حساسية المرأة في صور خاصة

سورية - عبد الرزاق القادري
لطالما خصت المرأة في الشعر العربي والشعر العالمي عموماً بقصائد وابيات تتغزل بها وتصف محاسنها واطباعها، ولعل المرأة قلما ظهرت كشاعرة ذات حضور طاغ ما خلا بعض الشاعرات العربيات القلائل. إلا ان المفاهيم التحررية وتقدم الحياة وانفتاح المجتمع على افكار الغرب خاصة الاجتماعية منها اكد الحضور الانثوي في الشعر وظهرت بالتالي على الساحة مجموعة اسماء لنساء تميزن بقوة نصهن الشعري وعمق مضامينهن الفكرية والادبية. وقد يبدو حتى اليوم ان الشاعرة العربية لا تزال تعيش نوعاً من العزلة الارادية احياناً وربما القسرية رغم تسليط الضوء على نتاجها، من هنا كان لا بد من تكرار التجارب وتجديد اللقاءات التى تعمد الى نشر النص الشعري للمرأة في الدول العربية وهذا ما كان في دار الفنون في دمشق حيث احتضنت الدار مجموعة من الشاعرات العربيات في امسية دامت يومين تحت عنوان «شاعرات عربيات» استضاف 12 شاعرة عربية قدمن ما يزيد عن 53 قصيدة هنا بعض من شهاداتهن.. فتقول الشاعرة اللبنانية بانة بيضون: حول فكرة ملتقى شعر نسائي، اعتقد أن المقصود بالشعر النسائي تصنيف ليس له علاقة بالجنس، وإنما بحساسية شعر المرأة، والذين حضروا في هذا الملتقى لمسوا هذا الشيء.

أهم ما في هذه التجربة أننا شاعرات من بلدان عربيّة متعددة وننتمي إلى أكثر من جيل ومدرسة شعريّة، موضوعاتنا متنوعة، و كذلك هواجسنا، هذا الملتقى يحمل في طياته الكثير من التنوع فليس هناك شاعرة تشبه الأخرى، وفيه أيضاً الكثير من الحميمية فنحن كشاعرات اجتمعنا معاً لأول مرة خارج عزلتنا في مكان واحد، لنقدم في ذات الملتقى قصائد تشبهنا.

اما الشاعرة وفاء العمراني من المغرب فقد اعتبرت ان اللقاء ممتع رغم انه لا يدخل ضمن قناعاتها، تقول العمراني: «أنا لا أؤمن بأن الشعر والفن هو المجال الوحيد لتلاقي الأصوات وليس هناك إبداع نسائي وآخر رجالي، بل يوجد أدب جيد وآخر رديء، لكن وجودي اليوم في هذا الملتقى ليس خيانة لمبادئي، ولكنه تحية وتثمين لمجهودات هؤلاء النساء اللواتي اقتحمن مجال الكتابة.

الفنانة السورية سلافه عويشق قالت:«أهم ما في هذا المشروع/ الملتقى أنه قام على فكرة الحب.. الحب للشعر وحب اللقاء، وأنا مع فكرة أن يكون مكرساً للنساء لأن الشعر النسوي فيه خصوصية، هناك خصوصية واضحة في تجربة المرأة بالتعاطي مع الشعر والرواية والقصة وسائر أنواع الفنون والآداب.

اما صاحبة الفكرة الشاعرة هالا محمد من سورية.. قالت:«أطلقنا هذه الفكرة منذ عام تقريباً، كنّا مجموعة أصدقاء افتقدنا إلى مساحة من الشعر في مدينة «دمشق»، فأطلقنا هذا الملتقى تحت عنوان «48 ساعة شعر» ، ثم أردنا لهذا الملتقى أن يحتضن لأول مرّة مجموعة من الشاعرات العربيات في «دمشق».. عملنا على بحثٍ كبير عن أسماء جديدة، وانصب بحثنا بصورة أساسية على الشعر أكثر من أسماء الشعراء المعروفين الذين اعتادوا على المنابر، واعتادت المنابر عليهم،

مضيفةً: بحثنا عن جديد الشعر في الوطن العربي، ووفقنا في جمع شاعرات شابات عندهن لغة شعرية تعبر عن جيل شعري جديد، قوي، تأملي.. ومساحة تفكيره واهتماماته الفلسفية والحياتية عميقة.. خاصة.. جريئة ومستقلة عن الأكليشيهات المعروفة، شاعرات شابّات يبحثن عن رؤية خاصة بهن.. تخص الشباب، وتستشرف المستقبل.

اما الشاعرة المصرية فاطمة قنديل فأبدت سعادتها بالملتقى واعتبرت انه يعبر عن رؤية ثقافية واضحة للقائمين عليه يجمع بين تيارات شعرية جديدة لشاعرات من اجيال مختلفة.