الفقع الكويتي أشهى وأغلى

الفقع الكويتي، المشروم في فلسطين، الفقع في السعودية، افضل نوع مشروع في الكويت، الفطر في السعودية، الفقع في فلسطين
يقول المثل الشعبي: «كل راس الحية، ولا تاكل الفقعة نية»، وقيل (إذا جاء الفقع صر الدوا، وإذا جاء الجراد انثر الدوا). وقيل «إن ماءها شفاء للعين».
الكمأة (تعني في اللغة الشيء المستتر) والفقع يعد من «المن»، أي أن الله سبحانه وتعالى امتنّ على عباده به، فهو ينبت بلا بذور ولا فلاحة ولا زرع أو حتى سقاية، ولا يستزرع، وقد أثبتت البحوث العلمية أن جميع محاولات استزراعه باءت بالفشل.
هذه الأيام وعلى غير العادة بدأ الحديث والسؤال عن الفقع وعن وأماكن وجوده مبكرا، حينما لاحت تباشيره في المناطق الشمالية.
«أوان» تجولت في سوق الفقع الكائن في سوق الجمعة في منطقة الري، حيث لوحظ وجود كميات من الفقع السعودي والكويتي إضافة إلى المعروض مغربي المعلّب والطبيعي.
يقول مطلق الصليلي (تاجر أغنام): هذه الأيام وعلى غير العادة جمعنا حبات من الفقع، ربما لأن أمطار الوسم هذه السنة جاءت في وقتها وبغزارة، وإن كانت أعدادا قليلة ولكنها تبشر بموسم جيد، مضيفا أنه يطلق على أول أنواعه ظهورا اسم «الأفاتيح»، وهي صغيرة الحجم تشبه الحصى رديئة النوعية، ويسمونها «بنات أوبر».
يضيف الصليلي أن الفقع ينمو في مناطق محدودة بجانب «نبات الرقروق»، ولا يظهر الفقع بلا امطار الوسم المصحوبة بالرعد والبرق، والتي يجب ان تليها امطار «التلوي»، وهي لا تقل اهمية عن امطار الوسم، على ان تكون المدة بينهما في حدود 15 يوما تقريباً، وتستمر لمدة 52 يوما، ويبدأ البحث عن الفقع لجمعه وحصاده، بعد مرور 40 إلى 60 يوما من بدء الوسم. ويستدل على وجوده بارتفاع طفيف في سطح التربة.
ويتابع الصليلي: «الفقع ينقسم الى خمسة انواع؛ الزبيدي والخلاص والجبأة والهبيري والحبيبي، وجميعها تنمو في التربة الرملية الطينية الناعمة قليلة الاملاح، وتسمى (دمثة) أي السهلة اللينة،والزبيدي أجود أنواع الفقع وأغلاها سعرا وألذها طعماً، وله شهرة واسعة في منطقة الجزيرة العربية، ويتمتع بقيمة غذائية عالية، ويتميز بلون ابيض ناصع ورائحة قوية مميزة، ويباع باسعار مرتفعة حتى في حالة وفرته».
ويكمل الصليلي: «النوع الثاني يسمى (الخلاص)، وهو اقل جودة من الزبيدي، ويتميز بلون بني باهت، وطعمه طيب، وهو اكثر انتشاراً من الزبيدي واقل سعراً، أما (الجبأة) النوع الثالث فيتميز بلون بني مائل إلى الوردي الفاتح، وهو اقل جودة من الخلاص واقل انتشاراً، وأخيرا (الهبيري) الذي يتميز بلون بني داكن مائل إلى الاسود، وهو سريع النمو، ويظهر بعد امطار الوسم بعشرين يوما تقريباً، وظهوره دليل على ظهور الزبيدي والخلاص، وتنمو حباته مجتمعة كل ثلاث إلى خمس في مكان واحد، وتكون بحجم حبة الحمص وغير متجانسة وتأكلها الطيور».
ويقول فلاح الهاملي (متقاعد 61 عاما): يبدأ موسم الفقع عادة في أواخر شهر يناير ويستمر حتى نهاية فبراير، ويمتد أحيانا إلى مارس، والبحث عن الفقع له أوقات معينة، إما في أوقات الصباح باكرا أو مساء، وذلك لانه يكون واضحا في مناطق الظل، ويستدل عليه من التشققات على سطح الارض، وعند العثور عليه يتم الحفر على جانبي حبة الفقع، وذلك للمحافظة على سلامتها، ثم تزال الاتربة بعناية وتنظيف ما حوله، ولابد ان يظهر أكثره فوق الأرض ليسهل قلعه، فإخراجه من مكانه يتطلب عناية فائقة لهشاشته، ويفضل ازالة العرق الخاص به وارجاعه لمكانه، والافضل عدم قطع العرق من مكانه في التراب، ومن المعروف أن وجوده في مكان محددة دليل على وجود فقع آخر بجواره، فمن النادر أن توجد حبة الفقع وحيدة، ومن الافضل عدم أخذ الفقع صغير الحجم وتركه حتى يكبر.
