« You Tube» هوس البحث عن كل شيء

مجتمع «اليوتيوب»، مشهد بات شاهدا على التحول في عقلية الجيل الجديد، الذي وجد في هذه التقنية والخدمة على الشبكة العنكبوتية ضالته، سواء كان من هواة الطرب الحديث، أو الأصيل، أو من الباحثين عن الفضائح أيا كانت نوعها، ناهيك عن أولئك الذين يحملون في نفوسهم الهاجس السياسي ومتابعة مختلف القضايا.

في ضغطة يطرب «اليوتيوب» متلقيه، أو يصدمه في مشهد قد لا يتوقعه، فهذا الساحر العجيب الذي استطاع في وقت قياسي جمع عدد كبير من المشاهدين أمامه، لما يقدمه لكل الأذواق مادة ترضي فضولهم، بل وتزيد.. له دور فعال في إثارة العديد من القضايا سواء في المجتمع الكويتي، أو غيره من مجتمعات العالم بأسره، فلا يمكن لأحد أن ينكر أنه «سلاح ذو حدين»، إذ إنه يعيد الماضي، ويضعنا في مواقف ومشاهد خارج حدود قدراتنا.
«أوان» التقت عددا من الشباب للتعرف إلى آرائهم حول «اليوتيوب» الذي استأثر بقلوب العديد منهم، فهل أصبح تلفزيون الشباب؟

