجز بين البرامج Software وخدمات الويب Web Services فإن تقنيات الواقع الافتراضي Virtualization Technology (تشغيل عدة آلات افتراضية على العتاد نفسه)، من شأنها أن تزيد الأمور اختلاطاً وتشابكاً. بحيث نجد د.جوزيف ريجر الذي يشغل منصب CTO في شركة Fujitsu Siemens يقول بوضوح: «يمكن لهذه التقنية أن تلغي وجود الكمبيوتر كهيكل أو كجهاز». وهو بهذا يشير بوضوح إلى نظام U3 الذي قدمته SANdisk والذي يسمح لك بتخزين كل إعدادات البريد الإلكتروني والكمبيوتر الشخصي على ذاكرة فلاش محمولة. حيث يعتقد د.ريجر أن ذاكرة فلاش بسعة 30GB مثلاً ستسمح لنا بتخزين آلات افتراضية Virtual Machines كاملة على بطاقة ذاكرة صغيرة واحدة، بحيث يمكننا عندها النفاذ إلى آلتنا الافتراضية هذه من خلال أي نوع من أنواع الأجهزة. في حال تمكنا من تخزين بيئة عمل المستخدم كاملة بكل عناصرها من نظام تشغيل وبرامج وإعدادات على بطاقة ذاكرة خارجية صغيرة سهلة الحمل، فإن الحاسب الشخصي عندها لن يكون أكثر من قشرة بسيطة أو مضيف لهذه البطاقة لا أكثر.
أحد الأمثلة أيضاً على ما يمكن أن تقدمه برامج الواقع الافتراضي هو القصة المعروفة لتشغيل نظام Mac OS من Apple على الكمبيوترات الشخصية التقليدية التي تعتمد نظام Windows أو على العكس تشغيل نظام ويندوز على الكمبيوترات التي تنتجها Apple.
بعد انتقال Apple إلى استخدام معالجات Intel أصبح باستطاعة كمبيوترات Apple من شتى الأنواع أن تشغل نظام تشغيل ويندوز بسهولة ويسر، إما من خلال أداة Apple Boot Camp التي قدمتها Apple أو من خلال برامج الآلات الافتراضية كبرنامج Parallels Desktop. لكنك في كل الأحوال ستبقى بحاجة إلى شراء نسخة ويندوز من مايكروسوفت التي تملك بدورها برنامج الواقع الافتراضي الخاص بها المعروف باسم Virtual PC 2007 والذي يمكن لمستخدمي Windows الحصول عليه مجاناً.
كمحصلة للكمبيوترات الأرخص ووسائط التخزين الرخيصة والاتصالات متدنية الكلفة أصبح بإمكان المؤسسات المختلفة أن تبني مراكز معلومات عملاقة باستخدام عتاد تقليدي متوافر للجميع، وبالتالي أصبح بإمكان هذه المؤسسات أن تقدم الخدمات المعتمدة على الويب لأعداد ضخمة بالفعل من المستخدمين بكلف متدنية. ولكن هل هذا يعني أن نظام التشغيل الخاص بالكمبيوترات المكتبية أياً كان نوعه سيصبح جزءاً من الماضي في وقت قريب!!
خدمات معتمدة
كل من مايكروسوفت ومنافسيها يؤمن أن التقنية وطرق استخدامها تتغير تدريجياً من خلال اتصالات الإنترنت السريعة الدائمة والخدمات المعتمدة على الويب، لكن مايكروسوفت تؤمن أيضاً أن سطح المكتب التقليدي Traditional Desktop سواءً كان ممثلاً بكمبيوتر شخصي يحمل نظام Windows أو كان أداةً أخرى يسيرها نظام ويندوز أيضاً سيبقى هو العنصر المسيطر لفترة طويلة من الزمن. وهو ما يعبر عنه راي اوزي نفسه حين يلخص فلسفة مايكروسوفت في هذا المجال بمنتهى الوضوح قائلاً: «قبل 25 سنة من الآن ومع بداية ثورة الكمبيوتر الشخصي تنبأ البعض بموت الكمبيوترات المركزية Mainframe مع تطور الكمبيوتر الشخصي، لكن ذلك لم يحدث كما هو معلوم للجميع، اليوم أيضاً نسمع بعض المتطرفين الذين يؤمنون أن كل برنامج سيتم النفاذ إليه مستقبلاً عبر متصفح ويب، وأن كل شيء سينتقل إلى هذه الغيمة الإلكترونية الضخمة. إن مركز المعلومات في المؤسسة الكبرى سيذهب إلى غير رجعة وأنك ستأتمن أطرافاً ثالثة على المعلومات والأنظمة الخاصة بعملك. وهذا أمر يصعب تصديقه أو الموافقة عليه بالنسبة لأي مؤسسة أو شركة ذات قيمة. إن خدماتنا لن تكون منفصلة عن التطبيقات الموجودة حالياً، لكنها بدلاً من ذلك ستصمم لتكمل وتوسع وظائف تطبيقات Windows و Office الخاصة بنا لتمتد إلى الإنترنت».
