كيف تكتشف ذاتك... أفضل مواضيع التنمية البشرية

حضرت هذا الأسبوع برنامجا تدريبيا عن اكتشاف الذات وتنميتها وحاصرتني تلك الأسئلة التي كانت تردد خلال البرنامج وأولها حين طرحت المحاضرة سؤالها عن الشخصية التي حلمنا بها عندما كنا صغارًا.

ثم أكملت تساؤلاتها عن الأفكار التي تلح في أذهاننا باستمرار وتسيطر علينا منذ لحظة الإفاقة صباحاً، وطلبت منا ملاحظة ذلك وتدوينه على مدى ثلاثة أيام لأن لها دلالات متعلقة بطموحنا وأحلامنا .. وكوننا وصلنا إلى هذه السن ومازالت تراودنا هذه الأفكار إنما هي دلاله على أننا نشعر بالتأزم نتيجة إهمال طموحاتنا وأحلامنا.

ثم بدأت في تعليمنا أبجديات تحقيق أهدافنا والوصول إلى قمة النجاح بدءا بفهم الذات والتوافق معها ثم تحديد نوع الحلم أو الهدف الذي نسعى له .. وما الرؤية التي سوف نتبناها عن أنفسنا ثم نبدأ باتخاذ الخطوات الجادة لتحقيق أهدافنا بالاستفادة من الطاقات والقدرات الكامنة لأقصى ما يمكن!

إقرأ أيضا على موقعنا

كيف تكتشفين عبقرية طفلك؟!

«باخ» في رائعته عن الأوهام قال «ما من أمنية للإنسان إلا ولديه القدرة على تحقيقها، ولكن عليه فقط أن يسعى جاهداً لانجازها».

إنها مرحلة الانتقال من معرفة الذات إلى مرحلة التعبير عنها والإصرار على أن نكون السبب المؤثر في تغيير حياتنا.


أما في المرحلة اللاحقة فعلينا وضع جدول زمني يومي نكتب فيه الخطوات الأساسية الواجب علينا الالتزام بها، وأن نتعلم من خلال ذلك تنظيم إدارة الوقت لأنه العامل الرئيسي لإدارة حياتنا بشكل ناجح والاستفادة القصوى من الوقت لمصلحتنا الشخصية، ومن المهم جداً أن تكون لدينا الرغبة والعزيمة والتحدي لتحقيق ما نريد.

اقرا ايضا 

إدمان شبابنا الإنترنت.. انفتاح أم عزلة؟

من المؤكد أن هناك الكثير من المعوقات التي تقف في طريق تحقيقنا للهدف، ولكن الأهم هو الإصرار بألا يقف أي حاجز أمام تحويل أحلامنا إلى واقع، فالتباطؤ وعدم التنظيم وانعدم الشفافية مع الذات وإدمان مشاهدة التلفزيون والأكل اللاواعي والثرثرة وإغفال الذات وعدم القدرة على اتخاذ القرار والكسل وحتى المثالية الزائدة على الحد كلها عادات معوقه علينا إعادة النظر فيها.

نحن لا نملك أن نختار أنفسنا، ولكننا نملك القدرة على التحكم في إمكانياتنا والاستفادة منها لتكون لنا البصمة الخاصة والهوية المميزة التي توحي بالتفرد والخصوصية.

في هذه الفترة من الوعي بالذات علينا تعلم سلوكيات جديدة وتحديث علاقاتنا وأن نقرأ عن سيرة الناجحين ونتابع المشابهين لنا في أحلامنا وكيف خطوا خطواتهم الأولى حتى نبدأ من حيث انتهى الآخرون ونستفيد من تجاربهم والاهتمام بالأفعال التي قاموا بها.

كما علينا تبني ممارسات محفزة للذات في حياتنا اليومية.

وأن نتدرب بصفة دائمة على كل ما نحتاج إلى أن نتعلمه، وتسجيل ملاحظاتنا حتى ننتهي منها، وأن نتعلم ممارسة التأمل ورياضة المشي .. حتى نسمو بأنفسنا ونرتقي.

فالحالة النفسية والذهنية مهمة جداً للطموح الناجح، كما الاهتمام بالمظهر العام والعلاقات مع الآخرين والمهارات الاجتماعية كلها عوامل مهمة في تحديد شخصية الناجح، كما علينا أن نعمل على تغيير اسلوب حياتنا وممارساتنا والذي من شأنه أن يزيد من الحيوية والطاقة وتوفير الوقت الذي نحتاج إليه لتحقيق أحلامنا.