أما أبو فهد (تاجر فقع): فيعتبر مرحلة البحث عنه من المتع التي يهواها عشاق البر، وينمو تحت سطح الارض على اعماق متفاوتة، ولا تظهر له اجزاء فوق سطح الارض على الاطلاق، فلا ورق، ولا زهر، ولا جذر له. ومن المعتقد أن الفقع دائما يظهر بعد سقوط الأمطار المرعدة المبرقة، ولذلك أسموه «نبات الرعد».
ويردف أبو فهد: عند تمام نضج الجسم الثمري تفرز الفطرة رائحة قوية مميزة, ويكون جمعه باستخدام عصا حديدية تشبه المقلاع.
ويردف أبو النبي عبد الحر (أحد مستوردي الفقع): وصل للسوق هذه الايام كميات كبيرة من الفقع الجزائري والمغربي، وهو يستقطب الزبائن من جميع شرائح المجتمع الكويتي، إلا أن الكويتي أطيب، مضيفا ان سعر الفقع مرتفع، حيث يصل سعر الكيلو الى 15 دينارا، وهذا أمر طبيعي نظرا لقلة المعروض وزيادة الطلب.
ويؤكد عبد الحر أن «التحريج» على الفقع يبدأ في الصباح الباكر، فيشتري تجار التجزئة الفقع من تجار الجملة، ومن ثم يقومون ببيعها من خلال البسطات المخصصة لهم من قبل البلدية التي قامت بتأجيرها للكويتيين في موسم الفقع، حيث يقوم الكويتي بتأجيرها لتجار التجزئة بأسعار تتراوح بين 300 و700 دينار حسب الموقع.
وقال: إن أكثر انواع الفقع الموجود بالسوق هو النوع الجزائري والمغربي، وأغلى الأسعار للفقع الجزائري، لكونه مشابها للزبيدي، ويتميز بالرائحة الطيبة، ويميل الى البياض الناصع الذي يحظى بالإقبال الشديد عليه، ولكن لا يوجد الا بكميات قليلة جدا، حيث يجلبه التجار من الخارج من بلاد المغرب والجزائر، حيث ان اسعاره في البلد المصدر مرتفعة، ولكن رغم كل هذا يبقى الطلب على الفقع الكويتي مستمرا نظرا لانه طازج، وهو افضل بكثير من غيره، ويليه الفقع السعودي الذي مازال غير متوافر في السوق، في حين وصل كيلو الفقع الجزائري الى عشرة دنانير في بداية الموسم.
كمأة سوري
من جانبه، يقول علي علوان (صاحب بسطة) إن الفقع السوري يعتبر من اكثر الانواع بالسوق في السنوات الماضية، حيث يتم جلبه من الأرض المحايدة بين سورية والعراق، والتي يطلق عليها بادية الشام، حيث يقوم سكان البادية بجمع الفقع وبيعه في سوق الشام، فيما يشتريه التجار لبيعه في الكويت التي تعتبر احد اكبر مراكز التوزيع في الخليج.
والفقع المغربي يتم جلبه من الصحراء الغربية الواقعة بين الجزائر والمغرب، ويصل الى السوق الكويتي منه بمعدل طنّي فقع يوميا، وهناك فقع يدخل البلاد على انه إيراني، في حين انه عراقي.
فوائده الطبية
أثبتت دراسة طبية على مرضى التراخوما أن ماء الكمأة أدى إلى نقص شديد في الخلايا الليمفاوية، وندرة في تكوين الألياف بعكس الحالات الأخرى التي استخدمت فيها المضادات الحيوية، وقد استنتج أن ماء الكمأة يمنع حدوث التليف في مرض التراخوما، وبالتالي فهو يمنع من حدوث مضاعفات التراخوما أو الرمد الحبيبي، بالإضافة إلى علاج العين، وهذا مصداق لما ورد في السنة النبوية المطهرة.
وهناك استعمالات أخرى للفقع، حيث يستعمل لعلاج هشاشة الأظافر، وسرعة تكسرها أو تقصفها، وتشقق الشفتين، واضطراب الرؤية.
والمشهور أن للفقع علاقة بالقوة الجنسية، حيث يجفف ويطحن لدرجة أن هناك من يسميه (فياغرا البدو)، ولعل هذا مرده إلى ما ذكرناه من كونه مقوياً عاما.
ينمو تحت سطح الأرض على أعماق متفاوتة تصل ما بين 2 سم إلى 50 سم ولا تظهر له أجزاء فوق سطح الأرض على الإطلاق، فلا ورق، ولا زهر، ولا جذر له.
- مطهر للعين.. وعلاج لها: أجريت التجارب على مصابين بالتراخوما، وثبت مفعول الفقع في علاجها.. وقد أثبتت الدراسات الطبية الحديثة نفع ماء الكمأة في علاج الرمد الحبيبي للعين (التراخوما)، ومنع مضاعفاته من الحدوث.
- قشرة الفقع: يقال إنها مفيدة لإزالة الحروق، وذلك بعد تجفيف القشرة لمدة عشرة أيام في الشمس، ومن ثم وضعها على الحرق يوميا.
- علاج مقوٍّ للأظافر ومنع سرعة تكسرها أو تقصفها، وعلاج لتشقق الشفتين، واضطراب الرؤية.
- مقوٍّ للجنس: وذلك بعد التجفيف والسحق (طحن)، وقبل ذلك غسلها جيدا وتنظيفها.