يصيب 7 % من الأطفال في العالم و 95 % من أسبابه وراثية
فرط الحركة مرض النشاط الزائد
الأطفال بشكل عام كثيرو الحركة، شديدو النشاط، لكن إذا صاحب هذا النشاط الشديد حالة من اللامبالاة وعدم التركيز، هنا يجب الحذر، لأن هذا النوع من الصغار مريض!
فرط النشاط الحركي المصحوب بحالة من نقص الانتباه والتركيز مرض شائع يصيب حوالي 7% من الأطفال قبل سن المراهقة، والأولاد أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض من البنات، ولأنه ليس من الأمراض الخطيرة كالتخلف العقلي -لذلك لا تنتبه إليه الأسرة- وهي لا تدرك أن إصابة الطفل به، وعدم علاجه قد يؤدي إلى مشاكل عديدة للأسرة والطفل معاً، وقد تصيبه بأمراض نفسية عند الكبر نتيجة تجنب الآخرين له.
والسؤال الذي يطرح نفسه، هل كل طفل شديد الحركة مريض؟ وكيف تفرق الأم بين شقاوة الأطفال المعتادة، ومرض فرط النشاط الحركي؟ وهل يمكن علاج الأطفال المصابين بهذا المرض؟
هذا ما سنحاول الإجابة عنه خلال التحقيق التالي.
تشير التقديرات إلى أن حوالي 7% من الأطفال في العالم يعانون من الإصابة بفرط النشاط الحركي، ذلك المرض المجهول الذي لا يعرف عنه الكثيرون شيئاً، فكل الأطفال يتميزون بالحركة الشديدة، ولكن الخبراء يؤكدون أن أهم أعراض هذا المرض ليست مجرد حركة الطفل فقط، ولكن عدم قدرة الطفل على التركيز والانتباه، ويقول مختص الاضطرابات السلوكية لدى الأطفال أشرف الوزيري: إن مرض فرط النشاط الحركي ونقص الانتباه يُعرف طبياً باسم (ADHD)، وهو مرض مزمن تظهر أعراضه منذ الطفولة المبكرة، وهو يصيب نسبة ليست بالقليلة من الأطفال خصوصاً من الذكور، وهناك ثلاثة أنواع من هذا الاضطراب السلوكي وهي:
- فرط النشاط الحركي الاندفاعي، ويتميز الطفل الذي يعاني من هذا المرض بالملل والضيق باستمراره في المقعد مع تلوي اليدين والرجلين باستمرار، وعدم القدرة على الجلوس لفترة طويلة، والقفز والجري أكثر من اللازم، وعند سؤاله عن شيء يصيح بالإجابة حتى قبل أن يسمع نهاية السؤال.
- أما النوع الثاني فهو الطفل الذي يعاني من اللامبالاة، وهو طفل يتميز بعدم القدرة على التركيز وتشتت الانتباه، وعدم القدرة على استكمال أي نشاط يقوم به، والصعوبة في تذكر الأشياء أو الكلمات، وهذا الطفل المريض لا تظهر عليه أعراض فرط النشاط الحركي.
- أما النوع الثالث من المرض فهو النوع المركب الذي يجمع بين فرط النشاط الحركي ونقص الانتباه، الطفل المريض بهذا المرض يجمع بين خصائص الحالتين السابقتين، وهي النشاط الزائد جداً، وعدم التركيز واللامبالاة.
المرض والنشاط
ولكن بما أن كل الأطفال يتميزون بالنشاط الفائق، والحركة الزائدة، فكيف يمكن التفريق بين الطفل الطبيعي النشيط والطفل المريض؟
تجيب عن هذا السؤال أستاذ علم النفس والاضطرابات النفسية للأطفال بجامعة 6 أكتوبر الدكتورة إيمان القماح قائلة: الطفل الذي يعاني من اضطراب نقص التركيز وفرط النشاط الحركي تكون لديه أعراض أخرى تؤثر في سلوكه، مثل صعوبة التعلم عند التحاقه بالمدرسة، التعثر في النطق، العنف، اللامبالاة الزائدة، في بعض الحالات يصاب الطفل بتشنجات عصبية، أو ارتعاش في عضلات الوجه أو رموش العين.
ولكن ما أسباب الإصابة بهذا المرض؟ هناك عوامل عدة تؤدي إلى الإصابة بهذا المرض منها عوامل وراثية، وهي سبب في الإصابة بنسبة 95%، وعوامل بيئية مثل تدخين الأم أثناء فترة الحمل، والتلوث البيئي الناتج عن التعرض للرصاص، وهناك أسباب جسمانية مثل نقص حجم المخ لدى بعض الأطفال، لذلك يسمى هذا المرض بالاختلال الوظيفي المخي البسيط، أو تلف المخ العضوي.
دراسات
وقد أشارت الدراسات النفسية إلى أن هذا المرض يعد من أكثر الأمراض النفسية شيوعاً بين الأطفال، وأن الذكور معرضون للإصابة به أربعة أضعاف الإناث، وذكرت دراسة أجراها مركز بحوث الطفل بجامعة عين شمس على آباء بعض الأطفال المصابين بهذا المرض أن 91% منهم يشعرون بالتوتر النفسي والقلق إزاء أطفالهم، وأكد 63% منهم أن نشاطاتهم العائلية تتعرض للإرباك أو الفشل، بسبب سوء سلوك الطفل، وأشار 53% منهم إلى أن أطفالهم يتم استبعادهم من الأنشطة الاجتماعية. رغم أن أستاذ الصحة النفسية بكلية الطب جامعة القاهرة الدكتور سعيد عبدالعظيم، أكد أن هذا المرض بسيط ويمكن علاجه بسهولة، خصوصاً في مراحل الإصابة الأولى، ولكنه أشار إلى أن الطفل إذا لم يتم علاجه فقد تستفحل معه المشكلة، ويكون لها آثار ضارة عليه وعلى أسرته، أهمها الفشل الدراسي، وقد يصاب الطفل بأمراض نفسية، نتيجة لنفور الآخرين منه لتهوره وفشله في إقامة علاقات اجتماعية سليمة، وعدوانيته أحياناً، لذلك يجب أن يتم علاج الطفل إذا لاحظت الأم أن نشاطه زائد بشكل لافت للنظر، أو أنه يعاني من اللامبالاة، والعلاج هنا يكون علاجاً نفسياً في المقام الأول، يصاحبه علاج كيماوي ببعض الأدوية التي تعمل على تنبيه الموصلات العصبية المخية التي يعد عدم قيامها بدورها أهم أسباب الإصابة بهذا المرض، كما أن العلاج يعتمد على حل مشكلات الطفل، وتعليمه كيفية التعامل مع الآخرين، والتفاعل معهم، والقضاء على مشكلات الغضب السريع والتوتر الزائد الذي يؤدي إلى العدوانية.
أضاف أن العلاج يبدأ في سن ست سنوات بالعقاقير، أما العلاج النفسي وتدريب الوالدين على كيفية التعامل مع هذا الطفل، فهو علاج ممتد تختلف مدته حسب حالة الطفل المصاب بالمرض.