مهن لا تتوقف خلال موعد الإفطار
سهام سهر
تهدأ الشوارع في مختلف مناطق العالم الإسلامي مع أذان المغرب ايذانا بالافطار لتجتمع افراد العائلة ويتجمع الاصحاب لتناول وجبة الفطور بعد عناء يوم عمل طويل قد لايتكرر كثيرا في الايام العادية. الا ان في هذه الاوقات هناك من يستمر في مزاولة عمله من دون توقف نظرا لطبيعة عمله وتلبية لطلبات الآخرين، اذ تختلف المهن التي لاتتوقف اثناء اذان المغرب وان اتفق الجميع على ان هؤلاء الجنود المجهولين تواجدهم ضرورة لابد منها.
يقول محمد أسلم ضياء الحق بنغالي عامل في محطة وقود بما أن أوقات العمل في المحطة بنظام دوريات، اعمل احيانا من السابعة صباحا حتى الظهر او من العصر إلى ما بعد الإفطار واحيانا في المساء، وطبيعة العمل تستوجب تواجدنا وقت الافطار لان البعض في حاجة الى تزويد سيارته بالوقود ولابد من الالتزام لان هذا عملنا. نجهز وجبتنا للافطار من المنزل وغالبا نتشارك نحن العمال مع بعضنا البعض لشراء المواد وطهي الطعام او نشتري من احد المطاعم ومن ثم نذهب للصلاة في المسجد القريب من المحطة ونعود لعملنا حتى انتهاء الدوام. مضيفا انه يعد طعام الافطار في المنزل له ولاصحابه عندما يكون عمله صباحا او في المساء.
وعن يوم الاجازة يقول: اقضيه مع الاصدقاء حيث نغتنمه فرصة لشراء احتياجاتنا من المواد الغذائية من المباركية وسوق السمك ولا نقضي الليل حتى وقت متأخر لان لدينا في اليوم التالي عمل.
حرارة الشمس
من جهته يعبر زميله راميز محمد نور الدين هندي عن صعوبة العمل قائلا: مع حرارة الشمس والانتظار نشعر احيانا بالتعب خاصة ان النهار مازال طويلا، وعملنا يتطلب البقاء في المحطة الا اننا نتمنى ان يتم التدوير في مواعيد عمل محطات الوقود بأن تغلق بعضها لتستقبل بعضها ممن يحتاجون التزود بالوقود في شهر رمضان. لكي يتسنى لنا اداء صلاة التراويح واعداد الطعام.
ويقول: نقوم باعداد الطعام بالتعاون فيما بين بعضنا البعض مع من يسكنون معي حسب ساعات العمل حيث نعد طبق الشوربة اليومي والارز بالكاري ومرقة اللحم ونشتري الحلويات من مطاعم هندية تبيع حلويات تقليدية يصعب اعدادها.
ونتجمع بعد العودة من المسجد ومن ثم نتسامر حتى موعد السحور ويكون مبكرا لان لدينا اعمالا في صباح اليوم التالي.
حسن محمد من مصر، عامل في احد المطاعم يقول يبدأ العمل بعد الساعة الثالثة لاستقبال الزبائن حتى اننا نتناول افطارنا في المطعم اثناء العمل وغالبا تكثر الطلبات قبل موعد الافطار ما يجعلنا نفطر على ماء وتمر ثم نتناول طعامنا لاحقا. ثم نقوم بتنظيف المطعم وتجهيز وجبات السحور لينتهي عملنا الى صلاة الفجر حتى ان طبيعة عملنا تمنعنا من السهر او زيارة الاصدقاء والذهاب الى المقاهي ما عدا اجازة نهاية الاسبوع.
ويشاركه ناصر رجب محمد علي الحديث قائلا:بالرغم من ساعات العمل الطويلة والجهد في اعداد الوجبات ونظافة المطعم الا اننا نشعر بارتياح وسعادة لاننا نعمل لتقديم طعام للصائمين ولا نلقى منهم الا التقدير لانهم يدركون مهنتنا المتعبة التي تحرمنا من متعة وجبة الافطار من اجل تلبية طلباتهم.
ويعتبر رمضان شهر الخير والبركة بالنسبة له لما يحصل عليه من اكراميات كما ان رمضان سرعان ما يمر بخلاف باقي اشهر السنة.
