المستشفيات الذكية.. راحة أكثر ورعاية أدق


مستشفيات جديدة بدأت تغزو الولايات المتحدة الاميركية لتحل محل مبان واجواء المستشفيات التي اعتدنا عليها.. (ذكية والكترونية)، وتستخدم عدة تكنولوجيات وتطبيقات ابتكارية من أجل رعاية ادق للمرضى.. فالعديد من المستشفيات الذكية الالكترونية التي يجري افتتاحها حاليا في مختلف انحاء أميركا مصممة أيضا بطريقة تساعد على سرعة الشفاء ومنع وقوع أخطاء طبية عبر «الأتمتة» و«التشبيك» للمستشفى وجعلها الكترونية وذكية وانترنتية، اضافة لاستخدام تقنيات دقيقة لراحة المرضى وزيادة الكفاءة وتلبية الاحتياجات المتزايدة للمتقدمين في السن.
نوعية وجودة
لعل احد نماذج هذه المستشفيات الذكية موجود في جنوب مدينة نيوجيرسي الاميركية تحت اسم «المركز الطبي الاقليمي»، حيث التجهيزات التكنولوجية المستخدمة لامثيل لها، ولنأخذ عبارات ريك ويد نائب رئيس الجمعية الأميركية للمستشفيات حيث يقول: «الى جانب استبدال المباني القديمة التي لا يمكن اعدادها لاستيعاب التكنولوجيا الحديثة، فان التصاميم الموحدة وتزويد كل غرفة في المركز الطبي الاقليمي لجنوب نيوجرسي بالتكنولوجيا، تعني انه لم تعد هناك حاجة لنقل المرضى من مكانهم اذا تحسنت حالتهم او ازدادت سوءا، كما توفر أجهزة الكمبيوتر المحمول خارج غرفة كل مريض الوقت على الممرضات والاطباء عندما يراجعون فحوص المختبرات او تسجيل المؤشرات الحيوية بعد فحص المريض. وتقوم انابيب هوائية بنقل عينات الدم والبول الى المختبرات بسرعة بهدف فحصها ويجري تسجيل المرضى مسبقا بالهاتف، أو عند سرير المريض اذا كانت حالته تستدعي معالجة سريعة بعد دخوله المستشفى. وتكنولوجيا الضوء المستخدمة بحساسية وحساب هي من أجل الراحة النفسية للمرضى وإعادة تأهيلهم، وتضم أجنحة المخاض والتوليد حمامات للمريضات وأفراد عائلتهن، وأرائك من الجلد ورفوفا لاجهزة تلفزيون كبيرة. وهناك أجهزة حديثة لجعل الطعام افضل. فالطعام يجمد بلمح البصر بعد اعداده. ثم توضع كل وجبة داخل جهاز مركب في كل الطوابق المخصصة للمرضى لتسخين الوجبة في أحد جانبي الطبق، فيما تبقي السلطة باردة. وكافة الغرف في هذا المستشفى هي غرف خاصة ومزودة بمغاطس لغسل الأيدي من أجل منع العدوى. وحمامات المرضى ملاصقة للاسرة لتفادي السقوط. وكل عبوة دواء وشارة موظف وهوية المرضى مرمزة بشيفرة كمبيوترية تحول دون وقوع أخطاء.
«النوعية» و«سلامة المرضى» في تصميم مباني هذه المستشفيات الذكية هو هدف أساسي، مستشفى سانت جوزيف الذي يجري بناؤه في ولاية ويسكانسن يستعين بمستشارين وخبراء السلامة في ميدان الطيران والفضاء والصناعة في مرحلة التخطيط، اضافة الى أخذ آراء الموظفين وسكان المنطقة.
توسعات مستقبلية
تشهد اميركا في السنوات الاخيرة إعادة بناء البنى التحتية لنظام العناية الصحية عبر هذه المستشفيات النوعية الذكية ليكون أقوى سوق بناء في مجال العناية الصحية منذ أربعين عاما.
فمثلا مؤسسة كايزر برماننت، التي تملك 28 مستشفى في كاليفورنيا، ستبني 18 أو 19 مستشفى نوعيا ذكيا جديدا خلال السنوات العشر المقبلة، خمسة أو ستة منها في مناطق التنامي السكاني والباقي مكان مستشفيات قديمة لان قوانين الولاية ستفرض قريبا تصاميم قادرة على الصمود اثناء حدوث الزلازل!
وقد اعتمدت المؤسسة، وهي شركة غير معنية بالربح، على معطياتها الخاصة والخبراء الخارجيين لتحسين التصاميم، من قاعات العمليات والطوارئ الكبرى ،الى تحسين وسائل منع تفشي العدوى والمرونة في الأبنية للتكيف مع التكنولوجيات المستقبلية، رغم ان ذلك مكلف جدا.
يعلق مهندس المشروع ديريك باركر بكلمات بالغة الواقعية بقوله، ان تحسين مكافحة العدوى والغرف الخاصة الكبيرة التي تسمح بفرد من العائلة بالبقاء مع المريض في الليل، والنوافذ الكبيرة المطلة على المناظر الطبيعية، و«جنائن النقاهة» وسبل الراحة الأخرى للمرضى والموظفين.. كل ذلك يضيف حوالي 5% الى تكاليف مستشفى مؤلف من 300 غرفة. ولكنه لمصلحة المرضى».

No comments

Powered by Blogger.