يرى البعض أن وجهة نظر مايكروسوفت هي الأكثر إقناعاً في هذا المجال، وأن قلة قليلة من البرمجيات المعتمدة على الويب الموجودة حالياً يمكن اعتبارها منافسة جدية للبرامج التقليدية المستخدمة اليوم أو في المستقبل القريب. النموذج الحالي يتبنى مبدأ البرنامج الواحد القادر على القيام بكل شيء في مجال ما. ففي حال انتشر هذا النوع من التطبيقات المتخصصة يمكن أن نجد أن كل وظيفة من وظائف نظام التشغيل التقليدية يمكن القيام بها من خلال أداة برمجية خاصة بها معتمدة على الويب، بحيث لا يبقى من نظام التشغيل سوى واجهة أو قشرة رقيقة مهمتها التخاطب مع العتاد الصلب للكمبيوتر أو الأداة الذكية المستخدمة. وكلما كانت هذه الواجهة أبسط كان النظام أكثر أمنا،ً بحيث تكفي عملية إعادة تنصيب بسيطة تتم خلال ثوان باستخدام ذاكرة تخزين من نوع فلاش لحل أي مشكلة قد تصادفك من دون أن تخسر شيئاً من ملفاتك أو إعداداتك أو برامجك.
تطبيق الويب آفاق واسعة لتنوع تقني (أرشيف)
تتلخص بالتوافر Availability ، الدعم Support، الأمن Security، والدمج Integration . اختناقات الشبكة أو أعمال الصيانة أو عدم توافر الخدمة Outage أمور من شأنها أن تجعل حتى أكثر التطبيقات المعتمدة على الويب ثباتاً غير متوافرة.
بالنسبة للمستهلك قد يكون هذا غير ملائم أو مزعجاً بعض الشيء، أما بالنسبة لقطاع الأعمال فإن هذه المشاكل تكلف المال فعلياً، ولا يمكن القبول بها، كما أن غياب الدعم الفني الهاتفي أيضاً أمر غير مقبول في قطاع الأعمال, حيث إن معظم التطبيقات المعتمدة على الويب تستخدم نظام دعم فني يعتمد على الويب أيضاً، إما من خلال المنتديات Forums أو قاعدة المعارف Knowledge Base أو من خلال الدعم على الموقع نفسه، وفي كل الأحوال ذلك يعني زمناً ضائعاً باهظ التكلفة بينما تنتظر الشركات حلاً لمشاكلها.
إحدى النواحي الأكثر أهمية في قطاع الأعمال هي الأمن Security، بحكم بنيتها الأساسية تقوم التطبيقات المعتمدة على الويب بإرسال واستقبال البيانات الخاصة بها من خلال شبكة الإنترنت المفتوحة.
ورغم التحديثات ورزم التعديلات المستمرة فإن متصفحات الإنترنت تبقى عرضة للاختراق ولو بشكل نسبي، واحتمال أن تتعرض معلومات حساسة للاعتراض أو أن ترسل إلى الشخص الخطأ يزداد بشكل طبيعي عندما يتم تخزين هذه الملفات ولو مؤقتاً على مواقع إنترنت بعيدة مقارنةً بالمخاطر المحدودة لتخزينها على القرص الصلب الخاص بالمستخدم أو على الشبكة المحلية.
حلول معقولة
إحدى الثغرات الأمنية الأخرى التي تعاني منها التطبيقات المعتمدة على الويب هي مدى اعتمادية الشركات المقدمة لمثل هذه الخدمات، من المسلم به أن وجود عدد كبير من الشركات المتنافسة التي تقدم نفس الخدمات إلى الزبائن يعني أن بعض هذه الشركات عاجلاً أم آجلاً سيتعرض للإفلاس والاختفاء مما يعرض الزبائن المتعاملين معها إلى خطر خسارة تطبيقاتهم، وأية ملفات محفوظة لدى الشركة التي اختفت. حتى لو بقيت الشركة موجودة وخدماتها قائمة فلا شيء يضمن لك أن الشركة ستستمر في تقديم الخدمات ذاتها بذات الكلفة التي اتخذت على أساسها قرار الاستفادة من خدمات الشركة، حيث يمكن وبمنتهى السهولة أن تنتقل الخدمات التي تقدمها شركة ما من نموذج مجاني يعتمد على الإعلان في أرباحه إلى نموذج قائم على الاشتراك والدفع، كما يمكن للشركات التي تجنبت التعامل معها لأنها تعتمد على نظام الاشتراك مدفوع الثمن أن تخفض أسعار خدماتها بشكل كبير جداً، بحيث تصبح خياراً أفضل بكثير من خيارك الأصلي، وفي كل الأحوال فإن تلك الشركات غير ملزمة بتسهيل عملية انتقالك من خدماتها إلى خدمات شركة أخرى.
