زينب نجم مال الله
( شحادك يا المسمار قال المطرقة )..هذا هو لسان حال معظم النساء اللائي وقعن بين فكي القروض، ودفعتهن حاجتهن الماسة بمختلف مبرراتها الى الاقتراض من البنوك، لسد العجز المالي الناتج عن مسايرة متطلبات العصر الراهن، ومجاراة المظاهر التي باتت سمة تميز حياة الكويتيين والكويتيات الذين يولون اهتماما كبيرا للكماليات، وينفقون أموالاً طائلة على الاشياء غير الاساسية في حياتهم مثل السيارات الفارهة والسفر إلى أوروبا وأوضاعهم المادية متواضعة، ومنطلقهم في ذلك هو الخوف من حدوث شرخ في الصورة التي دأبوا على تلميع ظهورها في عيون الآخرين .
لا تكترث معظم النساء بعواقب الأمور، مندفعات باتجاه موضة القروض التي دمرت معظم الاسر، هذا التيار عصف بحياتهن واغرق المركب بأكمله ، وحينها لا ينفع الندم ولا تشفع لهن لحظات سعادة لم يكتب لها عمر مديد، وأجهضتها استحقاقات القروض، التي أدخلت المستفيد منها في نفق مظلم من سلسلة القروض، آملات أن يرين نورا في نهاية المشوار، بيد أن ظلام القروض وفوائدها المتراكمه أحكمت سيطرتها على المقترضة، ودفعتها الى هوة سحيقة يصعب علىها التخلص من قبضتها بسهولة .
من تصمد في دوامة القروض تعش أياما سعيدة في البداية لكن السرور والبهجة يغادرانها بلا رجعة بعد تسديد أول قسط من القرض، فتقع في مأزق لم يكن (على البال او الخاطر )، فلا تستطيع التأقلم مع نمط حياتها الجديدة بعد أن حاصرتها الديون، واستقطعت جزءا كبيرا من راتبها لسداد استحقاقات البنوك والشركات الأخرى .
«أوان» تحدثت مع النساء اللواتي كشفن أسباب اقتراضهن..
في البداية قالت نوال محمد أن أهم أسباب اقتراضها هو حرصها على العيش بنفس مستوى قريناتها، خصوصا وأن المظهر العام قد أصبح أساس الحكم على الناس هذه الأيام، وتابعت أن الملابس باهظة الثمن والمنزل الفخم والسيارة ذات الطراز الحديث اشياء لايمكن الاستغناء عنها في الوقت الراهن، مضيفة انها لن تستغني عن هذا الأمور ولو كلفها ذلك الاقتراض (مليون مرة )، معللة ذلك بقولها (والله غيري مو أحسن مني).
غير سعيدة
وأشارت سارة خالد الى أن ظروف الحياة الصعبة هي التي دفعتها الى الاقتراض ، خصوصا وأن لديها أبناء لكل واحد منهم قائمة طلبات لا تنتهي.. وتابعت أنها غير سعيدة بوضعها الحالي على الرغم من اقتراضها، وذلك بسبب استقطاع جزء كبير من راتبها وبالتالي فإنها لا تستفيد من راتبها على الرغم من المجهود الذي تبذله طوال العام، إلا أنها أكدت أن الاقتراض (شر لابد منه). الاستقطاع مرفوض
من جانبها ذكرت مريم محمد أنها اقترضت لمساعدة زوجها في ترميم منزلهم ، نظرا لأن المنزل أصبح قديما وبحاجة الى العديد من الترميمات.. وتابعت أنه لولا الحاجة إلى هذا الامر لما اقترضت، لأنها لا تحبذ فكرة الاستقطاع من الراتب ، خصوصا وأن الراتب لا يكفي أصلا لمتطلباتهم، وقالت إنها تسعى لسداد قيمة القرض بأسرع وقت ممكن حتى تتخلص من هذا الهم.
الوعي مطلوب
واستنكرت خلود عيسى سعي المرأة الكويتية إلى المظاهر حتى ولو كان هذا الأمر على حساب استقطاع أغلب راتبها، وتابعت أن هذا الأمر أصبح مرضا جديدا انتشر بين النساء في هذا المجتمع، مضيفة أن المراة الكويتية يجب أن تعي أن القرض يجب أن يؤخذ للأمور الهامة وليس للصرف على المظاهر، والذي قد يكلفها الكثير من الاستقطاعات في سبيل تلميع صورتها في عيون الآخرين.
وقالت فجر عبدالله انها اضطرت للاقتراض بسبب طلبات بناتها التي لا تنتهي، خصوصا وان بناتها في سن المراهقة ولكل واحدة منهن احتياجات مختلفة. وتابعت انها لا تستفيد من راتبها بسبب استقطاع جزء كبير منه، لكنها اكدت انها لن تتوانى عن الاقتراض مرة أخرى حتى لاتشعر اي من بناتها بأنها أقل من قريناتها. عنود جاسم اشارت الى انها ترى اندفاع النساء الى الاقتراض لأجل البرستيج امرا (سخيفا)، وتابعت انها لم تقترض إلا للأمور الهامة، وان مجاراتها لقريناتها في الماديات امر لا يشغلها، فالأهم من وجهة نظرها هو راحتها وعدم تكدس الديون عليها .
البرستيج مهم
أريج خالد شاركت في الاستطلاع وقالت ان المرأة بطبعها تسعى الى الظهور بأحسن صورة حتى لو كلفها ذلك صرف راتبها بالكامل، وتابعت انها كغيرها من النساء لا تقبل ان ينظر لها نظرة اقل من قريناتها وبالتالي فإنها تلجأ للاقتراض كغيرها للحفاظ على صورتها، خصوصا وان الراتب لايكفي لسد احتياجاتها.
درس قاسٍ
سامية محمد ذكرت ان قصتها مع القروض قصة لن تنساها ابدا، خصوصا انها اعتادت ان تقارن بين حياتها والحياة التي تعيشها شقيقتها، لأن زوج شقيقتها من الأشخاص المحبين للمظاهر وبالتالي فإنه يسعى الى الظهور وزوجته وكأنهم (ملوك) .
وأضافت ان هذا الأمر اشعرها بالاستياء لأن مستوى معيشتها وزوجها اقل من مستوى شقيقتها، وبالتالي فقد لجأت للقروض دون علم زوجها، والذي بدوره ما إن علم بسبب اقتراضها حتى ضربها ضربا لن تنساه طوال حياتها .