تقول قيروان العدواني: إن «اليوتيوب» فتح أمام الشباب آفاقا بعيدة، إذ إنه تفوق على التلفاز بدرجة كبيرة، لما يتمتع به من ايجابيات تمكن مرتاديه من مشاهدة ما يحتاجون إليه في الأوقات التي تناسبهم، كما أنه سهل الاستخدام، وبدأ يثير العديد من القضايا في المجتمع.
وعن نوعية المقاطع الفيلمية التي يقبل عليها الشباب، تذكر أن ذلك يرجع حسب طبيعة الشاب أو الفتاة، فهناك مقاطع اجتماعية وخبرية وفنية ورياضية وكوميدية، أو مسلسلات أو أفلام، ومنها ما هو غير ذلك، فكل فئة تشاهد ما يناسبها ويناسب ميولها، وعلى المستوى الشخصي، تفيد بأن المقاطع الكوميدية والثقافية هي أكثر ما يستهويها في «اليوتيوب».
من جهته يقول خالد الكندري: إن اليوتيوب انتشر بين الشباب بشكل غير متوقع، فهو يوفر لمشاهديه كافة المقاطع التي يحتاجون إليها، سواء كانت فنية أو سياسية أو اجتماعية أو رياضية، ويلفت إلى أن هذا الموقع أصبح منافسا قويا للتلفزيون، خاصة لدى شريحة الشباب نظرا لانشغالهم بين دراستهم وأمورهم الحياتية الأخرى، ولا يستطيعون تنظيم أوقاتهم لتتلاءم مع مواعيد ما يودون مشاهدته عبر التلفزيون، ومن هنا تأتي أهمية اليوتيوب لكونه يوفر للشباب مشاهدة ما يريدونه حسبما يتناسب مع أوقات فراغهم، كما يتيح لمشاهديه متابعة المقطع أكثر من مرة بعكس التلفزيون.
وتؤكد منار الماص أن اليوتيوب بدأ في الانتشار بشكل كبير بين الشريحة الشبابية، ولكنها ترى أن سلبياته أكثر من إيجابياته، لما يتضمنه من مقاطع لا تتناغم مع قيم ومبادئ المجتمع الكويتي، «يجب التعامل معه بحذر، بحيث نأخذ ما ينفعنا ونبتعد عما يضرنا». وتدعو الأسر لمراقبة الأطفال عند مشاهدة اليوتيوب، لما قد يعرضه من مقاطع لا تتناسب معهم.
أما نوف الهزاع، فرأيها يأتي مناقضا لزميلتها منار، إذ تؤكد أن «اليوتيوب» لم يستحوذ على الشريحة الشبابية فحسب، وإنما انتشر بين كافة المراحل العمرية، حتى أن هناك من تزيد أعمارهم على الـ50 عاما يتابعونه، وتضيف أن إيجابياته تفوق سلبياته بكثير، نظرا لما يوفره من معلومات متنوعة، «أن اليوتيوب يؤثر في المجتمع بشكل كبير، وقد أثيرت بسببه العديد من القضايا». وعن نوعية المقاطع التي تشاهدها تبين أنها تتابع الأخبار الفنية والرياضية.
بدورها تنوه آلاء بو حمد إلى أن «اليوتيوب» منتشر بين الشباب أكثر منه عند الفتيات، وتقول: إن الفتيات ربما يتابعون من خلاله آخر صيحات الماكياج وعروض الأزياء والاكسسوارات، أو متابعة الأخبار الفنية، بينما تكون متابعة الشباب أكثر لتعلقهم بالأخبار الرياضية والمباريات، أو المقاطع الكوميدية، «بوجه عام فإن اليوتيوب يعد وسيلة تواصل بين شريحة الشباب من الجنسين، وبين العالم الخارجي من كافة دول العالم». لكنها ترى أنه «من الممكن أن يغرر ببعض الشباب من خلال الأخبار الكاذبة التي تنشر بالموقع». إلا أنها تعتقد أن المراحل العمرية الأكبر سنا لا يستقون معلوماتهم إلا من خلال وسائل إعلام موثوقة وتتمتع بالمصداقية في نقل الخبر، حتى أن بعض مواقع الانترنت لا تتمتع أخبارها بالمصداقية التي تتمتع بها الصحف الورقية أو التلفزيون أو الإذاعة. وتلفت إلى أن «اليوتيوب» أثر كثيرا في نمط حياة بعض الفتيات، حيث تأثرن كثيرا بالغرب وأصبحن يقلدن كل ما يرونه من جديد في الماكياج والملابس بغض النظر عما إذا كان يتوافق مع مجتمعنا الكويتي المحافظ أم لا.
وعن مدى منافسة «اليوتيوب» لوسائل الإعلام الأخرى، فلا ترى أي منافسة تذكر لكون الأخبار التي تنشر عبر اليوتيوب غير موثوقة المصدر، ويمكن لأي شخص نشر أي أخبار حتى ولو كانت كاذبة.
أما جاسم المبارك، فيعتقد أن اليوتيوب أصبح هاما جدا، ويوفر كافة المعلومات التي يحتاج إليها الشباب ويشتمل كافة المجالات سواء الدينية أو السياسية والثقافية أو الرياضية أو تصميم المواقع وغيرها من المجالات بشروح مفصلة، وهذا الشيء كان مطلوبا، «جاء بفائدة كبيرة للشباب».
وحول تأثر الشباب به، يوضح أن «اليوتيوب» أصبح موضة بين الشباب ومتداولا بين الجميع، «نحن مجتمع يسعى وراء الموضة ومنذ ظهور اليوتيوب، الجميع بدأ يتابعه بقوة»، وبالرغم من ذلك لا ينكر المبارك فوائدة، إذ يقول: إن «له العديد من الإيجابيات، أما سلبياته فترجع لاستخدام الشخص نفسه له».