لذلك علينا استثمار نقاط القوة التي نتميز بها والتخلص من نقاط الضعف والأفكار السلبية التي تعيقنا، فالشخص الذي يشعر بالخوف من التحدث أمام الآخرين عليه تبني مقولة جديدة عن الذات وأهمية الثقة بالنفس واستمتاعه بالحديث مع الآخرين بكل جرأة وتميز.

إن الاعتقاد في الذات مهم جداً، فعندما تعتقد أنك قوي ولا تهاب فإنك ستصبح كذلك لان سلوكياتك سوف تعبر عن أفكارك الايجابية التي تحملها بوجدانك.

علينا أن نذكر أنفسنا دائماً بأهمية أن نكون ايجابيين في التعاطي مع المواقف وحتى التجارب السلبية، كما علينا توثيق الحكمة التي حصلنا عليها من ذلك الموقف.

بعد كل هذا لابد من تعزيز الخبرات الجديدة التي أضفتها لشخصك وأيضاً من حقك أن تكافئ نفسك أو تشعر بفخر الآخرين بك، فالطفل الذي يتعلم المشي ويسقط ثم يحاول الوقوف إنما يدفعه لإكمال مسيرته هو التشجيع الذي يشعر به من الأقارب والأصدقاء.

إن نظام الدعم للتحفيز إنما يعمل على إطلاق طاقاتنا الإبداعية وتحفيز هممنا حتى لا نعود إلى التكاسل من جديد.

بعد أن حققت الحلم وأصبح حقيقة وقطفت الثمار .. بماذا تشعر عزيزي الإنسان.. إن طعم النجاح وحلاوته يجعلنا لا نكتفي بل هو البداية لرحلة أحلام لا تنتهي ونجاحات لا تتوقف.. إنها حياتكم التي تعيشونها باختياركم.

فقط حددوا الحلم واسعوا جاهدين لتحقيقه !

الاختيار الصعب

{«مريم» في الخامسة والأربعين من العمر .. وكيلة مدرسة، دقيقة تسير في حياتها وفقاً لعقارب الساعة .. منظمة فوق التنظيم إلا أنها لا تشعر بالسعادة والتوافق!

تعتقد «مريم» أنها أخطأت في تحديد وظيفتها منذ البداية ووافقت على أغلب اختياراتها وفقاً للعادات والتقاليد وكلام الناس.

درست «مريم» اللغة العربية وتخصصت في مجال الشعر لأنها من عشاق الكلمة وسحرها وكانت لها مساهمات شعرية على المستوى المدرسي إلا أنها اكتفت بعد التخرج والزواج بالعمل كمعلمة لطلاب المرحلة الابتدائية بواقع أن مهنة التدريس هي الأنسب للنساء، ثم تدرجت وظيفياً حتى أصبحت وكيلة مدرسة، ثم تختم رسالتها بكلمات معبرة عن عدم الرضا عن الذات حيث تشعر بأنها قد أضاعت نفسها أو تناستها وسط دوامة الحياة، وكانت تتمنى لو كانت لها شخصية مختلفة عن شخصيتها الحالية!

- عزيزتي «مريم» .. لدي قناعة تامة بأن الإنسان مادام بإمكانه أن يتنفس ويبتسم فإن الوقت بالنسبة إليه لم ينته .. عندما نخطئ اختيار الطريق المؤدي إلى البيت في لحظات من التشتت والضيق فهذا لا يعني أنه نهاية المطاف أو يعتبر من المشاكل الكبيرة التي تستحق أن نعاقب ذواتنا من أجلها إلى الأبد.

بل إن خطأ اختيار الطريق في الغالب يؤخرنا عن موعد الوصول مما يضطرنا إلى تغيير المسار ثم الانتباه بشكل أفضل حتى نصل إلى المحطة (الهدف).

سيدتي من المؤكد أن هناك شاعرا مبدعا يغفو في أنحائك لم يستفق بعد لأنك لم تأذني له بذلك أو حاصرته الظروف!

أعتقد أنه قد آن الأوان لأن تظهري هذا الجانب الشيق من حياتك وأن تعيشي بانسجام مع تطلعاتك .. اكتبي شعراً بحرية .. أبدعي فهماً وتواصلاً مع الأحداث والأيام واتركي لكلماتك العنان لتعبر عن نفسها ..

سوف تنبهرين من نفسك .. وسوف يصفق لك الناس فخراً .. وستكون لك إصدارات ونجاحات يتحدث عنها الجميع.

من المهم سيدتي أن تستعيدي ذاتك الحقيقية التي نسيتها وسط غمرة الأيام!

No comments

Powered by Blogger.