بوليوود تغزو عالم الإنترنت لتحمي إنتاجها

تُعرف بوليوود بأنها دار السينما الأغزر إنتاجاً للأفلام في العالم، حيث تنتج قرابة ألف فيلم في السنة. ويُصنَّف جمهورها أيضاً على أنه من أكثر الجماهير امتداداً وتنوعاً، حيث تُشاهد الأفلام الهندية في أكثر من مئة دولة. وهذا يعود إلى حقيقة أن هناك أكثر من 25 مليون هندي يعملون في الخارج.

لكن أفلام بوليوود الناجحة قد يستغرق وصولها إلى الأسواق الأجنبية عدة أسابيع، وهذا يؤدي إلى خلق هوة شاسعة بين العرض والطلب تُملأ في أغلب الأحيان عن طريق القرصنة.
مشاهدة فيلم تشاباك تشابك chhapaak   متاحة الآن للمشاهدة على عدة مواقع افلام قامت بقرصنة النسخة الأولى من الفيلم
واخر الافلام التي تعرضت إلى القرصنة فيلم تشاباك /تشابك chhapaak  والذي تمت نشره للمشاهدة على مواقع الانترنت بشكل كبير.

 ويقدِّر المطلعون على كواليس صناعة السينما الخسارة السنوية التي تتكبدها شركات الإنتاج السينمائية الهندية بـ33 بالمئة من عائداتها، حيث إن العديد من النسخ غير الأصلية للأفلام تذهب إلى الأسواق الأجنبية.

وهناك حالياً بعض الجهود التي تبذلها اثنتان من كبريات دور صناعة الأفلام الهندية لجعل الأفلام متاحة عبر الإنترنت للأسواق الأجنبية، التي تكسب بوليوود من خلالها خُمس عائداتها. توجد حالياً مجموعة من المواقع التي توفِّر خدمة التحميل للأفلام الهندية، إلا أن مؤسستي «راشري غروب» و«إيروس إنترتينمنت» تطمحان إلى القيام بهذا الأمر على نطاق لم يسبق له مثيل، حيث ستمكِّنان عشاق السينما الهندية في جميع أنحاء العالم من مشاهدة آلاف الأفلام والبرامج التلفزيونية والفيديوكليبات الموسيقية. لكن هذه الطريقة لا يمكن تطبيقها على هوليوود لأنها حريصة جداً على محتويات الأعمال التي تنتجها إضافة إلى أنها تمتلك سوقاً محلية ضخمة.

بينما بالنسبة للهند فإن هذا الأمر يشكِّل المستقبل. في نوفمبر (تشرين الثاني) 2006 أطلقت شركة راشري على موقعها الفيلم الرومانسي (فيفاه Vivah) في نفس اليوم الذي وصل فيه إلى صالات السينما.

وبعد مضي أسبوع على عرضه الأول تبيَّن أنه شوهد أكثر من مليون مرة عبر الإنترنت.

وقد وصلت الأرباح الصافية لفيلم (فيفاه) عبر الإنترنت فقط إلى 4.5 ملايين دولار، أي ما يقارب ربع الأرباح الكلية التي حقَّقها. تقدِّم شركة راشري 375 فيلماً و1500 فيديو كليب و60 مسلسلاً تلفزيونياً، في عدد من اللغات الهندية. هذا ويستطيع المشاهدون الاختيار بين المشاهدة المجانية مع الإعلانات، أو المشاهدة من دون إعلانات، وفي هذه الحالة تتراوح الأسعار بين 99 سنتاً للفيديو كليب و9.99 دولارات بالنسبة لأحدث الأفلام.

هذا ويتم تحميل ما سعته 90 ألف غيغابايت من الأفلام شهرياً. وهناك حالياً خدمات التنزيل لأجهزة الهاتف المحمول. وبالنسبة للشركات والتجار ستتيح لهم هذه الخدمة إمكانية أكبر للوصول إلى أكبر عدد من المشاهدين.

يعتقد بارياتيا، المدير الإداري لذراع الإعلام والترفيه في شركة راشري، أن 90 بالمئة من الأفلام التي تُبث من قبل الشركة عبر الإنترنت تتم مشاهدتها في جميع أنحاء العالم. ويضيف أنهم في المستقبل سيعملون على إطلاق كل فيلم من أفلام بوليوود بشكل متزامن في دور السينما والإنترنت. من ناحية أخرى يعتقد مانو كاوشيش، نائب مدير شركة إيروس إنترتينمنت، أن التكنولوجيا قادرة على تغيير صناعة السينما ذاتها، حيث سيكون بمقدور الشركات المُنتجة تسويق أفلامها دون أن تتحمل أعباء وتكاليف التوزيع إلى دور السينما. لكن هذا لا يعني أن الإنترنت ستحل مكان صالات السينما في المستقبل القريب؛ إذ إن واحد بالمئة فقط من الهنود متاح لهم الدخول إلى الإنترنت عالي السرعة الذي يساعد على تحميل الأفلام. ويرى راجيف ماساند، المحرر المتخصص في مجال التسلية في قناة CNN-IBN، أن التكنولوجيا ستُحدث تغييرات في طريقة إطلاق الأفلام، وربما في طريقة صناعتها، إلا أن هذا لن يحدث بين ليلة وضحاها؛ إذ يبدو أن لسان حال دور صناعة السينما يقول في هذا الصدد إنه في التأني السلامة وفي العجلة الندامة. 

No comments

Powered by Blogger.