لذا فإن أحد الحلول الأكثر قبولاً اليوم للتطبيقات التي تعتمد نظام AJAX في قطاع الأعمال هو أن تقوم الشركات بتحميل هذا النوع من البرمجيات على الشبكة الداخلية الخاصة بها بدلاً من أن تعتمد التطبيقات المحملة على شبكة الإنترنت، وبالفعل فإن هذه الطريقة تؤمن مزجاً يكاد يكون مثالياً بين مزايا الأمن والاعتمادية التي تقدمها البرامج التقليدية ومزايا انخفاض التكلفة وسهولة الوصول التي تقدمها تطبيقات الويب. لهذا السبب نجد أن تطبيقات كثيرة من تلك التي كانت معتمدة على الويب بدأت الآن تحاول شق طريقها في هذا الاتجاه، حيث نجد على سبيل المثال لا الحصر أن رزمة ThinkFree باتت متوافرة بنسخة تعرف بـالنسخة الخاصة بالمخدمات Server Edition التي تنصب على المخدم الخاص بالشبكة المحلية، ويمكن لأي جهاز على هذه الشبكة الاستفادة من تطبيقاتها عن بعد.
لكن الجهات الأكثر أهمية في هذا القطاع على الأرجح Adobe و Microsoft. حيث إن مشروع Adobe المعروف باسم Apollo والذي من المتوقع أن يتم إصداره لاحقاً هذا العام يسمح للمطورين ببرمجة التطبيقات باستخدام AJAX أو Flash ومن ثم تطبيقها إما على الكمبيوتر بشكل تقليدي أو على الويب.
Microsoft تنافس في هذا المجال بقوة أيضاً، إذ إن منصتها المعروفة بـ Windows Presentation Foundation والتي تعرف اختصاراً بـ WPF إضافةً إلى مؤثر WPF Everywhere والذي يعرف اختصاراً بـ WPF/E Plugin يأخذان خطاً مماثلاً تماماً، فهما يزودان المطورين بمجموعة أدوات تستطيع بناء تطبيقات خاصة بالكمبيوترات Desktop Applications، أو تطبيقات خاصة بالويب أو تطبيقات هجينة بين النوعين.
وبينما تقوم التطبيقات المحملة على الإنترنت Online Applications بإزالة الحواجز بين البرامج Software وخدمات الويب Web Services فإن تقنيات الواقع الافتراضي Virtualization Technology (تشغيل عدة آلات افتراضية على العتاد نفسه)، من شأنها أن تزيد الأمور اختلاطاً وتشابكاً. بحيث نجد د.جوزيف ريجر الذي يشغل منصب CTO في شركة Fujitsu Siemens يقول بوضوح: «يمكن لهذه التقنية أن تلغي وجود الكمبيوتر كهيكل أو كجهاز». وهو بهذا يشير بوضوح إلى نظام U3 الذي قدمته SANdisk والذي يسمح لك بتخزين كل إعدادات البريد الإلكتروني والكمبيوتر الشخصي على ذاكرة فلاش محمولة. حيث يعتقد د.ريجر أن ذاكرة فلاش بسعة 30GB مثلاً ستسمح لنا بتخزين آلات افتراضية Virtual Machines كاملة على بطاقة ذاكرة صغيرة واحدة، بحيث يمكننا عندها النفاذ إلى آلتنا الافتراضية هذه من خلال أي نوع من أنواع الأجهزة. في حال تمكنا من تخزين بيئة عمل المستخدم كاملة بكل عناصرها من نظام تشغيل وبرامج وإعدادات على بطاقة ذاكرة خارجية صغيرة سهلة الحمل، فإن الحاسب الشخصي عندها لن يكون أكثر من قشرة بسيطة أو مضيف لهذه البطاقة لا أكثر.
أحد الأمثلة أيضاً على ما يمكن أن تقدمه برامج الواقع الافتراضي هو القصة المعروفة لتشغيل نظام Mac OS من Apple على الكمبيوترات الشخصية التقليدية التي تعتمد نظام Windows أو على العكس تشغيل نظام ويندوز على الكمبيوترات التي تنتجها Apple.