تأجيل الطعام
سمير محمد الزكي ، مصري فيقول: يتطلب العمل في المطعم منا الالتزام في توقيت معين وتحديدا من قبل الإفطار بساعة الى ما بعد السحور حيث تزداد الطلبات الخارجية وطلبات داخل المطعم ما يضطرنا لتأجيل موعد افطارنا ما عدا اداء الصلاة، ولأن وقت الاذان توجد طلبات، فنضطر أيضا لتأجيل طعامنا الذي نتناوله في المطعم ما يوفر علينا الوقت والجهد بالبحث عن فكرة لاعداد طبق نفطر عليه.
ويتابع قائلا: من جديد تزداد الطلبات بعد الساعة التاسعة لان البعض لايفطر ويفضل تناول وجبته بعد صلاة التراويح ونستمر بعملنا حتى موعد السحور.
ابو ايمن مصري يعمل في تسجيل وتوصيل الطلبات الخارجية يقول: اكثر ما يصادفنا اثناء العمل الازدحام خاصة بعد الافطار او قبل الفطور بوقت قليل كما ان البعض لايعطي عنوانا واضحا ما يجعل عملية البحث عن السكن تستغرق وقتا طويلا.كما ان حرارة الجو ترهقنا ونشعر بالعطش.اما لتناول الافطار فنتجمع في المطعم ونأكل معا لاني لا استطيع العودة الى المنزل ومشاركة اسرتي الطعام، واحيانا يكون لدي طلب توصيل فأتناول افطاري متأخرا. في رمضان نقضي الوقت بقراءة القرآن اكثر من الايام العادية والصلاة وبالرغم من زحمة العمل الا اننا نحرص على اداء صلاة التراويح في المسجد. وخلال الاجازة نزور الاهل والاصدقاء.
بدوره يقول رضا قربان علي من ايران صاحب احد المطاعم الإيرانية يقول : نقوم على خدمة الزبائن من خلال تقديم وجبة الإفطار وتتكون من السلطات والرز مع الكباب او الدجاج ومرق البامية او مرق القيمة وغيرها من الاطباق الايرانية ومن ثم نقدم المهلبية والشاي، اثناء العمل يصعب احيانا تناول وجبة الافطار لتمتد حتى ساعة متأخرة من الليل ما عدا شرب الماء وحبات من التمر واداء الصلاة لكي لايفوت وقتها.
من خلال عملي اشعر بالعمال واشاركهم الطعام حتى ان زوجتي تقوم باعداد الطعام لهم ليشعروا اننا اسرة واحدة، ويوميا احرص على تناول الافطار مع اسرتي لاعود الى المطعم واتابع عملي.
إعداد وتجهيز
يرى ان العمل يحلو في رمضان خاصة ان لهذا الشهر طعما خاصا واجواء مختلفة تساعد على العمل والعطاء.
أمير حسين أفغاني ،خباز يقول: عملنا يبدأ بعد صلاة العصر حيث نجهز الطحين والخميرة لاعداد كميات كبيرة من الخبر تلبية لحاجة الناس ونستمر الى ان يحين موعد الإفطار حتى نقبل الطلبات ويكون موعد طعامنا الذي نعده ايضا في العصر، عبارة عن خبر مع مرق لحم او تشريب كما ان الكويت بلد خير غالبا ما يأتي البعض ومعهم اطباق معدة لنا من طبق ريسي وحلويات كما ان عملنا يبدأ فجرا قبل السحور لاعداد كميات من الخبز.
وعن ساعات الراحة يقول:تبدأ الراحة بعد التاسعة تقريبا لنأخذ قسطا من الراحة او الذهاب الى السوق لشراء احتياجاتنا او زيارة الاصدقاء.
ويشاركه زميله أمين محمدي قائلا: بعد صلاة الظهر اقوم بتجهيز العجين ليختمر حتى وقت صلاة العصر ثم نبدأ بعملنا حيث تبدأ الطلبات قبل موعد الافطار بساعة وتقل تدريجيا بعد الافطار بنصف ساعة لحين موعد التراويح. مضيفا ان تواجدهم معا يساعد على التعاون لاعداد الطعام لانهم يعيشون بعيدا عن اهاليهم، ونحرص على الصلاة باوقاتها خاصة ان رمضان يمنحنا هذه الفرصة.
