هل تحافظ الولايات المتحدة على نفسها كقوى عظمى؟

مواضيع مفضلة

الأربعاء، 13 مايو 2020

هل تحافظ الولايات المتحدة على نفسها كقوى عظمى؟

إذا أرادت الولايات المتحدة أن تستعد فعليًا للمنافسة القائمة بين القوى العظمى، يجب أن تتدرب قواتها بما يتماشى مع عملياتها الميدانية المقبلة.

بحسب مقالة نشرتها "الجريدة" على موقعها الإلكتروني، تستشرف مستقبل الحروب في العالم، تقدّم التجربة الأميركية خلال الحرب الباردة دروسًا قيّمة (إيجابية وسلبية) حول أفضل الطرائق لتجهيز القوات المشتركة للتعامل مع الخصوم. ولإعادة تعلّم آليات المنافسة بين القوى العظمى، لا بد من تغيير التدريبات والخبرات، ويتعين على البنتاغون أن يشدد على التدريبات المشتركة لتفعيل قدراته الجماعية.

دور محوري

فالتدريبات الواسعة خلال الحرب الباردة كانت، بحسب المقالة، كفيلة بالحفاظ على فاعلية التشكيلات القتالية من الناحية التكتيكية، "وفكّر الضباط حينها بالفوضى المحتملة والشكوك التي ينتجها أي صراع كبير بين القوى النووية، لكن أدت تلك التدريبات أيضًا دورًا سياسيًا وعسكريًا محوريًا، فأثبتت قوة التزام الأميركيين تجاه حلفائهم وشركائهم، علمًا أن قواتهم كانت تشارك الولايات المتحدة دومًا في مناورات جماعية تهدف جزئيًا إلى تحسين العمليات المشتركة بين قوات التحالف وتعزيز جهوزية العناصر".

اليوم، قد تركّز التدريبات الجديدة على اختبار عمليات مألوفة بمستويات غير مسبوقة، فهذا النوع من التدريبات يستطيع أن يختبر العمليات الخاصة وقدرة القوات التقليدية على فرض حصار على السفن التجارية العائدة للخصوم. فمصادرة السفن بطريقة متزامنة من جانب قوات العمليات الخاصة ووحدات سلاح البحرية التقليدية والمُدرّبة على تنفيذ مهام معقدة "تثبت مستوى البراعة في تنسيق العمليات في مختلف المجالات، كما تضمن تنظيم تدريبات مدروسة مع شركاء التحالف لمنح السفن مرساة آمنة حتى موعد انتهاء الحصار البحري الوهمي".

تدريبات مدروسة

تسمح التدريبات الواسعة الجديدة للقوات المشتركة باختبار المفاهيم التي أصبحت محط نقاش واسع في المراجع العسكرية، منها العمليات المتعددة المجالات أو العمليات الشاملة لجميع المجالات، مع أنها لا تُطبَّق في مناسبات كثيرة.

تنقل المقالة عن أندرو ف. كريبينفيتش، محلل السياسة الدفاعية، قوله إن التدريبات الميدانية المدروسة من حيث التصميم والتنفيذ تشكّل أداة ممتازة للتفوق في المنافسة، "فهي تستطيع تخفيف الشكوك حول التهديدات الناشئة، وتُحدد الخليط الملائم من الأنظمة الجديدة والموروثة، وتسمح بتطوير وتقييم قدرات واسعة وإطلاق أشكال جديدة وفاعلة من العمليات، وتكشف أي مشكلات عملية في مسار تطوير الخطط الجديدة وهياكل القوات الناشئة".

وتختم المقالة: "لإحباط العمليات الروسية والصينية في المنطقة الرمادية، على الولايات المتحدة أن تستعمل العمليات المشتركة الواقعية والمتكررة لإثبات قوتها العسكرية الجديرة بالثقة، وهذه المقاربة تترافق مع نتيجة غير مباشرة لكن أساسية: سيتمكن قادة القوات المشتركة من تحديد أساليب خوض الحروب المتباينة ودمجها".

إرسال تعليق

المشاركة على واتساب متوفرة فقط في الهواتف