بعد انتقال Apple إلى استخدام معالجات Intel أصبح باستطاعة كمبيوترات Apple من شتى الأنواع أن تشغل نظام تشغيل ويندوز بسهولة ويسر، إما من خلال أداة Apple Boot Camp التي قدمتها Apple أو من خلال برامج الآلات الافتراضية كبرنامج Parallels Desktop. لكنك في كل الأحوال ستبقى بحاجة إلى شراء نسخة ويندوز من مايكروسوفت التي تملك بدورها برنامج الواقع الافتراضي الخاص بها المعروف باسم Virtual PC 2007 والذي يمكن لمستخدمي Windows الحصول عليه مجاناً.
كمحصلة للكمبيوترات الأرخص ووسائط التخزين الرخيصة والاتصالات متدنية الكلفة أصبح بإمكان المؤسسات المختلفة أن تبني مراكز معلومات عملاقة باستخدام عتاد تقليدي متوافر للجميع، وبالتالي أصبح بإمكان هذه المؤسسات أن تقدم الخدمات المعتمدة على الويب لأعداد ضخمة بالفعل من المستخدمين بكلف متدنية. ولكن هل هذا يعني أن نظام التشغيل الخاص بالكمبيوترات المكتبية أياً كان نوعه سيصبح جزءاً من الماضي في وقت قريب!!
خدمات معتمدة
كل من مايكروسوفت ومنافسيها يؤمن أن التقنية وطرق استخدامها تتغير تدريجياً من خلال اتصالات الإنترنت السريعة الدائمة والخدمات المعتمدة على الويب، لكن مايكروسوفت تؤمن أيضاً أن سطح المكتب التقليدي Traditional Desktop سواءً كان ممثلاً بكمبيوتر شخصي يحمل نظام Windows أو كان أداةً أخرى يسيرها نظام ويندوز أيضاً سيبقى هو العنصر المسيطر لفترة طويلة من الزمن. وهو ما يعبر عنه راي اوزي نفسه حين يلخص فلسفة مايكروسوفت في هذا المجال بمنتهى الوضوح قائلاً: «قبل 25 سنة من الآن ومع بداية ثورة الكمبيوتر الشخصي تنبأ البعض بموت الكمبيوترات المركزية Mainframe مع تطور الكمبيوتر الشخصي، لكن ذلك لم يحدث كما هو معلوم للجميع، اليوم أيضاً نسمع بعض المتطرفين الذين يؤمنون أن كل برنامج سيتم النفاذ إليه مستقبلاً عبر متصفح ويب، وأن كل شيء سينتقل إلى هذه الغيمة الإلكترونية الضخمة. إن مركز المعلومات في المؤسسة الكبرى سيذهب إلى غير رجعة وأنك ستأتمن أطرافاً ثالثة على المعلومات والأنظمة الخاصة بعملك. وهذا أمر يصعب تصديقه أو الموافقة عليه بالنسبة لأي مؤسسة أو شركة ذات قيمة. إن خدماتنا لن تكون منفصلة عن التطبيقات الموجودة حالياً، لكنها بدلاً من ذلك ستصمم لتكمل وتوسع وظائف تطبيقات Windows و Office الخاصة بنا لتمتد إلى الإنترنت».
يرى البعض أن وجهة نظر مايكروسوفت هي الأكثر إقناعاً في هذا المجال، وأن قلة قليلة من البرمجيات المعتمدة على الويب الموجودة حالياً يمكن اعتبارها منافسة جدية للبرامج التقليدية المستخدمة اليوم أو في المستقبل القريب. النموذج الحالي يتبنى مبدأ البرنامج الواحد القادر على القيام بكل شيء في مجال ما. ففي حال انتشر هذا النوع من التطبيقات المتخصصة يمكن أن نجد أن كل وظيفة من وظائف نظام التشغيل التقليدية يمكن القيام بها من خلال أداة برمجية خاصة بها معتمدة على الويب، بحيث لا يبقى من نظام التشغيل سوى واجهة أو قشرة رقيقة مهمتها التخاطب مع العتاد الصلب للكمبيوتر أو الأداة الذكية المستخدمة. وكلما كانت هذه الواجهة أبسط كان النظام أكثر أمنا،ً بحيث تكفي عملية إعادة تنصيب بسيطة تتم خلال ثوان باستخدام ذاكرة تخزين من نوع فلاش لحل أي مشكلة قد تصادفك من دون أن تخسر شيئاً من ملفاتك أو إعداداتك أو برامجك.
تطبيق الويب آفاق واسعة لتنوع تقني (أرشيف)
Post a Comment