وبالنسبة للمقاطع التي تستهويه في «اليوتيوب»، يقول: إنه يمتلك موقعا خاصا، ويحرص دائما على متابعة المقاطع الكوميدية على اليوتيوب للاستفادة منها، وتحميلها على موقعه الخاص، لرسم الابتسامة على شفاه زوار موقعه.
وترى فاطمة حسين أن اليوتيوب أصبح يسيطر على عقول الشباب بدرجة كبيرة جدا، «هناك وايد يحبونه ويقضون معه ساعات طويلة»، مبينة أنه يوفر أكثر مما توفره وسائل الإعلام الأخرى، إذ إنه أصبح له مجتمع واسع من الشباب، فضلا عن انتشاره الكبير يوما بعد يوم، وعن أهم ما تتابعه عبر اليوتيوب، تبين انه يتعلق في آخر صيحات الموضة والإكسسوارات النسائية، ناهيك عن متابعة ما فاتها من مشاهد تلفزيونية.
من جانبها تقول دانة المطيري: إن اليوتيوب أصبح وسيلة من وسائل الاستمتاع، وله العديد من الإيجابيات التي تفوق سلبياته بما يوفره للشباب والفتيات من معلومات سواء دراسية، أو معلومات عامة وأخبار محلية وعالمية.
وفيما يتعلق بمنافسة اليوتيوب للتلفزيون، تذكر المطيري أن اليوتيوب منافس قوي للتلفزيون لكونه يوفر للمشاهد ما فاته عبر التلفزيون، فيمكنه متابعته من خلال اليوتيوب، ولكن المنافس الحقيقي للتلفزيون في الجانب الإخباري هو «البلوجز والاكترونيك نيوز بيبر»، وتعتبر أن اليوتيوب أصبح اليوم صديق الشباب والفتيات لما يوفره لهم من معلومات قيمة ومتعددة.
الموسوي يحذّر الشباب منه
يقول أستاذ الإذاعة والتلفزيون في قسم الإعلام بجامعة الكويت د.محمود الموسوي: إن موقع «اليوتيوب» أصبح من المواقع المنتشرة في العالم، إذ إنه يستخدم من قبل وسائل الإعلام لاستقاء المعلومات منه، ومثال ذلك الـCNN التي تأخذ منه أخبارا كثيرة، وتبثها للعالم، وقد أصبح بإمكان أي شخص أن يكون له موقعه الخاص على اليوتيوب ونشر الأخبار من خلاله، ولكن مشكلة هذا الموقع أن له سلبيات كثيرة، حيث بدأت وسائل الإعلام باستخدام المواد الفيلمية كمصدر للمعلومات دون التأكد من مصداقيتها، مشيرا إلى أنه ليست هناك إمكانية للتأكد من مصداقية تلك الأخبار، وهناك أحداث تجري في بعض دول العالم لتوظيفها بشكل ما مع ما يتماشى مع مصالحها، مبتعدة بذلك عن الأخلاقيات الإعلامية.
وعن استخدام الشباب لليوتيوب يوضح الموسوي أن الشباب أصبح يعتمد عليه بشكل كبير، «شخصيا استخدم اليوتيوب كثيرا، ولدي موقع خاص استفيد منه في الجانب التعليمي، وأتيح الفرصة لطلبتي للاستفادة منه، سواء في المواد الدراسية، أو في بعض أعمالهم لنشر المعرفة وتبادل الخبرات».
ويلفت إلى أن اليوتيوب له العديد من الإيجابيات أيضا، فهناك أحداث كثيرة في دول العالم لم يكن أحد ليسمع بها لولا اليوتيوب، ونظرا لعدم وجود رقابه على هذا الموقع، فيستطيع أي شخص نشر أي ملفات أو معلومات من خلاله، ونستطيع القول إن اليوتيوب جعل من العالم قرية صغيرة.
وعن مدى منافسة اليوتيوب للصحف والقنوات الفضائية في نشر الخبر، يقول الموسوي: إن اليوتيوب لم يرتق بعد لمنافسة الصحف أو التلفزيون في نشر الخبر أو المعلومة بسهولة لكون الصحف أو القنوات الفضائية متوافرة للكبير والصغير، وفي كافة الأماكن، بعكس اليوتيوب الذي لا يتوفر للجميع، ويحتاج إلى جهاز كمبيوتر وانترنت، وهذا ليس متاحا في جميع الأماكن كالوسائل الإعلامية الأخرى، ولكن في المقابل لا ننسى أن مشاهدي اليوتيوب يختارون ما يشاهدونه من خلال كبسة زر، بعكس التلفزيون أو الصحيفة أو الإذاعة، فإنهم يفرضون على المشاهد أو القارئ ما يعرضونه، فضلا عن أن اليوتيوب عبارة عن أرشيف مفهرس تستطيع مشاهدة ما تريده في الوقت الذي تحدده أنت.
ويحذّر الموسوي شريحة الشباب من أخذ كافة المعلومات التي ترد عبر اليوتيوب بجدية لكونها غير معلومة المصدر، ولا تتمتع بالمصداقية كالصحف أو القنوات الفضائية، فضلا عن أن هناك ملفات نشرت عبرت اليوتيوب تسببت في الفتن بين الدول وداخل المجتمعات الواحدة، ودليل ذلك التعليقات التي تصاحب تلك الأخبار والأفلام، لأن الواقع شيء والذي نراه باليوتيوب شيئا آخر.
وبشأن مدى تأثر المجتمع الكويتي بشكل خاص باليوتيوب، يفيد الموسوي بأنه «شيء يعور القلب حينما نتحدث في الكويت عن الوحدة الوطنية، ونرى التعليقات المصاحبة لأخبار الكويت على اليوتيوب، حيث نرى أطيافا مختلفة من شرائح المجتمع يتبادلون ألفاظا يعف اللسان عن ذكرها».
 

No comments

Powered by Blogger.