اما عبدالله جلال الدين، فيرى ان العمل في رمضان يختلف عنه في الايام العادية في توقيت العمل اذ نبدأ في الساعة الثانية عشرة ظهرا بتجهيز العجينة ونستمر حتى الانتهاء من الطلبات بعد اذان المغرب.
ويقول: غالبية الاشخاص يفضلون الخبز الايراني او كما يسميه البعض الخبز العربي لانه خفيف ويتم تناوله مع جميع اصناف الطعام ويمتاز بمذاق خاص. حتى ان الطلبات لاتقتصر على الكويتيين فقط بل مختلف الجنسيات.
أطباق الجيران
عن اوقات الفراغ يقول:نقضيها بالراحة وتجهيز اكياس الدقيق لاعداد الخبز واحيانا نذهب للقاء اصدقائنا.كما نقوم باعداد السحور الذي يحتوي على شوربة خضار او تشريب وغالبا في رمضان يمر الوقت سريعا ما بين العمل والراحة قليلا.
واجمل ما في الشهر الفضيل هو عادة تقديم وجبات من الطعام اذ يجلب لنا السكان يوميا مجموعة اطباق متنوعة تضم الطبق الرئيسي والحلويات وتكثر هذه الوجبات يومي الخميس والجمعة كما توزع الى جيراننا من محلات بيع السمبوسة والعصير وغيرها من المحلات الاخرى.
حاتم محمد خليل ،مصري، مسؤول فرع احدى الجمعيات يقول: نظام الدوام في رمضان يكون على دوريات تقسم الى ثلاثة اوقات: صباحا من الساعة السابعة الى الرابعة عصرا، ثم من فترة العصر من الساعة الرابعة الى الثانية عشرة ليلا والدوام الثالث من الثانية عشرة ليلا الى السابعة صباحا. وذلك لتلبية حاجات الزبائن من مواد وتجهيزات على مدار الشهر بالرغم من ان طبيعة عملنا لاتتغير في الايام العادية اي نعمل 24 ساعة.
وعن موعد وجبة الافطار يقول نتناولها بشكل جماعي في العمل او الذهاب لاحد المطاعم القريبة لعدم وجود متسع من الوقت لتناول الطعام في المنزل والعودة مجددا الى العمل.
ويقول إن اكثر ما تواججهم في العمل مشكلة الازدحام على الصندوق للمحاسبة اذ يريد الجميع الانتهاء والعودة للمنزل خاصة ان البعض سرعان ما ينفذ صبره ولايحتمل الانتظار في طوابير. لذا نحرص على النظام ومحاسبة الزبائن كل منهم بدوره.
من جهته يقول أشوك محمد خان ،هندي ، يعمل محاسب الصندوق في الجمعية، لكل شخص يعمل لابد انه يواجه متاعب طوال ساعات العمل ونحن ايضا نعاني احيانا من الازدحام وعدم النظام ما يخلق الفوضى بين الزبائن.
ويرى ان العمل في رمضان متعب لطول ساعات العمل التي تمتد الى ما بعد الافطار حتى احيانا نقضي الوقت جلوسا لاكثر من اربع ساعات متواصلة لاسيما في اوقات الذروة قبل الافطار. حتى اننا نتناول الافطار بعد ساعة من الموعد لضيق الوقت لكن نسعد بعملنا لكوننا نؤديه في الشهر الكريم الذي يمر ضيفا علينا لمدة 30 يوميا.
كنافة وبسبوسة
يعتبر سيد مختار مصري، يعمل في محل حلويات شرقية، ان رمضان شهر تزداد فيه الطلبات على اصناف متنوعة من الحلويات واكثرها طلبا الكنافة والبقلاوة والوربات والبسبوسة وزنود الست واصابع زينب وغيرها من الانواع اللذيذة. ويقول: نقوم بالتجهيز لاعداد الحلويات قبل يوم من العمل ومن ثم نعد الاطباق لعرضها للبيع اذ يعج المحل بالزبائن قبل موعد الافطار حتى ان بعض الاصناق قد تنفد قبل تلبية الطلبات ما يدفعنا لعمل اصناف اخرى تكون قد سبق تجهيزها.
مشيرا الى ان الكنافة والبسبوسة من الحلويات المفضلة لدى الجميع باختلاف اضافات القطر والفستق.
Post a Comment