الباعة المتجولون .. خطر يهدد الجميع

تفشت في الآونة الأخيرة ظاهرة جديدة ومزعجة، والملاحظ أنها آخذة في الازدياد، ألا وهي ظاهرة الباعة المتجولين الذين يجولون ويسيحون في المناطق من دون رقيب ولا حسيب، يبيعون أي شيء يخطر على بال المستهلك، وقد زادت هذه الظاهرة، بعدما تجرأ بعض تلك الفئات من بيع الأفلام الإباحية على الشباب والمراهقين، ما يشير إلى أن المشكلة أصبحت خارج نطاق السيطرة، وهو وضع يفترض فيه التدخل من قبل الجهات المختصة مثل البلدية والداخلية للسيطرة على تلك الظاهرة التي تهدد حياة الناس.

«أوان» فتحت هذا الملف عبر رصدها ردود فعل المواطنين والمقيمين لمعرفة رأيهم حول تلك الظاهرة، ومدى تأثيرها في صحتهم وأسرهم، وأجمع المواطنون والمقيمون على خطورة تلك الظاهرة، مطالبين الجهات المسؤولة ممثلة في القيادات الأمنية بوزارة الداخلية ووزارة البلدية بمحاربة تلك الفئة والقضاء عليها، خصوصاً الذين يروجون لتلك الأفلام المخلة بالآداب.
تجارة غير مشروعة
ويقول المواطن يوسف فهد «بدأت ظاهرة الباعة المتجولين في الكويت بالانتشار، رغم الجهود الحثيثة التي تقوم بها الجهات المختصة من وزارة الداخلية والبلدية في الكويت، من خلال الحملات التي تشنها عليهم، وتقوم بالقبض بين الحين والآخر على بعض هؤلاء الباعة»، موضحا أن بعض المناطق التي تزخر بالوافدين أصبحت مرتعا لمثل هذه التجارة غير المشروعة.
ويؤكد: «يمارس الباعة المتجولون بعيدا عن أعين القانون، لما تمثله هذه التجارة من خطورة على حياة المواطنين والوافدين، حيث إن البضاعة رديئة من ناحية الجودة، لافتا إلى أن بعض تلك السلع هي من الأمور الأساسية في حياة الوافدين مثل المأكل والمشرب. يشير علي بدر مواطن ثلاثيني أن بعض المناطق في الكويت باتت ملاذا للفارين من وجه العدالة، فبعضهم لديه سجل إجرامي، ولم يجد وظيفة سوى البيع متجولا في مناطق الكويت المختلفة، ولاسيما الخارجية، ويعتبر علي أن منطقة جليب الشيوخ تصدرت قائمة المناطق المخالفة، ومن يدخل الى هذه المنطقة تقع عيناه على مجموعة من المشاكل بين مشهد أمني متدهور، وازدحام مروري، فضلا عن الباعة المتجولين الذين يملؤون أرجاء المكان، حيث أصبحت تعج هذه المنطقة بالعديد من النشاطات التجارية غير المشروعة، وعلى مرأى ومسمع من الجهات المسؤولة.
وأضاف علي «تشهد البلاد في الآونة الآخيرة جرائم غريبة، يرتكبها بعض الوافدين، احتجاجا على الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشونها، ناهيك عن المشاكل التي تواجه بعضهم من قبل الكفيل، أو من قبل شركاتهم الوهمية، بالإضافة إلى هرب بعضهم، وخاصة من الجنسيات الآسيوية، والذين امتهنوا التجارة الممنوعة. ويتفق يوسف الشريد مدرس يبلغ من العمر نحو 40 عاما مع من قبله بالرأي، قائلا: «باتت تعج بعض المناطق في الكويت بالمشاكل الكثيرة، والتي ليس لها حل، ومشكلة الباعة المتجولين من أكبر المشاكل الصحية التي يتعرض لها المواطن والمقيم حالياً»، مشيرا إلى ازدياد معدلات الجريمة بمختلف أنواعها، فضلا عن العمالة السائبة والعشوائية، التي تعد غالبيتها مخالفة لقانون الإقامة، والمتغيبين عن أرباب عملهم، والذين امتهنوا بعض الأعمال غير القانونية في أزقة وحواري هذه المنطقة المشبعة بالعمالة الفاسدة.
تشديد الرقابة
من جانبه قال الوافد المصري الجنسية محمد عبدالمنعم «يضطر الكثير من الوافدين في الكويت إلى اللجوء للباعة المتجولين، حيث تحقق لهم الربح والمكسب السريع، ويلجأ الباعة لهذا النشاط الممنوع نظراً للظروف المعيشية الصعبة التى يعيشونها.
ويضيف: «يعد غلاء أسعار السلع والأغذية من أصعب المعضلات التي تواجه الوافدين، فمن الضروري تشديد الرقابة على الأسواق والجمعيات التعاونية من قبل وزارة التجارة والصناعة حتى يتنسى للجميع فرصة الشراء بطريقة قانونية بعيدة عن الباعة المتجولين، فتشديد الرقابة من قبل الجهات المختصة يساعد بشكل فعال في القضاء على ظاهرة الباعة المتجولين.
من جانبه يقول المقيم حسام حسين: إن ظاهرة الباعة المتجولين أصبحت تشكل خطرا كبيرا على المجتمع الكويتي وبالأخص على العائلات الفقيرة، فهناك الكثير من المراهقين والشباب يلجؤون للباعة المتجولين لشراء ما يحلو لهم من أشياء محببة لهم بعيدة عن رقابة الأهل، وناشد الجهات المختصة والمتمثلة في وزارة الداخلية ووزارة البلدية بتشديد الرقابة حتى يتم القضاء على تلك الفئة، التي تروج الأفلام المخلة بالآداب وتبيعها للأطفال والمراهقين.

No comments

Powered by Blogger.